المتهم ل«الدستور الأصلي»: «أمن الدولة» ارتكب الحادثة.. والمكالمة المسجلة لى ملفَّقة 25 جنديا راحوا ضحية مذبحة رفح الثانية، وهو ما فتح جرحا لم يكن قد اندمل بعد مذبحة رفح الأولى، ولكن القبض على عادل حبارة المتهم فى المذبحة الثانية كان مؤشرا على أن القصاص يأخذ مساره وهو ما قد يطفئ قليلا من نار أسر الشهداء.
حبارة يحاكم مع 34 آخرين من المتهمين فى ما يعرف بخلية «المهاجرين والأنصار»، لارتكابهم سلسلة من الجرائم الإرهابية بمحافظات الشرقية وشمال سيناءوالقاهرة، إضافة إلى تدبير وتنفيذ مذبحة رفح الثانية، وعلى الرغم من اعترافه السابق وتباهيه بجريمته خلال تسجيلات صوتية له من خلال محادثة هاتفية، فإن حبارة عاد وأنكر اعترافاته التى أدلى بها خلال التحقيق معه، متهما جهات أمنية عليا بتدبير الحادثة.
حبارة قال ل«الدستور الأصلي» من داخل قفصه بجلسة محاكمته بمحكمة جنايات جنوبالقاهرة أول من أمس، «أنا ضحية بطش الداخلية»، مضيفا أنه مجنى عليه وليس الجانى، لافتا إلى أن أمن الدولة طاردته وحولته من إنسان يعيش فى حاله إلى قاتل وإرهابى ومجرم ومطلوب للسجن، موضحا أن أمن الدولة مارست التعذيب ضده وهدمت منزله فى سيناء، لافتا إلى أنه تمكن من الهرب من السجن خلال ثورة يناير من سجن «وادى النطرون»، لافتا إلى أن الله سيقف معه وينجيه للمرة الثانية.
حبارة أشار إلى أنه دخل السجن فى المرة الأولى ظلما، لافتا إلى أنه بعد هروبه من السجن فوجئ باتهامه بقتل مخبر سرى ومقاومة السلطات، وهو ما أجبره على الفرار إلى سيناء وترك مسقط رأسه بالشرقية، لكن الأمن لم يتركنى وقام بملاحقتى والقبض علىّ، موضحا أنه لم يعترف بقتل الجنود فى مذبحة رفح الثانية، متهما أمن الدولة بتدبير الحادثة.
المتهم فى رفح الثانية أوضح أنه تربى فى قرية الإحراز مركز أبو كبير بالشرقية، وأنه حاصل على دبلوم الصنائع، ثم تزوج من شقيقة أحد أصدقائه وهو عضو بجماعة الجهاد، مضيفا أنه وقعت بينه وبين مخبر بأمن الدولة بعض المشكلات وأنه لفق له بعض القضايا وهو ما أجبره على الهروب خارج مصر، مضيفا أنه عاد بعدها وفتح محلا «للفول والطعمية»، مضيفا أن الشرطة حاولت القبض عليه لكنه تمكن من الهرب، وبعدها وقعت مشاجرة بينه وبين أحد الضباط بأمن الدولة الذى قام بالقبض عليه.
حبارة أضاف أنه اعترف أمام النيابة بالاعتداء وإصابة ضابط أمن الدولة، مبررا ذلك بالانتقام منه لتعنته معه، لافتا إلى أنه حصل على حكم بالسجن لمدة عام فى هذه القضية، مشيرا إلى أنه بعد هروبه من وادى النطرون لم يتركه ضابط أمن الدولة فى حاله، وأوصى عليه مخبرا لديه قام بالتربص به ومراقبته، واستغل وجوده فى الشارع فجرا وهو يشترى الخبز ونادى عليه وقال له «تعال كلم الباشا» لكنه هرب منه ثم وقع فى الشارع، عقب إصابته بطلق نارى فى قدمه، وبعدها فوجئ بالمحامى يخبره بأنه عليه حكم بالسجن 10 سنوات، واكتشف أن الشرطة عملت محضرا اتهمته فيه بمقاومة السلطات.
المتهم فى مذبحة رفح الثانية أضاف أنه بعد صدور حكم عليه بالحبس 10 سنوات وحكم بالإعدام فى عام 2011، قرر الهرب من الشرقية إلى سيناء، وأقام لدى أقارب عدد من سجناء سيناء الذين كانوا معه فى السجن، قائلا: «ربنا أكرمنى وأنشأت منزلا وعرشته بالخشب، من حصيلة بيع ذهب زوجتى»، لافتا إلى أن شقيقه طارق حضر إليه وقام بنقل عدة المطعم من الشرقية إلى سيناء، وأنه فتح محلا «للكشرى»، مضيفا أنه فوجئ بضابط أمن الدولة يرسل إليه زملاءه الضباط الذين قبضوا عليه وتعدوا عليه بالضرب، وقالوا لى «وقعت يا روح أمك»، موضحا أنهم لفقوا له قضية قتل جنود مذبحة رفح الثانية فى سيناء.
حبارة أوضح أن المكالمة المسجلة له التى يعترف فيها بقتل الجنود والموجودة ضمن أوراق القضية ملفقة، مشيرا إلى أنه لم يتحدث مع أى أحد أو يطلب منه أى أحد مبايعة أبو بكر البغدادى مقابل قيام «البغدادى» بإرسال 10 آلاف دولار، لافتا إلى أن المكالمة تمت وهو فى السجن وواقع تحت التعذيب.