«القرامطه قادمون» اصحاب العقول العظيمه لهم اهداف وغايات عظيمه اما الاخرون فيكتفون بالاحلام.واشنطن ايرفنج مؤلف امريكي. أدت وفاة الامام السادس للشيعه جعفر الصادق رحمه الله الي تصدع البيت وانقسامهم الي فرقتين، الاولي تتبع الامام السابع موسي الكاظم المعروفه بالاثني عشريه وهي الاغلبيه الساحقه للشيعه الان، والثانيه تتبع الامام الغائب اسماعيل بن جعفر والمعروفه بالاسماعيليه الباطنيه وهي الاقليه التي خرجت من رحمها فرق عديده ذات مرجعيات وافكار شاذه مثيره للجدل والحنق خاصة لاهل السنه والجماعه .من ابرز هذه الفرق القرامطه والتي يرجع نسبها الي حمدان الاشعث الملقب بقرمط والذي يعني باللغه الاراميه الفلاح.التف المهمشين حول افكاره الاقتصاديه والاجتماعيه والتي بدت في ارهاصاتها الاولي ثوره اشتراكيه ضد طغيان وظلم طبقة الاتراك المتحكمه ببلاط العباسيين، ثم ما لبث ان انحرف بها الي دعوه طائفيه.
ومع ذلك انتشرت كالنار في الهشيم بالعراق وفارس ودمشق وشمال وشرق الجزيره العربيه واتخذت من البحرين مركزها الرئيسي بقياده ابو سعيد الجنابي للاغاره علي حدود الدوله العباسيه وبلغ الفجور ذروته عندما لم يصون الجنابي قدسيه الكعبه او حرمة دماء الحجاج وهاجم مكه يوم الترويه وكان ثملا ممتشقاً حسامه على ظهر حصانه الذي تبوّل قريباً من بيت الله الحرام ! وانشد قائلآأ انا بالله وبالله أنا *يخلق الخلق ويفنيهم انا!!
وكانت سيوفهم تحصد الرؤوس من الطائفين والمصلين وطاردوا حتي الذين هربوا من بطشهم إلى الوديان والجبال، فكان الناس يصيحون عليهم: أوَ تقتلون ضيوف الله؟ وقد وصل عدد الذين قُتلوا قرابة (30)ألف انسان، فالقوا بجثثهم ببئر زمزم ودُفنوهم بدون غسل او تكفين،ثم هدم الجنابي قبه بئر زمزم، وقلع باب الكعبه ونزع ستارها الذي قطعه إرباً إرباً ووزعه على أصحابه ،ّثم أمر أحد رجاله بالصعود إلى سطح الكعبه لقلع ميزابها فلما سقط الرجل من أعلى السطح ومات انصرف عن قلع الميزاب، و عمد أحدهم إلى فأس وبدأ يضرب الحجر به ويقول: أين الطيور الأبابيل، أين الحجارة من سجيل ؛واخذ الحجر الي الاحساء رهينه لمدة 22 عاما لم يردعه سوي تهديد الخليفه الفاطمي عبيد الله المهدي الذي قال له لقد لطخت صفحتنا في التأريخ بنقطة سوداء لايمحوها مرور الزمن ولايزيلها غبار المحن... لقد وصمت بعملك هذا دولتنا وشيعتنا والدعاة لنا بالكفر والزندقة واذا لم ترد أموال أهل مكه التي سرقتها وإرجاع الحجر الأسود إلى مكانه ووضعت ستار لكعبة عليها مجدداً فسيأتيك جيش لاقبل لك به فاني ابرئ منك ومن أعمالك كما ابرئ من الشيطان الرجيم.نعم لقد اعادوا الحجر الاسود.ولكن ما ادرائك ان ليس هناك قرامطه جدد قادمون اكثر عنفآ وشراسه يريدون ماهو اكثر من الحجر الاسود. لاسيما وان الدول العربيه في اضعف حالاتها الآن.
وتموج بالغضب والثوارات علي فساد وطغيان نخب شاخت علي كراسي الحكم لا تملك من امرها شئ!! فبينما يحكم الهلال الشيعي قبضته علي زمام الامور بالمنطقه خاصه بعد ان القي العم سام القفاز علي الارض ورضخ مستسلمآ لصفقه جنيف التي وضعت حجر الاساس لانسحاب امريكي متدرج من الباب الخلفي للشرق الاوسط بعد عقود من السطوه والنفوذ .
لقد عمدت امريكا منذ حرب الخليج الاولي تقليل اعتمادها علي النفط العربي بزياده انتاجها الداخلي او استبداله من المكسيك وفنزويلا وافريقيا وزيادة استثماراتها في الطاقه المتجدده ؛بعد ان ادركت ان الفاتوره الباهظه لدور البودي جارد بالخليج اصبحت عبء لا يطاق علي الاستراتيجيه الامريكيه والتي ولت وجهها شطر سواحل المحيط الهادئ حيث اكبر تجمع بشري واقتصادي حيوي بالعالم تاركة وارءها ايتام الخليج دون سن الرشد يغطون في سبات عميق علي سرمدية الاتفاق غير المكتوب بين روزفلت وعبد العزيز آل سعود .
للاسف يضيق الخناق رويدآ رويدآ حول عنق دول الخليج بسبب صعوبة البحث عن البديل الاستراتيجي المناسب لأمن الخليج؛ فنجد بندر بن سلطان يهرول بكل ما اؤتي من مال شرقآ وغربآ لايجاد مخرج سريع قبل عودة كابوس شرطي الخليج القديم في ثوبه النووي الجديد ،لذا يغري الرجل الروس والفرنسيين بصفقات اسلحه اسطوريه لعل وعسي، او ربما يستعين بحقهم المعلوم في الكعكعه النوويه السنيه بباكستان اذا لزم الامر !؟
لكن هذه الحلول غير مأمونة العواقب وآثارها السلبيه خطيره جدآ، مما جعل الملك عبد الله يتخذ موقفه التاريخي الاخير برفضه سيناريو اسقاط مصر علي غرار النموذج السوري ومساعدتها بالغالي والنفيس لانه يعلم انها كنانه الله في ارضه والملاذ الاخير للعرب عندما تشتد بهم الكروب ووثيقه التامين المضمونه ضد اخطار زوال ملكهم.ودرعهم القوي حال تفكير القرامطه الجدد سرقه الاحجر الاسود مره آخري والتي بدأت نذره بالتحريض علي الثوره في البحرين ودعم مظاهرات المنطقه الشرقيه ناهيك عن اذكاء نار الصراع الطائفي في سوريا والعراق واليمن.فمساعدة مصر للخروج من النفق المظلم وعودتها سالمه لمكانتها الطبيعيه في قيادة العالم العربي ليس عسكريآ فقط وانما الاهم حضاريآ اصبحت مسألة حياه او موت بالنسبه للعرب بينما بعض المغفلين من ابناء جلدتنا يريدون اسقاطها في هوه سحيقه من العنف والفوضي.التاريخ شاهد ان الله لايترك مصر وحيده ابدآ في اوقات المحن ويمدها برجال لهم اهداف وغايات عظيمه ولا يكتفون فقط بالاحلام بعودة مصر العفيه التي ستكون بأذن الله النواه الصلبه للولايات العربيه المتحده. اعتقد اذا لم توحدنا اللغه والتاريخ والمصالح يقينآ ستوحدنا الاخطار .مدد يا الله..