العزيز جدًا جدًا جدًا .. إسماعيل يس.. اليوم 24 مايو 2010 يكون قد مر علي رحيلك 38 عامًا بالتمام والكمال..38 عامًا قد حدث فيهم ما حدث.. وخرب فيهم ما خرب.. وباظ فيهم ما باظ.. اليوم.. إختلفت الكوميديا تمامًا عن أيامك الجميلة.. تلك الأيام التي كان يكفي تمامًا أن تظهر فيها علي الشاشة لكي نضحك .. الآن.. أصبحت الكوميديا قائمة علي الزغزغة.. وعلي الرغم من ذلك لا نضحك .. بل نمتعض ونشمئز ونسارع إلي الضغط علي الريموت بمجرد ظهور أي شلحلجي من هؤلاء المزغزغاتية الجدد .. أنت كنت تضحكنا .. أما من يطلقون علي أنفسهم الآن نجوم الكوميديا فهم يضحكون علينا.. وربما كان هذا سبب إمتعاضنا.. أنت كنت بجد.. أما هم فمثلهم مثل طعامنا ومياهنا وسياستنا وتعليمنا.. مضروبين .. أنت رحلت منذ 38 عامًا ولكنك لازلت حيًا تمامًا وكأنك لم تمت وعندما نصادفك علي الشاشة أثناء التقليب في الريموت نتوقف عندك بشكل تلقائي تمامًا .. أما هم فعلي الرغم من أنهم لايزالون أحياء يرزقون إلا أنهم فعليًا وعمليًا ماتوا بعد أول فيلم أو فيلمين أو بمعني أصح بعد أول خدعة أو خدعتين وبمجرد مصادفتهم علي الشاشة نضغط علي الريموت بسرعة منعًا لإنفجار بعض المناطق التي لو حدث وانفجرت لن يستطيع البني آدم منّا تعويضها تاني أبدًا! العزيز جدًا جدًا جدًا.. إسماعيل يس.. علي الرغم من أن مجموع ما حصلت عليه من نقود عن جميع أفلامك ومسرحياتك وأعمالك الكثيرة الناجحة لا توازي نصف ما يحصل عليه أي أحد منهم عن فيلم واحد فاشل من أفلامهم الكثيرة الفاشلة إلا أنه وكما تقول أنت نفسك.. «ما تستعجبشي.. ما تستغربشي.. فيه ناس بتتعب ولا تكسبشي.. وناس بتكسب ولا تتعبشي.. ما تستعجبشي ما تستغربشي»! العزيز جدًا جدًا جدًا .. إسماعيل يس.. الله يرحمك .. وإذا حدث .. ونظرت من السماء علي فيلم ممن يطلقون عليه الآن .. فيلمًا كوميديًا .. أرجوك.. ما تستعجبشي.. ما تستغربشي!