مجلس «التزوير» بين التجاوزات.. والتزييف!

بإعلان اللجنة العليا للانتخابات برئاسة المستشار انتصار نسيم النتائج النهائية لانتخابات ما يسمي مجلس «التزوير» الشوري سابقاً.. يكون الحزب الوطني الحاكم قد حصل علي 80 مقعداً.. ومنح بعض الأحزاب 4 مقاعد في صفقة مشبوهة ومفضوحة، وترك 4 مقاعد للمستقلين قد ينضمون إلي الحزب الوطني الحاكم بمجرد حصولهم علي كارنيه المجلس.. وفي انتظار القرار الجمهوري بتعيين باقي الأعضاء، حيث يسمح قانون مجلس «التزوير» لرئيس الجمهورية بتعيين ثلث أعضاء المجلس.. وبالطبع لن يخرجوا عن أعضاء الحزب الحاكم أو بعض الأشخاص الذين يريدون منحه الحصانة البرلمانية لحمايته، كما حدث من قبل مع صاحب عبارة الموت ممدوح إسماعيل الذي أغرق أكثر من ألف من المواطنين الغلابة في مياه البحر الأحمر، وقد ساعدته تلك الحصانة التي منحوها له في الهرب ليدير أعماله واستثماراته.. وأشياء أخري من لندن.. ويكتمل مجلس «التزوير» ليعلن تأييده لسياسات النظام وحكمته التي جعلت البلاد في وضع لا تحسد عليه بين الأمم!!
.. فهل يوجد في أي دولة ديمقراطية أو حديثة العهد بالديمقراطية برلماني بالتعيين؟!
إنه أمر غريب ومعمول به في مجلس «التزوير» الشوري سابقاً.. حتي إن رئيسه أيضاً جاء بالتعيين.
فعلي أي أساس يمثلون الشعب؟!
.. إنهم في النهاية يمثلون من أتي بهم إلي ذلك المجلس ومنحهم الحصانة والمكافآت والنفوذ، ومن ثم سيدافعون عن النظام وسياساته حتي آخر نفس.
سيجعلون التزوير.. تجاوزات!!
.. وسيجعلون الانتخابات المزيفة.. حرة وشفافة ونزيهة.
.. سيواصلون عزف قصائد النفاق في حكمة الرئيس ومكانة ابن الرئيس.
سيكون كل همهم إرضاء النظام ورجاله وأجهزته الأمنية التي زورت لهم الانتخابات، والتي منحتهم الكرسي البرلماني بالتعيين.
.. فلا يهمهم أن يصبح الشعب فقيراً.
.. ولا يهمهم إتاحة التعليم لأبناء هذا الوطن.
.. ولا يهمهم توفير العلاج للمرضي.
.. ولا يهمهم أن ترتفع أسعار الغذاء والخدمات.
.. ولا يهمهم أن تفرض ضرائب جديدة علي المواطنين من أجل دعم ميزانية الدولة التي خربها النظام وأعوانه.
.. ولا يهمهم أن يحكم الناس بالطوارئ علي مدار 30 عاماً.
.. ولا يهمهم أن تضيع أموال التأمينات والمعاشات بأوامر من وزير الجباية يوسف بطرس غالي. .. لا يهمهم أن يتراجع الدور المصري إقليمياً وأفريقياً ودولياً.. حتي إننا فقدنا تأثيرنا في دول حوض النيل.. وأصبحنا مهددين في حصة المياه التي تصل إلينا. .. بالله عليكم.. هل أحد يمكن أن يمنح الحزب الوطني صوته ويري ما يحدث أمامه من سياسات ذلك الحزب ونظامه؟!
إنه التزييف.. حرام عليكم.