رغم أن سهير الباروني تعمل في المجال الفني منذ أكثر من خمسين عاماً فإن كل رصيدها من الأعمال المسرحية والتليفزيونية لا يتعدي الخمسين عملا، ورغم أنها تعتبر من أشهر الكوميديانات الذين ظهروا علي الشاشة إلا أننا نادرا ما نجد مخرجا يفكر في الاستعانة بها في الفترة الحالية مع أنها مازالت قادرة علي الإضحاك يساعدها في ذلك خبرات كثيرة، وموهبة مختلفة.. سهير الباروني في هذا الحوار تحدثت بصراحة وقالت وجهة نظرها بكامل حريتها عن أعمالها، وعن رؤيتها للأوضاع الحالية.. وهي صراحة قد تغضب كثيرين لكننا يجب أن نحترم صاحبتها.. أصبحت قليلة الظهور في الأعمال الفنية.. فهل تعتبين علي المخرجين أم أنك تفضلين في تلك الفترة انتقاء أعمال دون غيرها؟ - أنا مكبرتش أصلا لأنني أتعامل مع نفسي علي أنني عندي خمسة وعشرين سنة، وعموما إللي عايزني أهلاً وسهلاً واللي مش عايزني علي مزاجه، والموضوع أصبح حاليا «شللية»، والمخرج يعرف فلان وفلان فبيجبهم معاه، لكن هناك أيضا مخرجين محترمين مثل شريف عرفة الذي لا يفرق بين فنان يعرفه، وآخر لا تربطه به صداقة. وكيف ترين حال السينما هذه الأيام.. ولماذا لم تشاركي في أي عمل سينمائي منذ عام 2004 عندما تقديمك فيلم «فول الصين العظيم»؟ - هناك سيناريوهات تعرض عليّ لكن «مبتعجبنيش»، وأنا الحمد لله مبتفرجش علي المسلسلات في رمضان وبقعد علي المصحف والصلاة، وأيضا المحطات التليفزيونية كترت قوي وبقت شيء مبالغ فيه، والإعلانات أيضا مساحتها كبيرة جدا، وأنا ضغطي بيعلي وبقلب علي قناة تانية لحد ما الإعلان يخلص، عشان كده مبقتش أتابع الأفلام والمسلسلات وأفضل متابعة برامج «التوك شو» فقط. وما الذي يعجبك من برامج «التوك شو» التي تقدم حاليا؟ - أتابع «العاشرة مساءً»، و«بلدنا بالمصري»، و«90 دقيقة» وأحب أيضا برنامج «واحد من الناس» لأن البرامج دي مهمة جداً وبتقول كلام خطير، وأنا عموما مليش في السياسة تماماً بس بحب أتابعها لمناقشتها قضايا مهمة مثل قضية «نائب الرصاص».. وشايفة أنه مينفعش يقول كده..مينفعش مصري يقتل مصريين علشان بيطالبوا بحقوق.. دول مش تجار مخدرات، وهل يرضي حد أن يصل سعر كيلو اللحمة إلي 90جنيه، والعمال اللي بيطالبوا ب1200 جنيه في الشهر ده حقهم ولو قدروا كمان يعيشوا بيهم،لازم حد يبص علي الناس دي، فمينفعش البرامج هيا اللي تبص علي الناس المفروض الدولة هي اللي تعمل كده. إذن فأنت تتابعين من خلال هذه البرامج ما يقال عن الانتخابات الرئاسية المقبلة، فما رأيك في البرادعي؟ - البرادعي راجل كويس، ومفهوش حاجة وحشة، ولو حصل تغيير هيجري أيه «أهو» نجرب، ده الموضة بتخلينا نغير في اللبس والشعر فأيه المانع لما نغيّر في السياسة كمان، وعلي فكرة أنا مش بتاعة «سياسة»، ومعنديش بطاقة انتخابية أصلا، بس، بس الأوضاع حاليا أصبحت غريبة، حتي في التعليم، الفصل لما يبقي فيه 60 تلميذ محدش هيستوعب، زمان أنا كنت في فصل 13 بنتًا لذا كنا نفهم بشكل جيد. ومن يعجبك من الكوميديانات الموجودين حالياً؟ - يعجبني هنيدي، وسعد، وهاني رمزي لأنهم مش «بيحزقوا» علشان يطلعوا الإفيه زي ناس تانية، أما الممثلات فهناك كثيرات أحبهن، لكنني لا أحب الممثلات إللي بيتباسوا، والزوج إللي يسمح لمراته، أو أخته أنها تتباس في الفيلم يبقي راجل «ديوس»، فمينفعش يقبل علي مراته أو أخته كده، زمان كان فيه بوس بس مش بالبشاعة دي، ومشاهد الاغتصاب في الأفلام القديمة كان يتم التشويش عليها بأن نجد النجفة وقعت، أو الشبابيك تفتح، أو لمبه جاز تنطفئ، هم المخرجين عايزين يبينوا للناس إيه من هذه المشاهد إن شاء الله، ماهي الناس فاهمة. إذن فهل أنت مع تصريح عادل إمام الأخير الذي قال فيه:«معندناش ستات تشتغل في الفن»؟ - لأ طبعاً ليس إلي هذه الدرجة.. وأنا بقولك ياعم عادل يعني إحنا نقعد في بيوتنا ونشحت مثلا؟ هو بصفته إيه يقول الكلام ده، ما هو بيعمل مناظر خليعة مع الممثلة إللي قدامه جاي النهارده يحرم التمثيل علي الستات. من من الفنانين أصدقاؤك أو دائمو الاتصال بك؟ - شويكار ونرمين الفقي، وكوثر العسال، ونادية لطفي وهي ست جميلة وكنت كل ما أروحلها بتديني خاتم دهب وبعد كده قولتلها لو عايزاني أجيلك متدنيش حاجة تانية، أيضا هاله فاخر فأنا أحبها جدا، أما علاقتي بوردة الجزائرية فلم تستمر، رغم أننا كنا أصدقاء لفترة، وآخر مرة رأيتها أيام مسرحية «شارع محمد علي» فلم نتحدث بعدها، وأيضا لدي علاقة طيبه بمحمود الجندي، وشيريهان التي أعتبرها بنت من بناتي، أما من قطعوا علاقتهم بي فأنا لا أعتب علي أحد لأنني بقدر ظروف الناس. هل أخذتي حقك في السينما؟ - أنا ما أخدتش حقي لا في السينما ولا في المسرح ولا في التليفزيون وكنت المفروض أعمل أكتر من كده، ومسرحياتي وأفلامي ومسلسلاتي معدودة، لأنني لست من النوع إللي يكلم المخرج ويقوله عايز أشتغل. هل أنت راضية عن مشوارك الفني بشكل عام؟ - مش راضيه عنه كله من أوله لآخره، ومش راضية عن بدل الرقص إللي لبستها ومش راضية عن إللي عملته في الأفلام، وأنا ندمانة علي كل ده وكان نفسي أبقي زي عبلة الكحلاوي ومادخلش الفن أصلا لأني عايزة أدخل الجنة، ولو كان عندي مصدر تاني أعيش منه كنت أعتزلت ومكنتش أشتغلت فنانة أصلاً، أو حتي كنت اعتزلت من زمان. أيضا لست راضية عن كل جوازاتي.
