تهنئ الجمعية الوطنية للتغيير جماهير شعبنا العظيم بمناسبة حلول الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير المجيدة، التي أسقطت للأبد دولة الاستبداد والفساد وفتحت أفاق المستقبل لبناء مصر الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والاستقلال الوطني. وإذا كانت ثمة تحديات ندركها جميعا ترتب عليها أن ما تحقق عمليا حتى ألآن على أرض الواقع لا يعكس بالدرجة الكافية كل تطلعات قوى الثورة، إلا أن ما أرسته الثورة من وعي يقظ وحضور قوي لجماهير شعبنا في المشهد السياسي، يفرض نفسه حتما مع استكمال إعادة بناء مؤسسات الدولة وترسخ قيم الممارسة الديمقراطية واكتمال بنية الأحزاب القائمة واندماج القوى الثورية في الحياة السياسية، بما يطرح رؤى وبرامج خلاقة تسهم في خلق واقع سياسي جديد كفيل بإنجاز أهداف ثورتنا المجيدة .
لقد برهن شعبنا العظيم على عزم لا يلين للمضي قدما في صنع مستقبل أفضل وتجاوز أية تحديات تعترض طريقه، بإقراره دستور ينتصر للثورة وأهدافها ويضع الأساس لنقلة حقيقية نحو نظام حكم ديمقراطي يقوم على أساس المواطنة واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للمواطنين وتعزيز قيم التسامح والعيش المشترك. كما برهن شعبنا على صموده وبسالته في مواجهة إرهاب خسيس لم تتوقف جرائمه سعيا لزعزعة الاستقرار وترويع المواطنين الآمنين.
ويحتم ذلك على كافة القوى الوطنية بمختلف أطيافها المسارعة إلى النهوض بمسئولياتها في السعي الجاد لاستكمال استحقاقات خارطة المستقبل التي توافقت عليها لبناء دولة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والاستقلال الوطني تحقيقا لأهداف ثورة شعبنا العظيم في 25 يناير و30 يونيو، إدراكا بأن هذا النهج هو السبيل الوحيد للتصدي الحاسم لأية محاولات للالتفاف على أهداف الثورة من قوى تسعى لإعادة إنتاج منظومة الاستبداد والفساد التي سادت في عقود سابقة، أو جماعات عميلة خارجة على القانون تراهن على إسقاط الدولة ومؤسساتها الوطنية وبث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد. وتفرض مقتضيات المسئولية الوطنية علينا جميعا ونحن نحتفل بذكرى ثورتنا المجيدة الانتباه لما يواجهه الوطن من مخاطر حقيقية ومساع محمومة تستهدف إعاقة استكمال إنجاز أهداف الثورة، ما يتطلب منا يقظة كاملة لتفويت الفرصة على كل من يتآمر بخسة على شعبنا لتعطيل خارطة المستقبل وإطالة أمد المرحلة الانتقالية وتخريب الاقتصاد أملا في استنزاف قدرات الوطن والوقيعة بين الشعب ومؤسساته الوطنية على غرار ما نشهده في العديد من بلدان المنطقة.
ويقتضي الواجب منا في هذه المناسبة أن نقف تقديرا وإجلالا لتضحيات شهداء الثورة ومصابيها، وشهداء ومصابي الجيش والشرطة وكل من بذل حياته فداء لمصرنا الغالية، وألا نغفل لحظة عن الوفاء بحقهم في القصاص العادل والتقدير الواجب.