تنبؤات غريبة لقارئة كف عجيبة حالة من الخوف والترقب عاشها ثلاثي أضواء السلطنة.. «خيشة» مسئول البلاط السلطاني و«مفتوح الأزَلَي» المشرف العام علي مجلس وزراء السلطنة.. و«سعدون البيضون» رئيس تحرير الجريدة الرسمية.. وكان الثلاثة قد ذهبوا في الخفاء تحت جنح الليل لإحدي قارئات الكف القادمة من بلاد الفرنجة لكي يستطلعوا مستقبلهم في السلطنة.. وعند دخولهم قالت لهم قارئة الكف: «أنا كلامي قليل يا غربان.. واللي منعني أقوله أسياد المكان.. كل واحد فيكو يفرد كفُّه ويدّيني الأمان».. عندئذ سارع خيشة مسئول البلاط السلطاني وأعطاها كفه فقالت: «شوف خيشة.. برغم أنك بارع في التنظيف.. وبتخلّي قصر السلطان نظيف.. إلا أن السلطان مالوش أمان.. وقريبًا جدًا هيدّيك بالشلوت وتروح في غياهب النسيان».. أما «مفتوح الأزلي» فقالت له: «وقعتك سودة يا مفتوح.. يللي درجك علي طول مفتوح.. بعدما كنت ساكن في زريبة جنب جاموسة السلطان.. دلوقتي بتحط راسك براس أغنياء السلطنة يا عدمان.. وكنت بتقسم الغنيمة مع اللي قبل سعدون.. وتلحس رجليه زي المجنون.. ودلوقتي بتلحس رجلين سعدون.. وبكره هتلحس رجلين اللي بعده يا مأفون.. وقعتك مهببة يا مفتوح»!!.. أما «سعدون البيضون» فقالت له: «اللي باقي من حياتك مليان مصايب مكلكعة.. إنت مش عندك 16 صبي وصبية من زوجاتك الأربعة؟.. وكنت بتأكّلهم من حرام يابن البردعة.. هيموتوا كلهم هذا العام عقابًا من ربك علي عمايلك المشخلعة.. وطبعًا مش هتتأثر لأن اللي يهمك الكرسي يابن المطرقعة.. وهيكون موتك يوم 26..» عندئذ صرخ فيها سعدون.. «أنهي سنة.. أنهي سنة..» فردت العرافة بصوت جهور.. «خلص الكلام.. واطلعوا بسرعة من هنا قبل ما اديكم بالشبشب ياولاد اللئام»!!
صورة الأمير كهرمان: «شارك بدل ما نتعارك» رفع الأمير كهرمان شعار «شارك بدل ما نتعارك»، وذلك في جولته التفقدية في جميع أنحاء السلطنة التي صاحبه فيها كبير البصاصين حبيب السلطان وشهبندر التجار صاحب الجاه والعز.. ولاحظ الأمير كهرمان أن هناك تجارًا كثيرين زادت ثرواتهم من الدنانير فقرر في لحظة تجليّ أن يشاركهم بدل ما يقعد يتفرج عليهم!!.. وقال أحد أفراد الحاشية السلطانية إن سمو الأمير كهرمان أصابته حالة من الجنان حينما شاهد أحد التجار يلبس الزمرد والمرجان فمسك في خناقه من قفطانه وصرخ فيه بالصوت الحيّاني قائلاً.. «تشارك ولاّ تحب تتعارك»؟.. عندئذ نظر كبير البصاصين إلي التاجر المسكين نظرة فهم معناها.. لذلك قال بسرعة.. «موافق موافق يا سمو الأمير» ورد عليه الأمير كهرمان قائلاً: «كده بقيت في السليم يابن اللئيم!!».. المثير أن الأمير كهرمان كرر نفس الموقف مع أكثر من ثلاثة آلاف من تجار السلطنة وتكررت الإجابات بحذافيرها.. ويقال إن ثروات الأمير زادت وفاضت حتي تعدت قارون إلا أن الفارق الوحيد بين «الأمير كهرمان» و«قارون» أن الأخير كانت مفاتيح خزائنه يصعب علي الرجال الأشداء حملها.. أما كهرمان فيخزن مليارات الدنانير الذهبية في خزائن بلاد الفرنجة التي لا تفتح إلا ببصمة الصوت.. الطريف أن «صرمة الجزماتي» كاتب السلطان كتب في افتتاحية جريدة السلطنة الرسمية قائلاً: «آلاف التجار يتوافدون.. علي قصر مولانا الميمون.. لكي يتعطف ويتلطف ويوافق علي مشاركتهم تجارتهم.. إلا أنه رفض كعادته أن يشارك غيره لكي لا يحصل علي الدنانير إلا بعرقه وشقاه..» وأكمل قائلاً: «وقف الآلاف من التجار يبكون.. علي باب قصر أميرنا الحنون.. وبعد أن لطعهم بالأيام والليالي.. كالفئران والسحالي.. تعطّف وتكرم وتلطّف.. وقال لهم بصوت خفيض.. مكسور الجناح مهيض: موافق علي مشاركتكم.. في شربكم وأكلتكم.. بس علي شرط أخير.. فقال التجار في نفس واحد.. «إيه هو يا كبير؟» فقال: «تقبلوا إني آخد 80% من أرباحكم.. وفوق ده كله تكونوا راضيين!!».. واختتم صرمة الجزماتي مقاله قائلاً: «شوفوا الحلاوة.. شوفوا الجمال.. أميرنا كهرمان بيطلب الرضا من الشعب الغلبان.. ما هو أصله تربية جده السلطان».
