صدفة أو سيدتي الجميلة.. أجمل من صعدت علي المسرح.. الظاهرة الفنية الضخمة التي أثبتت انه يمكن للمرأة أن تكون كوميديانة وفيديت في الوقت نفسه.. انها الفنانة الجميلة شويكار التي غابت عن السينما أربعة عشر عاما لتعود بدورها في فيلم كلمني شكرا قبل عامين, لتعود مرة أخري لبيتها, لتكتفي بدور المتفرجة رغم شوق جمهورها إلي طلتها الجميلة.. عن فيلمها الاخير وغيابها طول هذه الفترة كان لنا هذا الحوار.. * بعد غيابك الطويل عن السينما ثم عودتك إليها ب كلمني شكرا توقعنا أن نراك في أكثر من عمل فني لماذا لم يحدث ذلك؟ ** أنا بالفعل غبت عن السينما أكثر من أربعة عشر عاما, وكنت سعيدة جدا بعودتي إليها, خاصة أن تكون هذه العودة بفيلم من إخراج الرائع خالد يوسف وأنا أيضا مثلكم تماما توقعت أن تكون هذه بداية لعودة قوية ومستمرة إلي ساحة السينما, لكن ماحدث هو انني لم أتلق أي عروض سينمائية بعد كلمني شكرا ولا أدري ما هو السبب. * ولماذا قبلت الدور في كلمني شكرا رغم انه صغير الحجم؟ ** أنا راضية تماما عن دوري في كلمني شكرا, وردود فعل الناس عليه كانت لطيفة جدا, فالدور الكبير لا يكون بحجمه ولكن بتأثيره في الفيلم, ويكفيني انه اتاح لي الفرصة للعمل مع الشباب واعتبرها تجربة جديدة بالنسبة لي وأضافت لي الكثير. * هل معني كلامك انك تقبلين المشاركة في أفلام أخري بنفس حجم دورك في كلمني شكرا؟! ** ليست أي أفلام اخري, فلو طلبني خالد يوسف في أي فيلم من أفلامه بأي حجم دور سأقبل فورا, فأنا يهمني مع من أعمل وماذا سأقدم في تلك المساحة, لانني لن أهين تاريخي ونفسي بتقديم أعمال لمجرد الوجود أو أدوار يستطيع أحد غيري أن يقدمها. * ألا تشعرين بالاحباط لعدم وجود تلك الأدوار التي تناسبك حاليا؟ ** لا أبدا, لأنها ليست حالة خاصة بي أنا وحدي, لكنها أزمة يمر بها الفنانون كلهم كبارا وصغارا, فالسينما التي لم تعد تنتج سوي عشرة أفلام في السنة في بلد به مئات بل آلاف الفنانين, من الطبيعي ألا يعمل بها سوي العشرات ويظل الباقون بلا عمل, لذلك فأنا لا أشعر بالغضب أو الاحباط بل أشعر بالسعادة كلما رأيت عملا جيدا أو فنانا متميزا. * وما الذي أعجبك في الفترة الأخيرة؟ ** فيلم ولاد العم جذبني من البداية وحتي النهاية, لأنه عمل راق ومحترم, وأيضا فيلم لا تراجع ولا استسلام لإنني شديدة الاعجاب بأحمد مكي فهو قادر علي اضحاكي بشكل كبير. * وحتي تستطيعي المشاركة في مثل تلك الأفلام, ما الذي تفعلينه حاليا؟ اكتفي بدور المتفرجة. فأنا أتابع السينما وأشاهد التليفزيون, وأعيش حياتي ببساطة, وأتزاور مع صديقاتي, وهن بالمناسبة من خارج الوسط الفني, ليس لأنه كما يقولون عدوك ابن كارك, ولكن لأن طبيعتي الشخصية لا تسمح لي بالتعرف علي أشخاص جدد, لذلك فإن أصدقائي هم الذين عرفتهم في بداية حياتي وأخلصوا لي حتي الآن... * بالنسبة للتليفزيون... لماذا لم نشاهدك في أي من المسلسلات الرمضانية؟ ** بصراحة تلقيت عرضين تليفزيونيين, لكنني رفضتهما لنفس الأسباب التي ذكرتها, وهي انني شعرت أن دوري فيهما من الممكن حذفه تماما, أو علي الأقل يستطيع الكثيرون غيري تقديمه لذلك رفضتهما بلا تردد. * وماذا عن المسرح؟ ** أين هو المسرح الآن؟ المسرح انتهي من زمان, الفنانون هجروه وهربوا إلي التليفزيون الذي أصبح يعطي أجورا أعلي حتي استطاع أن يجذب نجوم السينما. * هل ترين أن مشكلة المسرح في ضعف أجوره؟ ** لا.. الحل هو أن يحب الفنان المسرح, فالمسرح بالذات يحتاج أن يحبه الفنان, بل أن يعشقه, حتي يستطيع أن يبدع علي خشبته, لأنه مرهق وصعب جدا, ولو أحبه الفنانون كما كنا نحن نحبه سيتغاضون عن الاجر, ولن يهتموا سوي بالوقوف علي خشبته, مثلما فعلت أنا, ففضلت المسرح علي السينما برغم إغراءاتها, بل فضلته حتي علي حياتي الشخصية.. * لكن هناك محاولات يقوم بها الآن د. أشرف زكي لتطوير المسرح, مارأيك بها؟ ** التطوير لا يكون بإعادة النصوص المسرحية التي نجحت زمان مثل سكر هانم, فإعادة هذه الأعمال الناجحة ستجعل الفنانين يقعون في شرك المقارنة والتي بالتأكيد لن تكون لصالحهم. * لكن أنجح أعمالك المسرحية سيدتي الجميلة كان مأخوذا عن نص عالمي تم تقديمه سينمائيا ومسرحيا, بالرغم من ذلك حقق نجاحا كبيرا؟ ** انا لست ضد فكرة التمصير فهي كانت تحدث علي أعلي مستوي, لكنني ضد فكرة أن نواجه الإفلاس وعدم كتابة نصوص جديدة جيدة, بالعودة إلي النصوص القديمة التي تم تقديمها بالفعل, فهذا ليس حلا في رأيي.