مرة أخري أجد نفسي مضطرا للكتابة عن التعليقات المكتوبة علي موقع «الدستور» والتي تعبر عن بعض آراء القراء فيما ينشر من أخبار ومقالات.. وكنت قد توجهت برسالة عبر هذه الزاوية إلي الجميع سواء كانوا كتابًا أو قرَّاءً أبدي فيها اعتراضي علي تجاوز البعض ممن قرأ «الدستور» في كتابة تلك التعليقات باستخدام ألفاظ بذيئة وعبارات جارحة وأظهرت اختلافي الواضح مع توجيهات الأستاذ «إبراهيم عيسي» بأن تكون تعليقات القراء علي موقع «الدستور» دون تدخل أحد فيها وأن تظهر مباشرة علي الموقع وأكد أن هذا الاتجاه هو الذي أدي بنا إلي أن نري الكثير من الألفاظ البذيئة والعبارات الجارحة المكتوبة عبر التعليقات وأنا أظهرت في المقالة السابقة وأكدت أنني لست ضد حرية الرأي بل أنا من أشد المطالبين بها ومن أشد المعجبين بوجودها علي صفحات «الدستور» وأنا هنا أقصد الحرية في طرح الموضوعات أيا كانت هذه الموضوعات وطرحها بالطريقة التي يريدها الكاتب دون أي تدخل ولكنني طالبت بأن تكون التعليقات علي النت بعيدة عن العبارات الجارحة والبذيئة ولكنني فجأة بعد كتابة المقالة وقراءة الكثير من التعليقات عليها اكتشفت أنني أطالب بالحجر علي الآراء وعدم ترك الناس يقولون ما يريدون وأنني رجل ضد الحرية ولا يمكن لكاتب مثلي أن يكون ضد كتاب «الدستور»، تلك الجريدة التي اشتهرت بأنها بوابة الحرية في مصر وعلي الكتاب أمثالي أن يتركوا «الدستور» حتي تقوم بدورها الرائد المحترم من خلال حرياتها المفتوحة دون وجود أي عائق ضدهم.. والحقيقة أنني قرأت مرة أخري ما كتبته ولم أر فيه أي شيء مما يقولون وأنا هنا بالطبع لا أتحدث عن كل القراء الذين تناولوا المقالة بالتعليق بل إنني سعيد بآراء كثير من القراء الذين وافقوني في الرأي وأعلنوا استياءهم الكامل من تلك الآراء المستخدم فيها تلك العبارات الجارحة والبذيئة، بل بعضهم كان أكثر مني شراسة في مواجهة تلك القضية.. وبما أنني لم أطالب في مقالتي بكلمة واحدة تحجب الآراء وأؤكد مرة أخري أنني سعيد بصفتي واحدًا من كتاب وكتيبة «الدستور»، سعيد جدًا بهذا التلاقي المحترم بين الجريدة وقرائها وسعيد بروح الحرية الموجودة علي الموقع ولم أطالب بالنيل منها بل طالبت فقط بألا نستخدم الألفاظ الجريحة والبذيئة ولا أري في ذلك جرما أستحق عليه ذلك الهجوم من بعض القراء والتمسك بالقيم والمطالبة بأن تكون الآداب العامة هدفًا نسعي إليه ولذلك لا يعتبر جرما وأنا أعجبت إعجابًا شديدًا بمثل أكده أحد القراء تعليقا علي المقالة من عدم تدخل القائمين علي الموقع في حذف العبارات البذيئة والجارحة بأنها أشبه بعدم وجود رجال مرور في شوارعنا نجد أنفسنا في النهاية أمام سوق وليس شارعًا.. المطالبة بحذف البذاءات هي محاولة لإصلاح ما يفسده البعض ومحاولة البعض أيضا أن يوهمونا بأن ذلك حرية وأن الناس تستعمل تلك الألفاظ في كل مكان في مصر الآن.. فهذا رأي غير صائب بالمرة فليس من البطولة في شيء أن نستمع ونقرأ كلام الناس تحت شعار الحرية. هناك الكثير من كتاب «الدستور» المحترمين أصحاب القامة الكبيرة ينالون الكثير من تلك البذاءات من البعض الذي يري أنه من البطولة أن يتوجه بتلك الألفاظ لهؤلاء الكبار... فليكتب الجميع ما يريد ولكن لا نريد ألفاظًا بذيئة وعبارات جارحة فهذا شيء مرفوض بالنسبة إلي منبر موقع «الدستور» ومنبر الحرية ولا يمكن لأحد أن ينكر ذلك ولذلك لابد أن يظل منبرا للحرية وليس منبرا للبعض يمارس عليه بذاءاته... أعلم جيدًا أن فتح هذا الملف سيجلب علينا الكثير ولكن كتب الله علينا القتال.