أكد الدكتور مجدي بدران -استشاري الأطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس- أنه على الرغم من عدم وجود تطعيمات حتى الآن ضد فيروسات الكورونا الجديد مصدر أرق البشر حاليا إلا أن العلم نجح في قطع شوط لا بأس به تجاه توفير ما يحصنهم ضد هذا الفيروس، مشيرا إلى أن التطعيمات هي الأمل الواعد لحماية من العدوى في المستقبل القريب. وقال مجدي بدران: "الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة نجحت في فك شفرة العدوى بفيروسات الكورونا، وتم التعرف على جزء "شوكة الفيروس" المختصة بعملية الالتحام بخلايا الجهاز التنفسي تمهيدا لاختراقها، وتحديد طول هذه الشوكة وموضع الجزء الذي يلتحم مع المستقبل البروتيني البشري له"، مشيرا إلى أن هذا الجزء هو محور صنع التطعيمات المضادة للفيروسات.
وأضاف أنه تم مؤخرا اكتشاف مضادات مناعية طبيعية ضد فيروسات الكورونا الجديد، وهناك 7 أنواع من مضادات الأجسام المناعية تستطيع منع التصاق أشواك الفيروسات مع المستقبلات البشرية، موضحا أن تلك المضادات تفصل عملية التلاحم طبقا لما تم نشره عالميا من أبحاث فى شهر أبريل الماضي، وأن التطعيمات نجحت حتى الآن في حيوانات التجارب، وتعطى إما في صورة نقط عن طريق الأنف أو حقن تحت الجلد، مما يمهد إلى استنباط أمصال مناعية وتطعيمات واعدة للبشر.
وأوضح أن الخلايا المرحبة بفيروس الكورونا الجديد داخل جسم الإنسان تشغل 20% من الخلايا المبطنة للغشاء المخاطي للجهاز التنفسي، مما يشكل صعوبة أمام هذا الفيروس الضعيف لاختراق الجهاز التنفسي وإحداث العدوى ما لم يتقرر التعرض لكميات كبيرة من تلك الفيروسات، خاصة لو كانت على مسافة قريبة جدا من المرضى .
ولفت إلى نظرية اختراق الفيروس لخلايا الجهاز التنفسي، قائلا: "أشواك فيروس الكورونا الجديد، وهي زوائد بروتينية تغلفها من الخارج، تلتحم مع مستقبلات خاصة تعلو خلايا المجرى الهوائي للإنسان (الجهاز التنفسي)، وفي حالة توفر الظروف المواتية مثل نقص المناعة وكبر السن وغيرها تستقبل هذه المستقبلات الفيروسات بحفاوة كبيرة وتلتحم معها تمهيدا لغزو الجهاز التنفسي .
وأكد بدران أن التغذية الجيدة والنوم الهادىء والصحة النفسية السليمة والحركة والبعد عن التبغ والمخدرات هي نصائح ذهبية للوقاية من الإصابة بالكورونا الجديد على الرغم من بساطتها خاصة للمعتمرين والحجاج، مشيرا إلى أن الأغذية لا تقتل الفيروس بنفسها ولكنها تساعد الجهاز المناعي للجسم على تحديه وقاره، موجها النصح بضرورة تناول الأغذية المفيدة للمناعة كالبقول والخضروات الطازجة بالإضافة إلى غسل الأيدي وارتداء الأقنعة، وفي حالة ظهور أعراض للمرض خلال الإقامة بالسعودية أو بعد مغادرتها ينبغي المراجعة الطبية فورا .
وأشار إلى أنه لا يوجد علاج قاتل للفيروس داخل الجسم، ولكن المطهرات المعتادة تقتله بسهولة خارجه، حيث أن قدرة الفيروس الجديد على العدوى أقل بكثير من قدرة فيروس الإنفلونزا، مدللا على ذلك بأنه أصاب حوالي 500 شخص في العالم في عامين فقط، فيما تصيب فيروسات الإنفلونزا سنويا حوالي 10% من البالغين و30% من الأطفال وتتسبب في وفاة 500 ألف حالة .
وأكد أن مناعة الإنسان هي هدية آلهية تجعلنا نقهر الميكروبات والفيروسات وأن الاحصائات العالمية تؤكد أن حوالي 75% من البشر يتغلبون ويقهرون الفيروس، وهناك انخفاضا في معدل الوفيات بفيروس كورونا الجديد من 50% نهاية العام الماضي إلى 43% في أبريل الماضي.