البر: حان الوقت للحركات الإسلامية أن تملأ الفراغ الذي تركه سقوط التيارات العلمانية د. محمد بدبع..المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين دعت جماعة الإخوان المسلمين جميع فصائل الحركة الإسلامية للمشاركة في الانتخابات البرلمانية والتشريعية المقبلة. وقال الدكتور عبدالرحمن البر - عضو مكتب الإرشاد - لابد من مشاركة الجميع من أجل إسقاط الفكرة الخبيثة الداعية لفصل الدين عن الدولة. وحاول البر الرد علي جميع الموانع التي تضعها الحركة الإسلامية لعدم المشاركة في الانتخابات قائلاً: المشاركة في الانتخابات واجب علي كل مسلم لأنها فرصة لا يجوز للمسلم أن يضيعها لأنها من باب رد الظلم عن الناس عمومًا وإبعاد الفساد عن الدولة، وإذا تخلف المسلم عن المشاركة يعد تخلفًا عن واجبه الشرعي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أوجبه النبي - صلي الله عليه وسلم - وبالتالي لا يزال علي المتخلف إثم عدم المشاركة. ووضع البر المشاركة في الانتخابات سواء بالترشح أو الإدلاء بالصوت في مرتبة «الجهاد الأكبر لخدمة الوطن، وأضاف أنها فريضة الوقت في ظل انتشار الفساد علي يد رجال الدولة والجهاد الأكبر هو في إصلاحهم أو استبدالهم. وقال خلال تسجيل صوتي علي موقع إخوان الشرقية تحت عنوان «الانتخابات شبهات وردود» العمل النيابي هو أسلوب من الحسبة ومجلس الشعب والشوري من منابر الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والتغير باللسان وهو منبر آمن عن التغير بالقوة. ويضيف: اطمأن الذين يرون عدم الجدوي في المشاركة ودعم المجالس النيابية التي لا تلتزم بالإسلام أن المشاركة لا تعني التزام النائب بالموافقة علي أحكام لا توافق الشريعة بل له أن يعارض وينتقد ويرفض التصويت عن ذلك الأمر المخالف للشريعة وله أن يقدم البديل وله أن ينسحب وله أن يقدم المشروعات التي تعكس روح الشريعة. ويشدد علي أن عدم المشاركة في ظل الظروف الراهنة أشبه بالهروب من المسئولية والتولي يوم الزحف. وقال البر: إن المشاركة في الانتخابات البرلمانية هي من باب الدعوة إلي الإسلام وعرض أفكاره من خلال المناقشة والحوار والاحتكاك بالآخرين وإيصال صوت الإسلام لجميع الطوائف. حقيقة أن المشاركة في المجالس النيابية هي عرض للمشروع الإسلامي من جميع جوانبه حتي لا يبقي للناس علي الله حجة. كما تساهم في تحقيق مطالب الناس وتحقيق الإنماء المتوزان والدعوة إلي تكافؤ الفرص ما يعني أن مشاركة الإسلاميين باتت ضرورة ملحة تفرضها اعتبارات كثيرة منها الانتقال بالمشروع الإسلامي من المستوي النظري التجردي الواعظي والخطابي إلي المستوي العلمي والتجريبي والتأكيد علي مرونة المشروع الإسلامي. وأضاف: «إننا عندما نريد الانتقال بالحركة الإسلامية من الإطار التنظيمي إلي الحالة الجماهيرية علينا استخدام أساليب حديثة ومتطورة علي مستوي الطرح والممارسة للانتقال من قيادة النخبة إلي قيادة الشعوب». ويري البر أن الوقت حان للحركة الإسلامية أن تملأ الفراغ الذي تركه سقوط التيارات العلمانية وغيرها، كما أن الوقت يتطلب تحقيق حالة من الانسجام مع المد الإسلامي والدعوي المقاوم المتنامي علي مستوي أنحاء العالم وذلك من أجل طرح الإسلام كبديل لتلك النظم ولذلك ندعو جميع فصائل الحركة الإسلامية بالمشاركة في هذه الانتخابات تحت سقف مشروع إسلامي وطني واحد لمواجهة العربدة الأمريكية والصهيونية في المنطقة. ويقول البر: إن مقاطعة الانتخابات سواء الترشح أو الاقتراع في مثل هذه الظروف ما لم تكن هناك أسباب مصلحية لا يحقق مصلحة الوطن التي تتطلب العمل بالقواعد الفقهية التي تحقق القاعدة الإسلامية «درء المفاسد مقدم علي جلب المنافع» مؤكدًا أن المقاطعة «سكوت عن الحق» وحاول الكشف عن إيجابيات المشاركة قائلاً: «المشاركة في الحياة النيابية يمكن من خلال تطوير مناهج التربية السلوكية للشعب وكذلك تطوير الأداء الإعلامي وطرح مشروعات اقتصادية تساهم في بناء مؤسسات مصرفية غير ربوية». وعن التحالف مع القوي السياسية والوطنية التي لا تحمل المشروع الإسلامي يقول البر: «هناك فرق بين التحالف مع قوي تقوم علي أسس إسلامية مشتركة مثل رفض القوانين سيئة السمعة وقانون الطوارئ وغيرها فهذا أمر واجب لمصلحة الوطن، بينما لا يجوز التحالف مع من يرفض المشروع الإسلامي كليًا وتفصيلاً ويرفض الدستور فلا يجوز دعم من يعمل علي هدم المشروع الإسلامي.