لا نشارك فى دعوات ثورة جديدة يسعى اصحابها لاعادتنا الى فخ تقسيم الشعب المصرى التيار الشعبي : في ذكرى 25 يناير، نستعيد روح الثورة واحلامها واهدافها، و لا ينبغى ان تتحول الى يومٍ للعنف والفوضى واراقة المزيد من دماء المصريين
التيار الشعبي يستنكر مطالبة وزير الداخلية لجموع المواطنين بالإحتشاد في ميدان التحرير
التيار الشعبي يدين وقوف السلطة الحالية موقف العاجز حيال محاولات تشويه الثورة ورموزها تمر اليوم الذكرى الثالثة على ثورة الشعب المصرى العظيم التى بدأها فى 25 يناير 2011، والتى خرج فيها ملايين المصريين بمبادرة من شبابه الحر واجياله الجديدة ليسقطوا نظام الفساد والاستبداد والإفقار والنهب والتبعية، ويبلوروا أهدافهم بوضوح فى شعاري "الشعب يريد اسقاط النظام" وتحديد ملامح النظام الجديد فى "عيش حرية عدالة اجتماعية كرامة انسانية" .. ورغم مرور 3 أعوام على ثورة الشعب المصرى، ورغم كم التضحيات التى قدمها الشعب المصرى على مدار تلك السنوات، ودماء الشهداء وتضحيات المصابين التى قدمت فداءا لحرية وكرامة المصريين، الا ان اهداف الثورة لم تتحقق بعد! خاصة بعد ان قام الاخوان المسلمون بسرقة الثورة وخيانة الشعب بعد وصولهم الى السلطة، حتى انتفض شعبنا المصرى العظيم لاسترداد ثورته وتصحيح مسارها بخروجه الكبير فى 30 يونيو .
واليوم، واذ تواجه مصر وشعبها وثورتها ودولتها تهديدا حقيقيا وخطيرا، ما بين طرف يسعى للفوضى ويمارس العنف ويرعى الارهاب، وطرف آخر يسعى لاستغلال ذلك فى استعادة سياسات النظام القديم وتقييد الحريات وانتهاك كرامة وحريات المصريين، مع استمرار حصارهم بين خيارات "امنهم او كرامتهم" وبين "حريتهم او لقمة عيشهم"! ان التيار الشعبى المصرى الذى ولد وتأسس ليكون على خط ثورة يناير وملتزما به، والذى شارك ودعا لخروج المصريين فى 30 يونيو، يجدد العهد بالتزامه باهداف الشعب المصرى وثورته، ويجدد العهد ان يبقى منتصرا لاحلام الشهداء وحقوقهم، ويجدد اليقين فى الله عز وجل والرهان على الشعب المصرى ووعيه الذى لن يسمح بسرقة ثورته مجددا، لا من قوى الظلام والرجعية والإرهاب، ولا من الساعين لاحتكار 30 يونيو وفصلها عن ثورة يناير ليسرقوها مجددا ويستعيدوا سلطتهم ونفوذهم وسياساتهم التى ثار عليها شعبنا العظيم.
ان التيار الشعبى المصرى يثق تماما فى ان جموع الشعب المصري ستواصل الانتصار لثورتها، وستواصل مواجهة الارهاب والعنف حِفاظًا على الوطن ودماء ابنائه، بنفس الدرجة التى ستتصدى فيها لكل محاولات تضليل الوعى وتشويه الثورة واستعادة الفساد والاستبداد.
ان ذكرى 25 يناير، والتى تأتى اليوم لنستعيد فيها روح الثورة واحلامها واهدافها، لا ينبغى ان تتحول الى يومٍ للعنف والفوضى واراقة المزيد من دماء المصريين، كما انها لا يمكن ان تتحول الى يوم للنفاق والتقديس او التمجيد والتهليل او صناعة فراعين جدد. ان ذكرى 25 يناير، ذلك اليوم الذى توحد المصريين فيه على مطلب اسقاط نظام الظلم والقمع والتبعية، لا بد وان يبقى يوما يجدد فيه الشعب اصراره على تماسكه ووحدة صفه وأهدافه، داعمًا لمؤسسات دولته فى مواجهة العنف والفوضى وكل محاولات تخويف وترويع المصريين أو تهديد امنهم واستباحة دمائهم، وجنبا الى جنب مع قواه الوطنية والثورية وشبابه الواعي فى مواجهة مساعى بقايا النظام الأسبق لسرقة الثورة، ومواجهة استعادة سياسات القمع وانتهاك الكرامة وكبت الحريات وافقار المصريين، وتصحيح اوضاع مؤسسات الدولة بحيث تؤدى دورها فى تحقيق اهداف الثورة وخدمة الشعب المصرى والمحاسبة والمساءلة لكل من يخطئ او يتجاوز القانون فيها وتطهيرها من اى فساد.
