قال الدكتور «علي الدين هلال» أمين إعلام الحزب الوطني إن مستقبل مصر وتقدمها وحدوث حالة من الرخاء بها متوقف بشكل كبير علي تزايد النمو السكاني في مصر، حيث تُشكل الزيادة السكانية عبئاً كبيراً علي تقدم مصر، مشيراً إلي أنه عندما كان التعداد السكاني 23 مليون نسمة لم يتوان «عبدالناصر» عن تحذير الشعب من أن استمرار هذا التزايد سوف يؤدي بمصر في المستقبل إلي كارثة حقيقية تصل إلي حد المجاعة وعدم القدرة علي سد احتياجات السكان. جاء ذلك خلال ندوة «مصر إلي أين؟» ضمن فعاليات مؤتمر تنمية الوعي السياسية لدي شباب الصحفيين. وقال «هلال»: إن مصر الآن يقطنها 84 مليون نسمة وهي كثافة شديدة تتخطي موارد الدولة وقدراتها مما يترتب عليه حدوث الحالة التي نحن عليها الآن من فقر واحتياج ولا يمكن مقارنة مصر بدولة مثل «الصين»، فصحيح أن تعداد الصين يتعدي مليارًا ومائتي نسمة إلا أن القوانين في الصين لا تسمح بحرية التنقل، كما هو الحال في مصر، هذا النظام خلق حالة من التوازن والقدرة علي استيعاب الأعداد المهولة وتغطية جميع احتياجاتها بموارد الدولة، حيث يتم توفير المساكن والمدارس والمستشفيات وجميع المرافق حسب توزيع السكان في المناطق المختلفة وتمنع الدولة السكان من التنقل داخل الصين للعيش في مناطق أخري من أجل الحفاظ علي هذه الحالة من التوازن. من ناحية أخري، أكد «هلال» أن العامل الأكبر في التقدم يرجع إلي مساعدة المصريين أنفسهم واستيعابهم معني كونهم «كبارًا»، حيث لا يصح أن نطالب الحكومة بتوفير حياة كريمة للجميع، في حين أن دورنا في تخفيض الكثافة السكانية يتم إلغاؤه تماماً وإلقاء المسئولية كاملة علي الحكومة. وضرب مثالاً علي ذلك قائلاً: ألقينا بالمسئولية كاملة علي الجزائر الشقيقة فيما حدث بيننا وبينها خلال مباراة السودان ونسينا ما فعله جمهور مصر من مضايقات لجماهير الجزائر عندما وصلوا مطار القاهرة وانتقالهم إلي فندق الإقامة وتشدقنا بما فعلوه مع أبنائنا هناك كرد فعل. وأضاف: إذا كانت مصر شقيقة كبري فيجب أن يتصرف أهلها بما يليق بذلك ويجب أن يعلم الشعب ما له وما عليه ولا يليق بنا كمصريين أن نطالب الجميع بداية من حكومتنا بحقوقنا دون تأدية واجباتنا علي أكمل وجه، كما أنه لا يجب علينا أن نسبق الأحداث ونتساءل عن الرئيس القادم فهذا شيء سابق لأوانه وأي تصريح غير مسئول لا يجب الانتباه إليه مطلقاً، ويجب العلم بأنه إذا أراد «مبارك» ترشيح نفسه لمدة رئاسة سادسة فسوف يسانده الحزب الوطني بقوة وإذا لم يفعل فتلك هي رؤيته والحزب الوطني «ولاّد».