فقد بدأت الخطوة الأولى بخروج الشعب للاستفتاء على الدستور.. ليكون هناك عقد اجتماعى جديد بين السلطة والشعب فى بناء الدولة المدنية الحديثة.
وها هى الأغلبية تشير إلى رئيسها القادم، الذى تريده أن يترشح للرئاسة، وفقا لما أقره الدستور حتى يتحمل المسؤولية الكاملة بعد فترة انتقالية لم يتم إنجاز شىء فيها على أرض الواقع حتى الآن..
وأتحدث هنا عن الفريق أول عبد الفتاح السيسى.
فالفريق أول السيسى ليس فى حاجة إلى المجموعات المنتشرة الآن.. «من كمل جميلك» إلى حملة التوقيعات والأسماء «الغريبة» التى تقدم نفسها فى قيادة تلك الحملات بحثا عن أى دور.. رغم أنهم يعلمون أنه ليس فى حاجة إلى توقيعات.. فقد انتهى زمن تلك التوقيعات.. ولكنهم لا يفهمون ذلك.
فالدولة الجديدة ليست فى حاجة إلى النفاق.
وليست فى حاجة إلى «الشلل»..
وليست فى حاجة إلى وجوه سئمها الناس..
وليست فى حاجة إلى من يدعو إلى فتنة بين الناس..
فتنة بين ثورتى 25 يناير و30 يونيو..
فهؤلاء لم يقرؤوا الواقع الحالى.. ولم يقرؤوا الدستور الذى يدعون أنهم من أنصاره ومؤيدين له من أجل النفاق.. فالدستور فى ديباجته يؤكد الارتباط الكامل والوثيق بين ثورتى 25 يناير و30 يونيو.
ولعل معظم من يدعون أنهم ثوار 30 يونيو ويصفون ثورة 25 يناير بأنها النكسة لم يشاركوا أصلا فى 30 يونيو لأن منهم وجوها «قبيحة».
فمصر ليست فى حاجة إلى فتن جديدة.
وكفى عليها ما فعلته الأنظمة الفاسدة والمستبدة «السابقة» سواء كان نظام مبارك أو نظام الإخوان.
وكفى الممارسات الإرهابية التى يتبعها الإخوان الذين تخيلوا أن مصر أصبحت ملكا لهم.. فإذا بالشعب يفضحهم ويكشفهم فى فاشيتهم وتجارتهم بالدين.. فحاربوه بالإرهاب.
فنظام مبارك أساء إلى مصر ومواطنيها من خلال فساده واستبداده.. ومنافقيه وموالسيه.. وجميع الأزمات التى نعيشها الآن هى نتيجة تجريف نظام مبارك للواقع السياسى وشخوصه.
وكان يعمل من أجل توريث حكمه بما فى ذلك إرث جماعة الإخوان وإرهابها.
فنظام مبارك هو الذى أهدانا جماعة الإخوان!
وجماعة الإخوان أساءت إلى مصر ومواطنيها أيضا خلال حكمهم، ولا يزالون حتى الآن يحاولون تعطيل مسيرة الشعب فى الانتقال الديمقراطى الحقيقى، وليس حكم جماعة أو عشيرة كما أرادوها خلال توليهم السلطة.
فآن أوان التخطيط لبناء الدولة.
وآن الأوان لإعادة هيكلة مؤسسات الدولة التى كشفت عن فشلها خلال المرحلة الانتقالية.
وآن الأوان أن تكون خطة من أجل تقدم البلاد فى كل مجالات الحياة.. فى التعليم.. فى الصحة.. فى الاقتصاد.. والعدالة الاجتماعية.
وآن الأوان لتطبيق أهداف ثورتى 25 يناير و30 يونيو.
ومن هنا كان أهمية الكلام الذى نقل عن الفريق أول عبد الفتاح السيسى فى اجتماع مجلس الوزراء الخميس الماضى من أنه «لا عودة للوجوه القديمة».
فهى وجوه أساءت إلى الوطن والمواطنين..
وجوه فى نظام مبارك ووجوه فى نظام الإخوان فشلوا جميعا.. وأفسدوا وشاركوا فى عملية نصب كبيرة على الشعب بمساندتهم الحكم الاستبدادى.