علي الرغم من أنه لايوجد انتخابات للشوري بالإسكندرية بعد أن حُسمت أربع دوائر من أصل خمس بالتزكية لصالح مرشحي الحزب الوطني، فإن الجميع يتعاملون وكأنها انتخابات حقيقية. حيث تواصلت المؤتمرات الانتخابية لمرشحي الحزب الوطني عن الدائرة الأولي «المنتزه - الرمل - سيدي جابر»، والتي شبه خلالها مرشحا الحزب «دكتور محمد عبداللاه «فئات» وأحمد مهنا «عمال»» المعركة الانتخابية ب «حرب أكتوبر» مُعلنين انتظارهم «للحظة العبور» إلي المقاعد، حيث عرض مرشحا الحزب خلال أحد مؤتمراتهم الانتخابية التي أقيمت بحديقة أنطونيادس، فيلماً تسجيلياً عن «حرب أكتوبر ولحظة العبور والانتصار علي العدو»، الطريف أن الحزب الوطني لخص حرب أكتوبر المجيدة في صور لجمال مبارك وأحمد نظيف وصفوت الشريف، وأعضاء لجنة السياسات، وصور لإنجازات الحزب، ومصايفه في الساحل الشمالي، وإنشاءات طلعت مصطفي. فيما وصف عبداللاه الحزب الوطني بأنه «مُنتخب مصر» الذي «يلاعب» «فرقاً أجنبية» قاصداً بذلك باقي الأحزاب المصرية خلال مؤتمر آخر ب «مركز شباب السيوف، ووصف باقي المرشحين عن الأحزاب الأخري بأنهم «مرشحين ورق»، ولم يخف عبداللاه الحرب التي تدور ضده من داخل الحزب الوطني ذاته قائلاً: «إننا أقوي بكثير مما يعتقد البعض، وعلي من يختبئون خلف «مرشحين ورق» أن يفهموا ذلك». بينما تحدث الدكتور سعيد الدقاق - أمين الحزب الوطني بالإسكندرية - خلال المؤتمرات الانتخابية عن حُسن اختيار الحزب لمرشحيه، مؤكداً أن إنجازات الحزب لم تذهب جفاء ومكثت في الدوائر الثلاث «المنتزه - الرمل - سيدي جابر»، رغم سيطرة ثلاثة من نواب الإخوان المسلمين في مجلس الشعب علي ثلاثة من مقاعدها الستة. وقد رد مرشحو باقي الأحزاب في الدائرة الأولي «علي عياد عن حزب الأحرار علي مقعد الفئات»، «وفتحي الدسوقي عن حزب التجمع، وخالد الزعفراني عن حزب العمل علي مقعد العمال» علي الهجوم المتواصل من الحزب الوطني عليهم ووصفهم ب «المرشحين الورق» والطعن في وطنيتهم بتشبيههم بالعملاء والأعداء والفرق الأجنبية، بجولات انتخابية جابت شوارع الدائرة هتفوا خلالها «أحلف بسماها وبترابها.. الحزب الوطني اللي خربها». وبينما يتظاهر الجميع بوجود منافسة انتخابية فقد أعاد القضاء الإداري بالإسكندرية ثمانية من المستبعدين إلي ثلاث دوائر قسمت بالتزكية، بعد أن تقدموا بطعون ضد رئيس الجمهورية، - ووزير الداخلية، ومحافظ الإسكندرية، ورئيس لجنة تلقي الطلبات لمنعهم من تقديم أوراقهم كمرشحين فأعادهم القضاء الإداري إلي دوائرهم. إلا أن الحزب الوطني رفض عودة المستبعدين الثمانية وأصر علي حسم دوائره الأربع بالتزكية، وتقدم باستشكال علي قبول أوراقهم بدعوي أنهم تقدموا بأوراقهم بعد غلق باب الترشيح. فتقدم المستبعدون الثمانية باستشكال معكوس علي استشكال الحزب الوطني لأحقيتهم في الترشح، فاستشكل الحزب الوطني علي الاستشكال المعكوس لتقذف بالقضية للفصل فيها يوم 5 يونيو المقبل، أي بعد إجراء الانتخابات في أزهي عصور الديمقراطية. بينما أرجئت الطعون التي تقدم بها خالد الزعفراني - مرشح حزب العمل - ضد الصفة الانتخابية لمرشحي الحزب الوطني والتجمع علي مقعد العمال بالدائرة الأولي إلي الخميس المقبل، كما أرجئ الطعن المقدم من مرشحي جماعة الإخوان المسلمين «علي بركات وحسين إبراهيم» لعودتهما إلي مقعد الفئات بالدائرة الأولي - إلي اليوم ذاته. فيما تواصلت طرائف الحزب الوطني بالإسكندرية عبر لافتات أغرق بها مرشحو الحزب - الفائزون بالتزكية - دوائرهم يشكرون فيها أهالي الدائرة علي فوزهم بالتزكية، رغم أن هذا الفوز لا علاقة له بأهالي الدائرة الذين لم يختاروا أحداً من المرشحين الأربعة للحزب الوطني في دوائرهم فهم لم يجبروا باقي المرشحين علي الانسجام لصالح مرشحي الحزب الوطني داخل مديرية أمن الإسكندرية. وعلق الصافي عبدالعال الصغير - مرشح الحزب الوطني الفائز بالتزكية في الدائرة الرابعة - لافتات كتب عليها من «المحاسب» الصافي عبدالعال الصغير «شكر وعرفان وتقدير إلي أهالي الدائرة الكرام علي الثقة الغالية لاختياره وفوزه بالتزكية بمقعد مجلس الشوري». بينما أغرق مجدي عفيفي - مرشح الحزب الوطني الفائز بالتزكية في الدائرة الثالثة - دائرته بلافتات كتب فيها «محمد مجدي عفيفي يشكر أهالي الدائرة الكرام علي الثقة الغالية لنجاحه بالتزكية»!!