إذا تربى الإنسان على قيم محددة وأن يكون قد أخلص لها بعد إقتناعه بها فإنها تصبح جزءا من كيانه وعاملا فاعلا فى كل مواقفه .. أما إذا غابت المبادئ عن أى إنسان عندها حدث ولا حرج عن تصرفات ذلك الإنسان الذى غالبا ما تكون عنده الغاية مبررا للوسيلة .. حيث يؤكد علم النفس وكذا علوم الإدارة أن مواقف الإنسان وبالتالى سلوكه يكونها ستة أشياء رئيسية هى الإيمان بالقيم ، الإيمان بالعدالة ، الإيمان بالأخلاقيات ، المعتقدات ، الإيمان بالمواصفات ، وأخيرا ما يخلق الدوافع لدى الإنسان .. فإذا كان لدى الإنسان قيم فإن سلوكه يكون دائما مع كل ما يتفق وتلك القيم وإذا كان لدى الإنسان إيمان بالعدالة كان سلوكه يوضح كرهه للظلم وإذا كانت دوافعه تتأثر بالمادة سلك كل طريق يجلب المال وإذا كانت دوافعه تحكمها غريزة الجنس سلك كل طريق إلى الشهوة .. أردت من هذا التقديم أن أوضح كيف يكون سلوك بعض الناس متغيرا بين يوم وآخر وربما بين ساعة وآخرى. الأخ محمود سعد على قناة النهار وتحديدا فى حلقة يوم الخميس العاشر من إبريل من برنامج آخر النهار كان يشكو من أن الجمهور يتهمه مرة بأنه إخوانى ومرة أنه يشجع المشير السيسى ومرة أنه يهاجم النوبيين بعد الأحداث الأخيرة ويقول معلقا أنا مش عاوز أرد لأنى سألت زملاء ونصحونى بعدم الرد.
أتدرى يا سيد محمود لماذا يصنفك الناس كل يوم فى إتجاه غير الآخر مرة إخوانى ومرة ضد المشير ومرة مع المشير السيسى ومرة تهاجم النوبة ومرة ضد النوبة .. الأمر بسيط جدا لأنك إنسان متقلب تحكمك الأهواء والمادة والمصالح واللعب على حاجات وعواطف البسطاء أنت بالفعل كذلك متقلب وقد قالها لك الأستاذ وحيد حامد وقالها لك أخيرا الأستاذ عبد الرحمن الأبنودى عندما قال لك إنت حودت شوية.
أنت كنت تهلل لحسنى مبارك وكنت تقدم ما يعجبه فى التليفزيون الرسمى للدولة .. ثم هللت لمحمد مرسى وإنتخبته ثم هاجمت الإخوان .. ثم على إستحياء رحبت بوقفة الناس فى 30 يونيو ثم بخبث ومكر هاجمت المشير ثم بكل صراحة دعمت وساندت المشير وهناك حقيقة آخرى أنك من داخلك تكره الشرطة والجيش ولسان حالك يهاجمهم دائما وحتى تخفى ذلك .. كنت تقول نحن نهاجم تصرفات الشرطة وليس الشرطة.
وحقيقة لست أدرى لماذا تكره كل مؤسسة لها سلطة هل هو إحساس بالقهر تربى داخلك منذ زمن ربما لأن والدك كان يعاقبك ولذا كنت تصرح أنك كنت تكرهه وتحب والدتك .. أم لأن القهر تولد داخلك من رئيس لك فى حياتك العملية أم أنك تريد أن تعيش لغرائزك وشهواتك لأنك ترعرعت فى صالات الفن فى كل ألوانه حتى أنك كنت رئيس تحرير الكواكب.
قلت أهل أسوان الطيبين الغلابة ذوى الكرم .. ثم قلت لديهم سلاح ومخدرات وهذا بالنسبة لهم موقف متناقض .. لأنك فى كل أحاديثك تلعب على كل الأحبال .. أنت تتحدث عن جريمة بشعة وعليك أن تستنكرها وتنقل للمشاهد تفاصيلها .. لكنك أردت أن تجمع المتناقضات فشكى منك أهل النوبة .. قد تخدع بعض الناس كل الوقت وقد تخدع كل الناس بعض الوقت ولكن أبدا لن تخدع كل الناس كل الوقت.
فى النوبة رأيناهم وهم يقتلون ضباط الشرطة بالسكاكين وهذا سلوك إجرامى غوغائى من أناس لا خلق ولا ضمير ولا دين لهم .. معروف عن الكثير من النوبيين أنهم يحتسون الخمر ويتعاطون المخدرات ويسهرون الليل وينامون النهار .. منهم الكسالى .. وقد رأيت بنفسك السلاح كل من يحمل السلاح بغير ترخيص هو إنسان ضد القانون وله أغراض سيئة .. ثم أنت وغيرك تهاجمون رئيس الحكومة والحكومة وترفضون المجالس العرفية .. هل تريدون أن نحقق أهداف المتآمرين على مصر من الإخوان والأمريكان والأوربيون ويعملون بأموال قطر .. الدولة تعلم وتفوت الفرص على من يريد سريان أنهار الدم تحت أى مسمى .. حتى لا نكون مثل سوريا وليبيا.
لو أن الحكومة أو الداخلية أو الجيش إستخدموا القوة المفرطة لإيقاف البلطجة والفتن لقلت أنت وغيرك من الصحفيين ما كان يجب على الدولة قهر المواطنين .. ويومها ستكون فتنة كبرى .. عندما علقت على أن محافظ الوادى الجديد وقع نموذج تأييد للمشير السيسى قلت أصل الضباط لا يعرفون والراجل أكيد ما خدش باله .. وعندما حادثته سألته بشكل مستفز إنت ضابط جيش وبعد أن أغلقت معه قلت نفس الكلام أصل الراجل ما يعرفش والضباط أصلهم .. ثم قلت دا موضوع نتكلم فيه بعدين.
