يصدر قريبًا عن المركز القومي للترجمة، كتاب "أشعار أحمد فؤاد نجم" بلاغة التراث البديل، من تأليف وترجمة كمال نجيب عبد الملك ومن تحرير وتقديم مسعود شومان. كان المركز القومي للترجمة قد نعى الشاعر الراحل، والذى كان صوتًا هامًا من أصوات الشعب العربى، حيث سبح طويلا ضد التيار، وعارض كل الأنظمة، مما جعله يحتفظ بمكانة كبيرة في قلوب جميع الشعوب العربية، بعيدًا عن أى سلطان أو جاه، وأسماه الجميع (شاعر الغلابة)، وهو من أهم من أعطوا العامية فصاحتها، ولا ننسى أنه صاحب القصائد الثورية والتى كانت وقودًا لثورة يناير. كتاب "أشعار أحمد فؤاد نجم"، يتناول تحليل القضايا الإجتماعية والسياسية في شعر نجم، وينقسم إلى أربعة فصول، حيث يقدم الفصل الأول خلفية عن الشاعر ونشأته وحياته ،حيث يقسم حياة نجم إلى مرحلتين:مرحلة الوعي السياسى من الأربعينيات حتى 1967،ثم ما أسماه بمرحلة الالتزام من 1967 وحتى وفاته،ويتضمن الفصل الثاني تحليل عن أزجال نجم،أما الفصل الثالث فيناقش موقف نجم من الاخوان والجيش،ويأتي الفصل الرابع والأخير ليقدم نقدًا لازجال الشاعر الراحل. بحسب المؤلف، فان الأكثرية الساحقة من المثقفين العرب والمستشرقين،يتجهون على تعريف الأدب العربي فقط كايجاز للأعمال الأدبية المكتوبة بالفصحى، حيث أن المؤلفات المحلية مثل أشعار نجم بقيت خارج نطاق الأدب الرسمي رغم أن الحقيقة هي أن إبداع الجماهير يعبر عن نفسه على شكل أزجال وأغان شعبية. ويضيف ،فبعد خيبة الأمل التى عاشتها الجماهير المصرية في أعقاب هزيمة 1967، تدفقت ازجال نجم كتعبير شعبى حقيقى،حيث تحولت إلى أغان خالدة غناها الشيخ إمام وظلت تعبر عن الثورة إلى يومنا هذا. الشاعر أحمد فؤاد نجم ، ولد في 23 مايو من عام 1929، في قرية كفر أبو نجم بمدينة أبو حماد بمحافظة الشرقية، هو أحد أهم شعراء العامية في مصر،له عدد كبير من القصائد الخالدة ، والتى كتب أهمها في السجون،نذكر منها (الرسالة رقم 1 من معتقل طره)والتى كتبت في معتقل طره 1977،(بهية) ،(سلام للأرض)،(معتقل القناطر 1970)،(نوارة )،(زيارة لضريح جمال عبد الناصر). نال جائزة الأمير كلاوس الهولندية تقديرًا لمسيرته،التى ألهمت أجيال عديدة من المصريين والعرب،ولكن الموت لم يمهله لتسلم الجائزة التى كان من المقرر إستلامها في الحادى عشر من ديسمبر الجاري.