بحث الأردنوتركيا اليوم الاثنين أطر التعاون المشترك ، ومدى الاستفادة من الخبرات التركية في مجال السكك الحديدية. جاء ذلك خلال لقاء مدير عام مؤسسة (الخط الحديدي الحجازي) الأردني صلاح اللوزي مع رئيس وكالة التنمية والتعاون التركي (تيكا) سيردار جام وسفير تركيا في عمان سادات أونال والوفد المرافق لهما.
وأطلع اللوزي الوفد على الإنجازات التي حققتها المؤسسة في الحفاظ على ديمومة الخط الحديدي الحجازي كتراث إسلامي وعلى المشاريع المنجزة في إعادة إعمار القاطرات البخارية وعربات الركاب حيث أبدى الوفد إعجابه بما تحقق من إنجازات كفلت إدامة عمل الخط المقام منذ أكثر من 110 سنوات (زمن العهد العثماني).
يشار إلى أن السلطان عبدالحميد كان قد أعلن في سبتمبر 1900 عن خططه لإقامة خط حديدي يصل إلى الحجاز وذلك لتسهيل نقل الحجاج المسلمين إلى الديار المقدسة ، حيث انتهى العمل في إنشائه عام 1908.
وعمل الخط مدة سبعة أعوام (1908 إلى 1914) وكان أعلى عدد ركاب تم نقله هو 360 ألفا و657 راكبا عام 1914 وأكبر كمية بضائع تم نقلها (112007) طن عام 1913 ، وكانت القطارات تسير بمعدل 3 قطارات أسبوعيا علما بأن طاقة الخط القصوى 10 قطارات يوميا.
وعندما فجر الشريف الهاشمي الحسين بن علي رصاصة الثورة العربية الكبرى في العاشر من يونيو 1916 إيذانا بعصر جديد من النهضة العربية كان لابد من تعطيل الخط الحجازي وخاصة في المناطق الواقعة جنوب وشمال محطة معان ، وذلك لمنع استخدامه من القوات التركية ضد الثورة العربية الكبرى ليتم إصلاحه فيما بعد.
ولقد كانت هناك محاولة فاشلة لإعادة بناء الخط الحجازي عام 1935 ، وفي عام 1965 تم تشكيل هيئة عليا لإعادة تسييره مكونة من وزراء النقل في الأردن وسوريا والسعودية بموجب الاتفاق الموحد الذي صادقت عليه الدول الثلاث ، حيث قامت الهيئة بإحالة إعادة إنشاء الخط على الشركتين البريطانيتين (مارتن كاولي والدرتون للبناء) والذي كان من المتوقع الانتهاء منه عام 1971 بتكاليف (15) مليون جنيه موزعة بالتساوي بين هذه الدول لكن العمل فيه توقف بعد ما تم إنشاء (129كم) منه فقط.
وفي عام 1980 .. قدمت شركة (دورش كونسلت) الألمانية دراسة جدوى اقتصادية لإعادة إنشاء الخط الحجازي لكن عام 1981 قررت الهيئة العليا أن تقوم كل دولة بتمديد الخط ضمن أراضيها حسب خططها التنموية.
أما فيما يتعلق بإدارة الخط فبعد انتهاء الإدارة التركية للخط الحجازي عام 1917 تولى الانتداب البريطاني إدارة الخط ممثلا بسكك حديد فلسطين حتى عام 1948 ثم تولى الجيش العربي إدارته حتى عام 1952..وتم إنشاء مؤسسة الخط الحجازي الأردني بموجب القانون رقم (23) لعام 1952 والذي اعتبر الخط الحجازي الأردني وقفا إسلاميا ومؤسسة عامة ذات شخصية حقوقية واستقلال مالي مرجعها الأعلى رئيس الوزراء.