أكد الفنان خالد النبوي، أثناء ندوته الحوارية بمهرجان القاهرة السينمائي، إن الانضباط أساس الممثل، قائلا: "ماينفعش تتأخر على الشغل، أو تقول تعبان ولا ضهري واجعني، ولا مكسل ولا مليش مزاج، أنت واخد ملايين وفي ناس كتير بتشتغل وبتحضر وشغلهم معتمد عليك، ماينفعش تضيع تعبهم". وأضاف خالد النبوي: "يجب على الممثل أن يكون لديه بُعد الشخص والشخص الآخر، ويجب أن يكون لديه أدواته، ومشاعره التي يشعر بها التي يجب إظهارها أمام الكاميرا". وقال إنه لم يكن يعرف أنه يرغب بأن يكون ممثلا، معلقا: "أنا مكنتش فاهم إني عايز أبقى ممثل، أنا كنت عايز شغلانة كويسة أكسب منها عيش". وتابع: "عندما كنت أدرس في معهد التعاون الزراعي، كنت أجلس في الكافتيريا بدلا من الحضور، ثم وجدت بابا مكتوب عليه (المسرح)، فدخلت لأشاهد ماذا يفعلون، فقابلني المخرج وقال لي اقرأ هذا، فأجبته إنني جئت لأشاهد، فقال لي لا أحد هنا يأتي، إما أن تعمل أو تقرأ". وأضاف: "أخذت الورق ورجعت إلى منزلي لاتفاجئ بأنه دور البطولة، وأعجب به جدا ثم بدأنا نجري بروفات (ترابيزة)، وأثناء البروفات الحركية شعرت بشعور غريب مليء بالسعادة، ومازلت أشعر بهذا الشعور حتى الآن". وأوضح أن حسين فهمي بالنسبة له أستاذ وصديق، وتعلم منه في الكواليس، والتي بها تفاصيل أهم مما يظهر أمام الشاشة، وأنه كان يطمئنه ويقول له إنه جلس لمدة عامين ينتظر مكالمة عمل، فلا يقلق أو يشغل باله طالما يشعر أنه يقوم بعمله على أكمل وجه. ولفت إلى أنه استمتع بالتمثيل أمام يوسف شاهين، فهو مخرج عبقري وتأتي عبقريته من اهتمامه بأدق تفاصيل الممثل، وبالحالة الشاعرية في المشهد إلى درجة تأثير ذلك على طريقة قوله لكلمة "أكشن". ووجه خالد النبوي شكرا خاصا لإيناس الدغيدي، حيث كان وقع معها فيلم "ديسكو ديسكو" قبل أن يأتي إليه يوسف شاهين، ويطلبه للمشاركة في فيلم "المهاجر"، وأخبره إنه يحتاج إلى تفرغ كامل لمدة عام. وتابع: "ذهبت إليها وحكيت لها حديثي مع شاهين، فقالت لي أذهب إلى يوسف شاهين فهو أهم مني بكثير، ولا تقلق من العقد سأمزقه بيدي". وقال عن إهداء تكريمه بجائزة فاتن حمامة للتميّز، إلى عمال السينما، إنه أثناء تصوير فيلم "المهاجر"، كانوا يحضرون لمشهد تفجير يأخذ على الشاشة أقل من 10 ثواني، وكانت ظروف العمل صعبة والعمال يمشون على حافة صور صغيرة، ويحضرون لأوقات طويلة، فأشعرني ذلك بالخجل والخوف من أن لا أقوم بتأدية المشهد بشكل صحيح، وأضيع تعبهم ومجهودهم. وتقام ندوة حوارية للفنان خالد النبوي، في إطار فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما التي تُقام ضمن أنشطة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ال46، بالمسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية، وذلك تحت عنوان "من نجم شاب إلى أيقونة سينمائية"، ويدير الحوار الكاتب الصحفي والناقد الفني والسيناريست زين خيري. يأتي هذا اللقاء احتفاءً بالممثل الكبير خالد النبوي، المكرَّم هذا العام بجائزة فاتن حمامة للتميّز، تقديرًا لمسيرة فنية امتدت لعقود وخلّفت بصمة مؤثرة في السينما المصرية والعربية. فمن المهاجر إلى الإمام الشافعي، ومن الأعمال المحلية إلى الإنتاجات العالمية، خاض النبوي رحلة استثنائية من التطور الفني والإنساني، رسّخت مكانته كأحد أبرز نجوم جيله وأكثرهم تأثيرًا. يستعرض النبوي خلال الجلسة محطات فارقة في مسيرته، ويكشف أسرار أدائه للشخصيات التي لا تُنسى، كما يتحدث عن تجاربه مع كبار المخرجين والممثلين، وكيف نجح في بناء حضور خاص يجمع بين الشغف والدقة والاحترافية. وتمثل هذه الجلسة فرصة ثمينة للتعرف على رؤيته في فن التمثيل، وتفاصيل عمله في أعمال أيقونية مثل المصير، المسافر، المواطن، إضافة إلى أدواره الدرامية البارزة في مسلسلات مثل حديث الصباح والمساء، وصولًا إلى أعماله في السينما العالمية. تأتي هذه الجلسة في إطار حرص برنامج أيام القاهرة لصناعة السينما على تقديم حوارات ملهمة مع رموز الفن، وإتاحة مساحة لاكتشاف خبراتهم ورؤاهم، لينهل منها صناع الأفلام والجمهور على حدٍّ سواء. أُطلقت "أيام القاهرة لصناعة السينما" كمنصّة مخصصة لدعم وتطوير الصناعة السينمائية في العالم العربي وأفريقيا، من خلال توفير فرص التمويل والتدريب والتشبيك بين صُنّاع الأفلام والخبراء الدوليين. تضم الأيام عدة برامج ومحاور رئيسية أبرزها: ملتقى القاهرة السينمائي، منتدى المحترفين، وورش العمل المتخصصة. وقد أصبحت اليوم إحدى أهم الفعاليات المهنية في المنطقة، لما تقدمه من فرص حقيقية لتطوير المشاريع والمواهب الناشئة. يُعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأفريقيا، وأحد أبرز المهرجانات الدولية المعتمدة من الاتحاد الدولي للمنتجين (FIAPF). تأسس عام 1976، ويقام سنويًا تحت رعاية وزارة الثقافة. يحرص المهرجان في كل دورة على الجمع بين البعد الفني والبعد المهني، ما يجعله منصة رئيسية للحوار بين الثقافات وتعزيز حضور السينما العربية على الساحة الدولية.