قبل عشر سنوات كانت مصر تحتفل ببدء ألفية جديدة رغم أنها بدأت واقعيا مع بداية 2001، ولكن ما التغير الذي شهدته مصر قبل عشرة أعوام، مزيد من السكان والازدحام، نظام حكم ثابت لا يتغير، تسامح أقل بين الناس، روابط اجتماعية أقل تماسكا، إحساس متزايد بعدم الأمان والخوف من المستقبل رغم الثورة التكنولوجية الهائلة التي ألمت بحياتنا، ولهذا فمع بداية كل عام جديد، بل كل عقد جديد، لا أجد أفضل ولا أيسر من أن أُذَكِّر نفسي وغيري بأن الحياة زائلة، وأن أجمل ما يتبقي لنا فيها السيرة الحسنة التي يحملها الناس لبعضهم البعض، وإذا ما اختلف العام القادم فلن يختلف علي المستوي العام عن سابقه سوي في بعض الرتوش والتفاصيل، لكن المحصلة النهائية علي الدوام تبدو واحدة وهي حقيقة أن قطار الحياة يمضي مسرعا، لذا ليس هناك أفضل من تقديم بعض الحكم والمواعظ التي وجدتها مبعثرة علي الفضاء المعلوماتي للإنترنت لعلها تنفع وتفيد في مستهل عام جديد ومنها هذه القصة. كان هناك طفل كثير الاختلاف لا يشعر بالرضا إلا قليلا، أعطاه والده كيسا مليئا بالمسامير وقال له : قم بطرق مسمار واحد في سور الحديقة في كل مرة تفقد فيها أعصابك أو تختلف مع أي شخص، وفي اليوم الأول قام الولد بطرق سبعة وثلاثين مسمارا في سور الحديقة، وفي الأسبوع التالي تعلم الولد كيف يتحكم في نفسه وكان عدد المسامير التي تطرق في السور يوميا ينخفض، اكتشف الولد أنه تعلم بسهولة كيف يتحكم في نفسه فذلك أسهل من الطرق علي سور الحديقة، في النهاية جاء يوم لم يطرق فيه الولد أي مسمار في سور الحديقة، عندها ذهب ليخبر والده أنه لم يعد بحاجة إلي أن يطرق أي مسمار.. قال له والده : الآن عليك بخلع مسمار واحد من المسامير التي طرقتها بسور الحديقة عن كل يوم يمر بك دون أن تفقد أعصابك. . مرت عدة أيام وأخيرا تمكن الولد من إبلاغ والده أنه قد قام بخلع كل المسامير من السور، فاصطحب الوالد ابنه إلي السور وقال له : بني، لقد أحسنت التصرف، ولكن انظر إلي هذه الثقوب التي تركتها في السور لن تعود أبدا كما كانت، عندما تقع بينك وبين الآخرين مشادة أو اختلاف وتخرج منك بعض الكلمات السيئة، فأنت تتركهم بجرح في أعماقهم كتلك الثقوب التي تراها، أنت تستطيع أن تطعن الشخص ثم تخرج السكين من جوفه، لكنك تكون قد تركت أثرا لجرح غائر، لهذا لا يهم كم من المرات قد تأسفت له لأن الجرح مازال موجودا. أما الحكم والمواعظ التي نحتاج إليها دوما في حياتنا، فقد اخترت عددا مما يرد إليَّ عله يفيد: العمل بقوة العقل فضيلةٌ ومفخرةٌ. والعمل بقوة العضلة في غير محلها هزيمة ومهزلة. لا تنخدع لأقوال مغرية فتندم، بل اخضع لأقوال صادقة فتكرم. الحذر لا يعني تغيير القدر، بل هو حماية من الضّرر . إنْ ظلمت الأعزاء، فقد عظَمت قوة الأعداء. علاج القلق والضيق تجده بصحبة الصديق. إذا لم تكن تعلم أين تذهب، فكل الطرق تؤدي إلي هناك. يوجد دائماً من هو أشقي منك، فابتسم. عندما تحب عدوك، يحسُ بتفاهته. إذا طُعِنت من الخلف، فاعلم أنك في المقدمة. الكلام اللين يغلب الحق البين. كلنا كالقمر. ..له جانب مظلم. لا تتحدي إنساناً ليس لديه ما يخسره. جرح اللسان أقوي من جرح الأبدان. الشيء الجيد في الصداقة هو معرفة من الذي يمكن أن تستودعه سرك ويقوم بنصحك أعط الناس أكثر مما يتوقعون. عندما تقول أحبك فلا بد أن تعنيها. لا تعبث أو تلهو أبدا بأحلام الآخرين. لا تعاقب أو تصدر حكما علي الآخرين وفقا لما تسمعه عنهم فقط. تكلم ببطء، لكن فكر بسرعة إذا سألك أحدهم سؤالا لا ترغب في اجابته. ابتسم واسأله : لماذا ترغب في معرفه الإجابة؟ تذكر دائما إن الطريق إلي النجاح الكبير يتضمن مخاطر كبيرة. عندما تخسر لا بد أن تستفيد من خسارتك بأن تعتبر. عندما تتأسف، انظر لعينيّ الشخص الذي تكلمه. العين التي لا تبكي، لا تُبصر في الواقع شيئاً. المهزوم إذا ابتسم، أفقد المنتصر لذة الفوز. لا خير في اليد اليمني بغير اليسري. الجزع عند المصيبة، مصيبةُ أخري. الابتسامة كلمة معروفة من غير حروف. اعمل علي أن يحبك الناس عندما تغادر منصبك كما يحبونك عندما تتسلمه. لا تطعن في ذوق زوجتك، فقد اختارتك أولا. لن تستطيع أن تمنع طيور الهم أن تحلق فوق رأسك ولكنك تستطيع أن تمنعها من أن تعشش في رأسك. تصادق مع الذئاب. ... علي أن يكون فأسك مستعداً. ذوو النفوس الدنيئة يجدون اللذة في التفتيش عن أخطاء العظماء. إنك تخطو نحو الشيخوخة يوماً مقابل كل دقيقة من الغضبً. الذي يولد وهو يزحف، لا يستطيع أن يطير. اللسان الطويل دلالة علي اليد القصيرة. نحن نحب الماضي لأنه ذهب، ولو عاد لكرهناه. من علت همته طال همه . من العظماء من يشعر المرء في حضرته أنه صغير ولكن العظيم بحق هو من يٌشعر الجميع في حضرته بأنهم عظماء. من يطارد عصفورين يفقدهما معاً. المرأة هي نصف المجتمع، وهي التي تلد وتربي النصف الآخر. كلما ارتفع الإنسان تكاثفت حوله الغيوم والمحن. لا تجادل الأحمق، فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما. الفشل في التخطيط يقود إلي التخطيط للفشل. قد يجد الجبان 36 حلاً لمشكلته ولكن لا يعجبه سوي حل واحد منها وهو. . الفرار. شق طريقك بابتسامتك خير لك من أن تشقها بسيفك. من أطاع الواشي ضيَّع الصديق. أن تكون فرداً في جماعة الأسود خير لك من أن تكون قائداً للنعام. كن كالشمس تشرق العقول بالنور لا كظلام اللّيل تحجب النور. وكل عقد أنتم بألف خير وسعادة وصحة وهناء.