تنتظر السينما صدور روايات كاتب الجاسوسية «توم كلانسي» بفارغ الصبر لتحولها إلي أفلام سينمائية، فلا شك هو واحد من الأسماء التي يثق الجمهور في حكاياته المثيرة عن الجاسوسية والإرهاب، وهو واحد ممن تثق بهم استديوهات هوليوود لتحقيق أرباح من وراء قصصه المثيرة، ووصلت شهرة أعماله إلي حد أن اسمه أحياناً يضاف إلي عنوان العمل ترويجاً له كأن يقال مثلاً مسلسل «توم كلانسي - شبكة القوة»، ويعده البعض خليفة «إيان فلمنج» مؤلف سلسلة روايات «جيمس بوند»، وقد تميزت أعمال كلانسي بالتفاصيل الدقيقة للغاية للمؤامرات التي تتضمنها قصصه التي تدور في عالم السياسة والمخابرات، وكان من المثير أنه كان ضيف القنوات الاخبارية الأمريكية المهمة يوم 11 سبتمبر حينما لاحظ المحللون أن سيناريو ضرب الطائرات المدنية للمباني المهمة في الولاياتالمتحدة هو واحد من حبكات إحدي قصصه الذي تصور عملية انتحارية إرهابية تتم باستخدام طائرة مدنية لتدمير البيت الأبيض، بل إن بعض التحليلات ربطت بين الطريقة التي تمت بها محاولة اغتيال الرئيس «حسني مبارك» الفاشلة في أديس أبابا، وبين محاولة قتل عميل السي أي إيه «جاك رايان» في كولومبيا في رواية عنوانها «خطر قائم ومحدق»، ومن شاهد الفيلم المأخوذ عن الرواية سيجد تطابقاً بين تفاصيل تنفيذ العمليتين في الواقع وفي الفيلم. كان طموح «توم كلانسي» الالتحاق بالجيش ولكنه أخفق في اجتياز الكشف الطبي بسبب ضعف نظره، واتجه إلي كتاب الروايات التي تتناول موضوعات جاسوسية تدور في عالم الحرب الباردة وما بعدها، واخترع شخصيته الرئيسية الشهيرة «جاك رايان» وهو عميل مخابرات ذكي يتعرض لعدد من المهام الصعبة في معظم أنحاء العالم، وفي بعض مغامراته تتعرض أسرته للخطر بعد أن يقرر إرهابي قتل زوجته وابنته انتقاماً منه، وقد جسد الشخصية في السينما الممثل «هاريسون فورد» في عدد من الأفلام أهمها «ألعاب وطنية» Patriot Games و«خطر قائم ومحدق» Clear and Present Danger وضمت قائمة الروايات المهمة لكلانسي التي تحولت إلي أفلام «صيد أكتوبر الأحمر» The Hunt for Red Octo ber التي قام ببطولتها «شون كونري» وأيضاً رواية «ثمن المخاوف» The Sum of All Fears التي قام ببطولتها «بن أفلك» و«مورجان فريمان»، ومؤخراً تستعد هوليوود لإنتاج روايته المسماة «بدون ندم» Without Remorse حيث تقرر عرضها مع نهاية العام المقبل، ولم يتم اختيار الأبطال بعد أن كانت الشائعات ترشح «ليام نيسون» لدور البطولة. معروف عن توم كلانسي أنه صاحب آراء سياسية محافظة لكن بعضها كان مثيراً للجدل داخل أمريكا، فقد كان من أوائل من دافع عن الإسلام كديانة بعد وقوع أحداث 11 سبتمبر مباشرة، وطالب الإعلام والجمهور بالفصل بين الإسلام كتعاليم دينية وأخلاقية راقية، وبين اجتهادات الإرهابيين المبنية علي تفسيرات خاطئة للدين، وقال في مقابلة علي قناة «سي إن إن» إن الإسلام لا يجيز الانتحار.