يا سيد محمود ضباط الجيش أثبتوا فى المحليات والنوادى إلى غير ذلك كفاءة إدارية .. ثم السؤال هل ممنوع على المواطن الذى ترك الجيش والشرطة والقضاء أن يقوم بدعم مرشح وهل يمنع الدستور ذلك؟! إذا كان الدستور يسمح واللوائح تمنع تكون اللوائح والتعليمات غير دستورية.
شئ آخر يا سيد محمود تطلب من المرشحين لقاءات على الهواء وتقول مبتسما أصل الهواء له مطبات وأصل الهواء مالوش دوا .. تريد أن تخرج كبتك وعقدك على أناس محترمون مثل المشير السيسى .. لا يا سيدى لا أنت ولا غيرك وهذا لا يحدث حتى فى الإنتخابات الأمريكية .. ما يحدث هناك مؤتمرات يقوم بها الأحزاب ويحضرها المرشح ومؤيدوه أيضا هناك المناظرات.
الفريق السيسى لديه أولويات سيعلنها على الشعب منها الأمن وخلق الأمل والدوافع للعمل ومنها التشغيل ثم التشغيل ثم التشغيل .. والتشغيل لابد أن يستوعب حتى من لا يجيدون أى مهنة من خلال تدريب ثم تشغيل فى مشروعات إنشائية وكذا فى الزراعة.
يا سيد محمود المشير السيسى لديه أهداف ملحة ذات أولوية أولى .. مثل الأمن وخلق الدوافع "الأمل" والتشغيل وفتح المصانع المعطلة وتحريك الجهاز الإدارى للدولة الذى أصبح يكبله الفساد والخوف وعدم التأهيل والكثرة المفرطة والبطالة المقنعة وبعدها سيكون لديه برنامج لتحقيق ذلك وغيره مثل تحسين الإقتصاد وتطوير الصحة والتعليم من خلال أجهزة تشكل لذلك من أناس وطنيون ليسوا من الجهاز الإدارى الفاسد فى الدولة .. بالقطع المشير السيسى وغيره من المرشحين سيكون لديهم من الوسائل للتواصل مع الناس وإعلان أهدافهم وخططهم وأولوياتهم لمصر وشعب مصر.
وليس من المتصور أن يجلس فى قناة يقال أنها تفاوض سوزان مبارك على حديث على حلقتين تدفع فيه القناة مليون دولار .. هل يجلس السيسى فى قناة تفاوض من خططت للتوريث وكرهت الشعب المصرى إبنة الإنجليزية حاملة الجنسية الإنجليزية وكانت أحد الأسباب الرئيسية هى وزوجها وأولادها لما نحن فيه الآن .. المشير السيسى شئ آخر وإنسان تقى وفرض عليه المنصب إن قدر له .. ولم يسعى هو إليه .. والعالم كله يعرف كم تحمل الرجل ومعه من الرجال كثيرين من أجل إنقاذ مصر.
يا سيد محمود أنتم وقنواتكم ستذهبون إلى لا شئ عندما تعود الأمة المصرية لعملها الجاد وتقدمها المنشود بإذن الله ولن يبقى على الساحة إلا ما يفيد مصر والمصريين وليس الطبالون والزمارون والببغاوات.
لقد أظهرت الثلاث سنوات الماضية أسوأ ما فينا :
- أناس يدعون أنهم أهل دين ثم تراهم يقتلون ويحرضون على القتل من أجل السلطة والمنصب.
- إعلامى مملوء بالحقد الأسود إما بسبب النشأة أو بسبب ضغوط مورست عليه أيام مبارك أو أنه يريد جمع المال لكى يكون غنى الحرب.
- عامل يطالب بحقه وما ليس حقه ومصر مكسورة الجناح تحاول أن تلملم جراحها.
- بلطجى يقطع الطريق من أجل المال.
- تاجر مخدرات وتاجر سلاح يريدها فوضى وفساد من أجل المال والسطوة.
- تكفيريون يعيشون على القتل ويأكلون من مال قذر مدفوع لإزهاق أرواح المسلمين وأهل الكتاب ولا عمل لهم يكسبون منه.
- خريجوا جامعات خاصة وغير خاصة لا يعرفون شيئا عن العلم والعمل وغير مؤهلين لشئ ويطالبون بفرص عمل.
- مسئول لا يأخذ قرار إما خوفا وإما إنتظارا لعودة الفساد.
- سائق يقطع عليك الطريق ثم يسبك.
- غوغائيون وسفاكوا دماء وفوضويون يريدونها فوضى عارمة لا قضاء ولا جيش ولا شرطة حتى تكون غابة لا قيمة فيها إلا للحيوان.
- حاقد وحاسد جاء اليوم الذى ينتظره لكى يسفه علمك أو وضعك الإجتماعى أو يهدر مالك الذى كسبته بالحلال.
- شرطى أو ضابط لا يعمل لأنه ينتظر أن يعود إليه التسلط والإستبداد والتعالى وأخذ أموال الآخرين أو يخاف من الموت علما بأن عمله فيه مخاطر الموت.
- بنات وسيدات إحترفن الدعارة ومن كل المستويات بحجة أن ما لم تجده فى البيت لابد أن تحصل عليه من مصدر آخر.
لقد كنا مثل زمبرك "ياى/سوسته" تحت حذاء وعندما رفع عنها قدم صاحب الحذاء إنطلقت اليايات فى كل إتجاه تصيب من تصيب وتؤذى من تؤذى وتقتل من تقتل.
"أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض .. هذا قول الله"