«غيطانها جنة/ وترابها حنة/ والنسمة خمرة/ في إزازة حمرا/ والنيل نجاشي/ مافيش ماجاشي/ تملي ييجي/ أخضر مليجي/ دايما يوفي/ دايما يكفي/ كل الخلايق/ يصبح صباحه/ فلاحه يمشي علي شطه عايق/ مافيش معاكسة/ مافيش مضايق/ مافيش عساكر وقهر تاني/ كل الأماني بقت حقايق/ يارب وفق/ يارب وافق/ يارب ريد/ واكتب عليهم في كل لحظة فرح وعيد». هذه كانت أمنيات الشاعر أحمد فؤاد نجم سنة 1974 للجيل الذي ولد إبان هذه الفترة...... كنت اتوضي قبل ما تدعي يا بابا. أطلق الناشطون علي الإنترنت حملة لترشيد المياه في البيوت، حيث دشنوا حملة «النيل ماجاشي.. حملة شعبية لوقف إهدار المياه»، كما شارك في الحملة من المدونين: مدونة المقاومة المصرية، مدونة إنسانة، مدونة مواطن مصري، مدونة أنا وهؤلاء، مدونة إيهاب أفندي، مدونة سكوت هنصوت، مدونة إنترنتاوي. وقدمت هذه المدونات اقتراحات عديدة ومفيدة لترشيد الماء، بعضهم كان يتحدث في تخصصه، كصاحب مدونة «أنا وهؤلاء»، وهو مهندس مدني، إذ شرح شرحًا وافيًا خطورة الوضع الذي نحن فيه الآن، وأوضح أن إنقاذ النيل هو مهمة الدولة، أما تأجيل موتنا الحتمي - إذا لم يتحرك النظام المصري - فهو في أيدينا نحن، وبدلاً من أن نموت سنة 2017 كما بشرنا وزير الري، ربما استطعناإبقاء مصر والمصريين علي قيد الحياة لأعوام أطول. يجب ألا ننسي ممثلي شخصية «مسعود مافيش فايدة» في مسرحية «وجهة نظر»، الذين قرروا حقيقة معروفة، ألا وهي أن الري بالغمر يستهلك النصيب الأكبر من الماء، وأننا إذا أردنا توفير الماء حقًا فعلينا أن نحاول تغيير نظام الري. طيب نحن لن نستطيع تغيير نظام الري، والأمر ليس في أيدي الفلاحين، فهم مستعدون لتغيير نظام الري إذا وفرت لهم الدولة الإمكانات والدعم. لكن الدولة لا تريد ذلك. ألم تسمع جملة: احنا عملنا اللي علينا والباقي علي ربنا؟ ها أنا أسمعك. ألم تقرأ: «يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم»؟ ها أنا أقرؤها عليك. لم تعلم بقول الرسول صلي الله عليه وسلم: «لا تسرفوا في الماء ولو كنتم علي نهر جار». فما بالك بنهر لن يجري؟ لديَّ قناعة نصحني أصدقائي بألا أعلنها حتي لا يتهمني الناس بالجنون، لذلك فهو سر بيني وبينكم: النظام المصري يريد التخلص منا. «من ثمارهم تعرفونهم»، المجهودات المبذولة في التخلص من المصريين أكثر بكثير من المجهودات التي كانت يجب أن تبذل للحفاظ علي النيل. فسر لي معني أن يقوم وزير مصري بسرطنة الأرض لخمسين سنة مقبلة ولا يُحاسب، فسر لي صفقة القطارات المعيبة والتي أنفقوا ملايين الجنيهات ليعلمونا كيف نركبها وكأنهم استوردوا مكوكات فضائية لا تصلح لأمثالنا من الجهلة. والعبارة، والدويقة، والبالوعات المفتوحة، وحنفي أبو دقة وغير أبو دقة وغيره وغيره. فسر لي التعامل مع أزمة النيل بهذا البرود. لقد اهتموا بمباريات كرة القدم أكثر من اهتمامهم بالحفاظ علي شريان حياتنا. يبدو أنهم لن يفعلوا شيئًا، علي الأقل نحاول ألا نشارك في جريمة قتل جماعية متعمدة، ولو بتوفير نقطة ماء.