صورة كلمتين وبس «كل من علا حتي ظن أنه بلغ برأسه السحاب.. لابد أن يأتي اليوم الذي يدفن فيه جسده تحت التراب».. نصيحة لكل محتكر!! الدجاجة إذا صعدت الشجرة تبقي دجاجة».. حكمة تذكرني بقليل الأصل الذي يرتقي أعلي المناصب!! «من طلب العلا سهر الليالي».. ومن طلب المناصب باس الأيادي!! «إذا كنت تعلم فتلك مصيبة.. وإن كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم».. حكمة موجهة للراس الكبيرة!! «تمخض الجبل فولد فأرًا».. الإصلاح السياسي!! «إبرة في كوم قش».. الحرية في مصر!! «اتسع الخرق علي الراقع».. اتفاقية دول حوض النيل!! «إذا كان رب البيت بالدف ضاربًا.. فشيمة أهل البيت كلهم الرقص».. بدون تعليق!! «المصائب تقربك إلي الله كثيرًا.. والنعم تنسيك ذكره».. حكمة تعمل بها الحكومة لكي تجعلنا شعبًا شديد الإيمان!! «إذا حان القضاء ضاق الفضاء».. حكمة لا يعرفها إلا من ذاق مرارة الموت!! «أسمع جعجعة ولا أري طحنًا».. مقولة تنطبق علي الديمقراطية في بلدنا!
صورة عظمة السلطان يقرر صرف «بدل ولاء» للحاشية السلطانية قرر جناب فخامة عظمة السلطان «مارينجوس الأول» طويل العمر يطول عمره ويزهزه عصره وينصره علي مين يعاديه صرف بدلات تقّدر بآلاف الدنانير للحاشية السلطانية.. وذكرت جريدة «تحت أمر جنابه» الرسمية أن قرار عظمة السلطان جاء بعد تكرار إضرابات المواطنين في السلطنة في الفترة الأخيرة، ونشرت القرار الذي نص علي الآتي: «قررنا نحن جناب فخامة عظمة السلطان طويل العمر يطول عمرنا ويزهزه عصرنا وينصرنا علي مين يعادينا صرف آلاف الدنانير الذهبية والفضية كبدل لجميع العاملين بالحاشية السلطانية عشان ينبسطوا ويهيّصوا.. وهذه البدلات ليس لها علاقة بالمرتبات وإنما هي مكافآت تصرف شهريًا وتسمي «بدل ولاء» حتي نضمن ولاء الحاشية السلطانية التي تأثرت مؤخرًا بالإضرابات التي شهدتها السلطنة.. وعشان تبقوا فاهمين.. أنا شايف كل حاجة.. وعارف إيه اللي بيحصل من ورا ضهري.. المهم الحاشية تنبسط وتبعت تجيب كباب وكفتة ومعاهم السَلَطات.. وتنسي خالص موضوع الإضرابات!!»، وتساءل الخبثاء بعد نشر القرار في الجريدة الرسمية.. لماذا يصدر هذا القرار في ذلك التوقيت بالذات؟.. ولماذا تجاهل جناب فخامة عظمة السلطان بقية الشعب الغلبان؟، إلا أن الفقرة الأخيرة من القرار التي نشرتها الجريدة الرسمية في اليوم التالي كحلقة ثانية أوضحت كل شيء، حيث جاء نصها «شعب بورنجا.. يعني إيه شعب الأول؟.. وبعدين هي السلطنة بتاعتي فيها شعب؟!.. قال شعب قال!!». خمسة مناصب ل «شهبندر التجار».. و«علي بابا» لبيت المال.. والأربعين حرامي لبقية الحقائب الوزارية أصدر السلطان مارينجوس الأول طويل العمر يطول عمره ويزهزه عصره وينصره علي مين يعاديه فرمانًا سلطانيًا بتعديل وزاري محدود في سلطنة بورنجا.. وقال بيان صادر عن القصر السلطاني إن التعديل الذي تم سوف يليه تعديل آخر خلال شهر من الآن.. يعتبر من أهم التعديلات الوزارية التي أقرها عظمة السلطان، حيث أنعم علي شهبندر التجار صاحب الجاه والعز بخمسة مناصب دفعة واحدة أولها.. «نائب رئيس حاشية الافتكاسات».. ثم منصب «وزير الحلْب»، حيث يكون مختصًا بحلب المواطنين في السلطنة أولاً بأول من خلال السيطرة علي السلع الأساسية التي تهم الغلابة.. ثم منصب «حبيب القلب» ويكون مختصًا بحب السلطان والأمير كهرمان، ثم منصب «رئيس حسابات دنانير السلطان» لكي يقوم بإدارة أعمال السلطان والأمير كهرمان، بحيث يحصلان علي الخير كله نظير عظمة لشهبندر التجار.. والمنصب الأخير «الحارس الأمين» للقصر السلطاني، حيث يقوم بتمويل حملات مضادة لأي مجنون من مجانين السلطنة الذين يهاجمون السلطان طويل العمر يطول عمره.. أما «علي بابا» فتم تعيينه وزيرًا لبيت المال لكي يكون عونًا للسلطان ويراقب مسار الضرائب التي تتم جبايتها من الشعب يوميًا.. أما «الأربعين حرامي» الملازمون دائمًا للوزير «علي بابا» فقام السلطان بتوزيعهم علي بقية الحقائب الوزارية خاصة الحقائب المليئة بالدنانير!!