هل أخطأ السيد الرئيس حسني مبارك عندما لم يجد إجابة عن سؤال وجهه إليه صحفي إيطالي في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع رئيس وزراء إيطاليا «بيرلسكوني» يوم الأربعاء الماضي عمن يخلفه في الحكم؟ ومن يفضل سوي.. «الله وحده يعلم من سيكون خليفتي.. وأفضل من يفضله الله» مع إشارة من أصابعه إلي السماء»!! وإذا كان الرئيس مبارك قد أخطأ. فلماذا لم يقدم أي اعتذار واعتبر ما قاله ذلة لسان؟ لكن الرئيس لا يخطئ.. هكذا هو مقتنع بذلك ومن حوله يرددون ذلك.. فلم نسمع أو نقرأ تصحيحاً منه أو من الذين حوله.. وكأن الأمر طبيعي.. وإننا نعيش في دولة حسني مبارك الدينية التي تعتمد سياساته علي الله.. وكله علي الله.. ولم تعد هناك دولة مدنية يتشدق بها قيادات الحزب الحاكم ولجنة سياسات جمال مبارك. لقد محا الرئيس مبارك بتصريحه ذلك كل ما زعمه عن برنامج انتخابي و«ترقيعات» دستورية.. وانتخابات حرة ونزيهة وشفافة. فكله علي الله. إنه رجل مؤمن بأنه جاء إلي رئاسة مصر من الله.. بعد وفاة الرئيس السادات فجأة في حادث اغتيال عام 1981. .. ومن ثم لا يريد أن يعارضه أحد. .. فلا يجب علي أحد أن يعارض مد قانون الطوارئ الذي يحكم به البلاد منذ تولي السلطة.. فإنه أمر الله. .. ولا أحد يجب عليه أن يعارض المادة 76 لاختيار رئيس البلاد.. فهي أفضل ما في الإمكان.. فهي أمر الله. .. ولا أحد يحارب الفساد في البلاد الذي استشري في ظل نظام حكم الرئيس مبارك بعد أن وصل إلي نخاع النظام.. فكله بأمر الله وفضله. .. ولا أحد يتهم الرئيس مبارك بالاستبداد والطغيان.. فهذا فضل من الله.. وليس علينا الاعتراض علي أمر الله. .. ولا داعي لأحزاب المعارضة والحركات الاحتجاجية ضد سياسات النظام. .. ولا داعي لانتخابات أصلاً سواء كانت شفافة أو نزيهة.. أو حتي مزورة. .. ولا داعي للحديث عن التغيير.. ومن ترشحه القوي الوطنية أو الأحزاب في الانتخابات الرئاسية القادمة.. فكل ذلك مسرحية لا محل لها من الإعراب. يكفينا حكمة الرئيس المستمدة من أمر الله وفضله! .. ومن ثم يكفينا فضل الرئيس مبارك!!.. اشربوا