تعرض الاحتفال باللية الكبيرة لمولد السيدة نفيسة، والذي امتد حتي صباح أمس الخميس وشارك فيه عشرات الآلاف من المواطنين ومريدي وأتباع الطرق الصوفية لهجوم مكثف من المرشحين في انتخابات مجلس الشوري والمشتاقين للترشح في انتخابات مجلس الشعب، حيث ازدحمت ساحة المولد والميدان والشوارع المحيطة وحتي المقابر المحيطة بالمسجد باللافتات الانتخابية التي علقها المرشحون للشوري والمشتاقون للترشح. وكان القاسم المشترك في معظم اللافتات الانتخابية وجود صورة الرئيس مبارك وعبارات التأييد علي هذه اللافتات، وهو الأمر الذي يشير إلي أن الجهات الحكومية المشرفة علي تنظيم مولد السيدة نفيسة لم تسمح لمرشحي المعارضة بتعليق اللافتات الانتخابية، وأن الذين تم السماح لهم هم المنتمون للحزب الوطني فقط، وبالطبع لا توجد أي لافتة للمنتمين لجماعة الإخوان المسلمين لأن الإخوان لا يذهبون لموالد آل البيت من الأساس، إلا أن المفاجأة التي شهدها مولد «السيدة نفيسة» قبل، منتصف الليل بساعة كانت وجود الدكتور أيمن نور زعيم حزب «الغد» وقيامه بجولة استمرت حوالي ساعتين في ساحة المولد وفي الشوارع المحيطة بالمسجد والمكتظة بالبشر الذين أتوا من كل فج عميق، وقد تسبب وجود «نور» في حالة تدافع والتفاف من المواطنين الذين أخذ عدد منهم في الهتاف باسمه وسط زغاريد النساء، وهو الأمر الذي لفت أنظار الأمن الموجود بكثافة في ساحة المولد، حيث حاول بعض أمناء الشرطة التضييق علي «نور» وإفساد جولته إلا أن ضابطين تدخلا وأصدرا تعليمات لأمناء الشرطة بالابتعاد عن موكب «نور» وعدم التحرش به. وقد استغل «نور» وجود الصحفيين وعقد مؤتمراً صحفياً مصغراً وسط الزحام الجماهيري والحصار الأمني، وقال إنه يبدأ حملة طرق الأبواب من هذا المكان الطاهر في ساحة السيدة نفيسة تمهيداً لترشيح نفسه لانتخابات رئاسة الجمهورية، وأضاف: أنه يتحدي الرئيس مبارك أو ابنه «جمال» أن ينزلا وسط الناس ويتفاعلا معهم ويسمعا منهم مثلما يقوم الآن. وعلق «نور» ساخراً علي الرد الذي قاله الرئيس مبارك أثناء زيارته لإيطاليا عن مستقبل الحكم في مصر ومن الذي سيخلفه في الحكم عندما رد علي الصحفي الإيطالي بالقول «الله أعلم» حيث قال «نور»: نحن نقول للرئيس مبارك إن الناس يبتهلون ويسألون الله وهم في مقام السيدة نفيسة أن ترحل، وأن يمن الله علي مصر ويخرجها من حالة الانهيار التي أوصلتها إليها طوال 30 عاماً من حكمك، ووجه «نور» كلامه ل «مبارك» وقال: الناس بتسأل امتي ربنا يتوب علينا؟! ورداً علي سؤال «الدستور» عن أن «نور» جاء للدعاية في المكان الخطأ، حيث خلط بين الدين والسياسة في استغلال مناسبة دينية مثل مولد السيدة نفيسة للترويج لنفسه كمرشح لرئاسة الجمهورية، بالإضافة إلي أن الصوفية هم كتلة تصويتية مضمونة دائماً لمرشحي النظام والحزب الوطني، وأشار «نور» باصعبه إلي لافتة انتخابية كبيرة عليها صورة الرئيس مبارك، وقال إن النظام الحاكم وحزبه هو الذي يخلط السياسة بالدين، في حين أنك لا تجد لافتة انتخابية لأي حزب معارض في ساحة المولد .