اننا فى هذا اليوم ، اذ نعلن عدم مشاركة التيار شعبى رسميا لا فى الاحتفال بثورة لم تكتمل اهدافها بعد ويسعى البعض لسرقتها مجددا باسم الاحتفال بها ليعيدوا ثورتنا الى ما قبل 25 يناير ، ولا فى دعوات ثورة جديدة يسعى اصحابها لاعادتنا الى فخ تقسيم الشعب المصرى والتمسح باسم الدين فيما يخدم مصالحهم والدين منهم براء ليعيدونا الى ما قبل 30 يونيو ، وسوف تكون مشاركة بعض اعضائه اليوم فى اطار فاعليات سلمية لاحياء ذكرى الثورة وتذكير شعبنا باهدافها وتجديد العزم على تحقيقها ورفض الارهاب وذلك فى بعض المواقع المحلية والمحافظات وبعيدا عن اماكن اى فاعليات يشارك فيها الطرفين السابقين ، لذا فاننا نحذر كلا الطرفين من الزج باسم التيار الشعبى فى افعالهم واهدافهم . ويستنكر التيار الشعبي المصري مطالبة اللواء/ محمد ابراهيم، وزير الداخلية لجموع المواطنين بالإحتشاد في ميدان التحرير ومباركة بعض القنوات الإعلامية لذلك وحشد بعض الجبهات والقوى لأنصارها على الرغم من علمهم المُسبق بإعلان بعض القوى الشبابية -المعادية للاخوان والمؤمنة بخط الثورة- للنزول الى ميدان التحرير أيضًا، لذا فاننا ندعو الجميع لتحمل المسئولية تجاه معنى وذكرى قيمة هذا اليوم ودلالاته لدى الشعب المصرى، ويحمل التيار الشعبي وزارة الداخلية مسئولية حماية ارواح المصريين ومنع اي احداث عنف قد تحدث بين مواطنين مصريين نتيجة لذلك الحشد والحشد المضاد.
ان التيار الشعبى المصرى اذ كان ولا يزال مع اهداف ثورة شعبنا العظيم، وكان ولا يزال داعما للدولة فى التصدي للعنف والارهاب، وكان ولا يزال مقدرا لقيمة ومكانة الجيش الوطنى المصرى، وكان ولا يزال يرى ان الدم المصرى خط احمر، وكان ولا يزال يناضل ويسعى لإنتزاع حقوق المصريين فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية والاستقلال الوطنى، فانه لا يليق بنا ولا بمصر ولا بشعبها ولا بدولتها ولا بثورتها، ان نقبل ان تمتهن كرامة كل مصرى بتنفيذ عقوبة جلد مواطن مصرى بالخارج وهو الشاب احمد الجيزاوى، بالذات عندما تتزامن مع ذكرى ذلك اليوم العظيم ، حيث نجدد دعوتنا للسلطات المصرية للتدخل الفورى لوقف تنفيذ تلك العقوبة ضده، الأمر الذي سيمثل بالغ الاهانة لمصر وشعبها وثورتها ان تم بالفعل .. كما يؤكد التيار الشعبي المصري بالغ استنكاره وادانته لوقوف السلطة الحالية موقف العاجز حيال محاولات تشويه الثورة ورموزها، والانقضاض على مكتسباتها وأهدافها، والاكتفاء بالخطابات والكلمات دون تحويلها لافعال محددة تصدق الاقوال ، ونجدد نداءنا للسلطة القائمة بسرعة اتخاذ ما يلزم من اجراءات لمواجهة ووقف الحملة المسعورة ضد الثورة وشبابها، وتصحيح أوضاع جميع الشباب والمواطنين الابرياء غير المتورطين فى اى احداث عنف او أى جرائم والذين يقبعون فى السجون نتيجة لإستمرار الممارسات القمعية والغير مسئولة من وزارة الداخلية سواء بحملات القبض العشوائي أو انتهاك حقوق الإنسان والإستخدام المفرط للعنف، فضلا عن محاسبة كل من يتجاوز وينتهك القانون ايا كان موقعه او انتمائه. كما نجدد دعوتنا والتى طالبنا بها مرارا بسرعة الإنتهاء من مشروع جاد للعدالة الانتقالية يحظى بتوافق وطني ليتم طرحه على البرلمان المقبل لاقراره للبدء في محاسبة كل من تورط فى افساد سياسى او قتل المصريين او نهب اموالهم العامة او انتهاك كرامتهم او التورط فى التحريض او التخطيط او تنفيذ العنف والارهاب ضد شعب مصر ومؤسساته. كما يدعو التيار الشعبي المصري جموع المصريين المشاركين اليوم فى اى فعاليات، بالالتزام الكامل بالسلمية والإبتعاد عن أي أعمال عنف أو شغب، ونؤكد على ضرورة قيام جميع مؤسسات الدولة بدورها في تأمين وحماية المتظاهرين ومنع ومواجهة اى محاولات اعتداء او عنف او اسالة دماء بمنتهى الحسم والوعي. حمى الله مصر، ووحد شعبها ونصر ثورته. المجد للثورة ، والخلود للشهداء.