لا يرضي النظام الحاكم وحزبه الوطني إلا أن يخيب ظن الناس فيه بشأن الانتخابات.. أي انتخابات. .. فلا يريد النظام أن يتنازل أبداً عن حقه في تزوير الانتخابات بكل الطرق. .. لقد صدعنا قيادات النظام خلال الفترة الأخيرة بأن الانتخابات ستكون حرة ونزيهة وشفافة. جاء ذلك علي لسان الرئيس مبارك شخصياً وتبعه قيادات الحزب الوطني من صفوت الشريف إلي جمال مبارك.. فأحمد عز.. فعلي الدين هلال وغيرهم.. ولكن يبدو أن النزاهة والشفافية الحرة في الانتخابات هي التزوير.. وعيني عينك. لقد كانت انتخابات الشوري التي جرت أمس الأول فعلاً فاضحاً للنظام علي التزوير وتزييف إرادة المواطنين. لقد انتهكت كل قيم الديمقراطية.. ومورست جميع الانتهاكات والمخالفات منذ بدء عملية التصويت حتي فرز الأصوات. .. وسيطر الأمن علي مجريات العملية الانتخابية ونفذوا كل تعليمات غرفة عمليات الحزب الوطني التي كانت زاخرة بقيادات الحزب لمتابعة عمليات التزوير، والتي بدت في الصور التي تم بثها وكأنها شركة خاصة تدير مصر.. وليست الانتخابات فقط. .. طبعاً كل عمليات التزوير والانتهاكات جرت في غياب شامل للجنة العليا للانتخابات، والتي لم تهتم حتي بتصاريحها القيادات الأمنية.. فكان كل شيء تحت سيطرة الأمن هو الذي يسمح.. وهو الذي يمنع.. وسلم لي علي اللجنة العليا للانتخابات التي لم تر ولم تسمع أي شيء عن الانتهاكات والتزوير التي جرت منذ صباح يوم الانتخابات. .. لقد كانت انتخابات يوم الثلاثاء يوماً أسود جديداً في تاريخ النظام الحاكم الذي يعلي من التزوير والتزييف ويشرف بنفسه علي الفعل الفاضح. إن أي قراءة دون تحليل للأرقام التي حصل عليها مرشحو الحزب الحاكم توضح مدي الفجر الذي حدث.. فها هي شخصيات نكرة لا يعرفها أحد.. بل منهم أصحاب سوابق يحصلون علي عشرات الآلاف بل مئات الآلاف من الأصوات.. في الوقت الذي لم يذهب فيه العشرات إلي لجان الانتخابات وليس المئات ولا الآلاف. إنها أصوات لا يحصل عليها أي من المشاهير في الدول الديمقراطية!! لكن ابتسم أنت في مصر.. وفي ظل حكم الرئيس مبارك والحزب الوطني. إنه نظام لا يستطيع الاستغناء عن التزوير. .. نظام لا يستطيع التنازل عن الحكم بالطوارئ. .. نظام يحمي الفاسدين ويرعاهم.. بل يمنحهم الحصانة! .. نظام يعاند مواطنيه. .. نظام استبدادي. .. فماذا تنتظرون من هذا النظام سوي مزيد من الفقر والجهل.. والفساد.. والتزوير وتزييف إرادة المواطنين؟!