قررت الهيئة العليا لحزب الوفد في اجتماعها مساء أمس الأول- الثلاثاء- برئاسة الدكتور السيد البدوي- رئيس الحزب- خوض انتخابات مجلس الشعب القادمة وتشكيل لجنة لإدارة العملية الانتخابية مشكلة من مجموعة من الخبراء والمتخصصين للاستعداد إلي الانسحاب من الانتخابات حالة عدم توافر ضمانات لشفافية ونزاهة العملية الانتخابية، كما قررت الهيئة العليا الإعداد لعقد مؤتمر سياسي ضخم ينظمه الحزب لتوضيح ما شهدته انتخابات مجلس الشوري من تدخل سافر وتزوير للنتائج من جانب الحكومة والحزب الوطني، ورأت الهيئة العليا أن الهدف الرئيسي للأحزاب هو المشاركة في أي انتخابات تجري داخل الدولة باعتبارها فرصة للنزول إلي الشارع والجمهور بعيداً عن ملاحقة قانون الطوارئ للسياسيين والنشطاء، وأكدت الهيئة أن الوفد هو الحزب الوحيد الذي في مقدوره طرح نفسه كبديل لتداول السلطة في مصر. وقررت الهيئة العليا أيضاً الفصل التام بين الجمعيات الأهلية التابعة للحزب التي تتلقي تمويلاً أجنبياً من الخارج وبين العمل الحزبي، ورفضت الهيئة تلقي أي تمويل أجنبي أياً كان نوعه، وحذرت أن كل من يخالف ذلك سيعرض نفسه للمساءلة الحزبية. في المقابل شهد اجتماع الهيئة العليا للوفد مناقشات حادة ما بين مؤيد ومعارض لقرار فصل النائب عبدالعليم داود من الحزب وجميع تشكيلاته نتيجة الهجوم الذي وجهه إلي رئيس الحزب السابق محمود أباظة، وفي نهاية المناقشات التي دارت لمدة ساعتين وافقت الهيئة العليا علي قرار فصله وسط اعتراض عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا. من جانبه تقدم محمد عبدالفتاح- عضو الهيئة العليا وسكرتير الهيئة الوفدية- باستقالته أمس من الهيئة العليا اعتراضاً علي قرار فصل عبدالعليم داود، وقال «عبدالفتاح» ل «الدستور»: تقدمت باستقالتي من الهيئة العليا احتجاجاً علي قرار فصل عبدالعليم داود وقيام محمود أباظة- رئيس الحزب السابق- ورجاله داخل الحزب بالضغط علي الوفديين ورئيسه الجديد الدكتور السيد البدوي لفصل «داود» وهو ما يهدر التجربة الديمقراطية التي شهدها «البدوي» في انتخابات رئاسة الحزب الأخيرة، وأضاف أن قرار فصل «داود» يعد انتكاسة خطيرة للحزب وجريدته، رغم أن «داود» هو النائب الوحيد الذي افتتح انتخابات مجلس الشعب بالدورتين الماضيتين بفوزه فوزاً كاسحاً، ونحن الزملاء في الهيئة العليا- والكلام لعبدالفتاح- والصحفيين نرفض تلك الممارسات الخطيرة التي يمارسها «أباظة» وأعوانه، وسنقف بقوة مع «داود» والسيد البدوي وكل الوفديين الشرفاء. من جانبه أكد المستشار مصطفي الطويل- الرئيس الشرفي لحزب الوفد- أنه كانت هناك معارضة شديدة لفصل «داود» لكن الهيئة العليا وافقت في النهاية، وأضاف «الطويل» أن الوفد سيتقدم لانتخابات مجلس الشعب إذا توافرت ضمانات لنزاهة الانتخابات، وسنطالب بإشراف المجتمع المدني علي الانتخابات، ونري أن الإشراف القضائي أول تلك الضمانات مع استحالة عودته مرة أخري.