حتي لو احتفظت مصر بحصتها الحالية من النيل فستواجه أزمة نقص مياه صحيفة كينية تصف المصريين بالتعنت في مفاوضات حوض النيل قالت صحيفة «دايلي نيشن»- إحدي الصحف الكينية الرئيسية- إن التعنت المصري في المفاوضات المتعلقة بتقسيم مياه النيل بسبب عقلية السلطات الرسمية في مصر التي تشبه «العقلية الفرعونية»، مشيرة إلي أن التراث الجيني المتبقي من العصر الفرعوني والمتأثر ببعض المعتقدات مثل «إله النيل» جعل المصريين متمسكون بالحصول علي أكبر حصة من مياه النهر. وأشارت الصحيفة إلي أن المصريين لا يزالون متعلقين بالأفكار والمعتقدات القديمة، فالتمسك المصري بالاستئثار بأكثر من 85%من مياه النيل يشبه حرص المصريين القدماء علي تحنيط الموتي. وأوضحت أنه يجب إعادة النظر في حق «الفيتو» الذي تطالب به مصر، لأنه لا يجب التمسك بالمعاهدات التي وقعت أثناء الفترة الاستعمارية، بل تغيير هذه المعاهدات وإعادة التفاوض بناء علي تغير الظروف والوقائع. وقالت إن حوض النيل يضم مساحة 3.349.000 كيلو متر مربع تشمل عشر دول هي بوروندي والكونغو الديمقراطية ومصر وإريتريا وإثيوبيا وكينيا والسودان ورواندا وتنزانيا وأوغندا، ومن الظلم أن تحصل دولة في المصب علي نصيب الأسد من مياه النيل بينما تعاني بقية الدول أزمة مياه. ولفتت الصحيفة إلي اجتماع وزراء مياه دول حوض النيل في اجتماعهم الثامن عشر الذي عقد الشهر الماضي بشرم الشيخ بهدف التوصل إلي اتفاق بين دول المنبع والمصب علي النقاط الخلافية الثلاث المتعلقة بالحقوق التاريخية لمصر والسودان في مياه النيل والأمن المائي والموافقة المسبقة التي تحول دون توقيع الاتفاقية الإطارية لمبادرة دول حوض النيل، إلا أن الاجتماع لم يثمر سوي عن بعض نوبات الغضب الدبلوماسية من الجانب المصري. واختتمت الصحيفة الكينية تقريرها بالإشارة إلي أنه حتي لو احتفظت مصر بحصتها الحالية من مياه النيل فربما تواجه أزمة نقص مياه، وبالتالي فإن أفضل الحلول المطروحة أمام مصر لتجنب أزمة المياه هو الاتفاق مع الدول الأفريقية علي تقسيم عادل لمياه النيل، إلي جانب إقامة مشاريع تحلية مياه البحر.