أعلنت منظمة اليونسكو انها ستقوم قريبا بتقديم تدابير ترميم متحف الفن الإسلامى ودار الكتب للوثائق القومية بباب الخلق ومحتوياتهما إلى الجهات المانحة المحتملة في مصر وفي الخارج. وأضافت المنظمة ومقرها باريس فى تقريرها انه جرت بالفعل مناقشات مع بلدان ومؤسسات عديدة أبدت اهتماما بمساعدة الشعب المصرى فيما يخص ترميم هذا التراث الفريد من نوعه، الذى يمثل جزءا مهما من هويته الثقافية. وذكرت المنظمة الأممية انه عقب الانفجار الذى أصاب المبنيين اللذين يضمان متحف الفن الإسلامى ودار الكتب للوثائق القومية فى حى باب الخلق بالقاهرة، قامت على الفور بعثة طوارئ بزيارة إلى العاصمة المصرية فى الفترة من 30 يناير الماضى إلى 2 فبراير الجارى، وذلك لتقدير الأضرار التي لحقت بهما. وأوضحت أن بعثة الطوارئ، التى تشكلت من ممثلين عن اليونسكو والمجلس الدولي للمتاحف واللجنة الدولية للدرع الأزرق، اجتمعت مع الدكتور محمد ابراهيم، وزير الدولة لشؤون الآثار، ومع مديري وموظفي هاتين المؤسستين. .كما قامت بعملية معاينة وتقدير متعمقة للأضرار التي لحقت بالمباني ولما تحتويه من مقتنيات. وتابعت اليونسكو "على الرغم من آثار التدمير المروعة التي عاينها أعضاء اللجنة داخل المباني وخارجها، فإن أعضاء البعثة لاحظوا أن الاستقرار البنيوي للمتحف لم يتعرض، فيما يبدو، للخطر. ومع ذلك، فإن أضرارا جسيمة أصابت طبقة الواجهة الخارجية ومعظم قاعات العرض في كلتا المؤسستين، فضلاً عن الكوى في الأسقف". وأكدت منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم انه "يجب في البداية إنجاز أشغال عاجلة لتغطية السقوف والنوافذ، وذلك من أجل وقاية المباني من المياه وتجنب المزيد من الأضرار في حالة هطول الأمطار.. ومن الملح أيضا فحص ونقل ألواح الزخرفة في قمة الواجهة التي تفككت جراء التفجير، خشية أن تسقط وتصيب المارة أمام المبنى". وفيما يتعلق بالأضرار التي لحقت بمتحف الفن الإسلامي، أشارت اليونسكو إلى انها قد دمرت جميع خزانات ومرافق العض. كما أصابت الأضرار 161 قطعة دمر بعضها تدميرا كاملا وتعرض بعضها الآخر لأضرار هي من الجسامة بحيث يستلزم ترميمها سنوات عديدة وتمويلا ضخما. واشارت بصفة خاصة إلى القطع الزجاجية الثمينة التي تحطمت، بما فيها تسعة مصابيح قّمة أتت من عدة مساجد ويعود بعض منها إلى القرن التاسع، وقد قام موظفو المتحف بجمعها وفرزها، حتى ولو لم يكن من الممكن في الوقت الراهن معرفة ما هو السبيل إلى ترميمها. أما القطع الخزفية فقد تعرضت هي أيضا لأضرار جسيمة.. وفيما يتعلق بمجموعة القطع الخشبية، بما فيها، على وجه الخصوص، محرابان قديمان فريدان من نوعهما، فإنه يجري في الوقت الراهن ترميمها.. ولم يلحق بالمجموعات المعدنية سوى أضرار طفيفة، ويمكن لموظفي المتحف ترميمها بشكل سريع، ولحسن الحظ، فإن مختبرات الصون وقاعات المخازن، التي يوجد معظمها تحت سطح أرضية مبنى المتحف أو خلفه، فإن بعضها لم يتعرض لأضرار وأصاب بعضها الآخر أضرار طفيفة؛ ومن ثم يمكن الآن استخدامها لحفظ وترميم سائر المجموعات. ورصدت بعثة اليونسكو إلى مصر – فى تقريرها- ما لحق من أضرار لدار الكتب للوثائق القومية في حي باب الخلق بالقاهرة، حيث أكدت أن جميع خزانات العرض قد تهشمت غير أن عددا قليلا من المخطوطات والكتب تضررت، وذلك بسبب المياه التي أتت من مرافق التزويد بالمياه المحطمة وبسبب غبار الزجاج..معتبرة أنه "من الممكن بسهولة تامة القيام بعمليات تنظيف وترميم لهذه المقتنيات؛ ولكن ذلك يستلزم شهورا عديدة من العمل". وأشارت المنظمة إلى بعثة الطوارئ تستند فى مهمتها إلى البيان الذي أصدرته إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، في 24 يناير الماضي، والذى أكدت من خلاله على إلتزامها "بتعبئة جميع خبرات وتجارب اليونسكو من أجل إعادة بناء المتحف وترميم مبانيه ومحتوياته التي تعرضت للأضرار لأن ذلك إنما يمثل عنصرا أساسيا لشعب مصر ولسائر الناس في جميع أرجاء العالم..
إن هذا التراث إنما هو جزء من التاريخ العالمي للإنسانية الذي يتشارك فيه الجميع؛ ومن ثم يجب علينا أن نبذل كل ما في وسعنا من أجل صونه. وانطلاقاً من روح التضامن، فإني أوجه اليوم نداءً إلى الدول الأعضاء في اليونسكو لدعم الأنشطة الرامية إلى إعادة بناء المتحف وترميم صالاته ومعروضاته".