ستات مصر الأكثر إثارة في العالم بعد البرازيل وأمريكا . معقولة يا راجل قول كلام غير ده، ستاتنا اللي بنشوفهم في الشارع دول ؟ آه والنيعمه همه زيمبؤلك كده ، ودي نتائج تقرير حديث. رجعت للتقرير لقيت الكلام صحيح ، طب أصدق إزاي، يمكن يقصدوا ستات التليفزيون اللي شافطة واللي ماطة واللي شده واللي مكبرة – حاجة تانية غير دماغها طبعاً – والقطنة ما بتكدبش ! سيبك م الهري ده كله ، أنا لازم أدور بنفسي في الشارع ع الإثارة والجمال الأصلي ، بس برضه مش مصدق، عربيات الرش اللي بنشوفها في شوراع مصر ، بقت فجأة ستات وكمان أكثر إثارة ؟ جايز. سرحت بذهني في واحدة كانت تهرش في الليفة اللي تحت الحجاب، وتقولك شعري بيتعبني في التسريح وبداريه من العين والحسد . عادي ما علينا وهتكدب ليه والا عشان ما أنت "أصلع من الصوت" هتطلع عقدك على خلق الله . طيب والست بتاعت البنك اللي في انتظار دورها ، ودابة صباعها في مناخيرها وحالفة يمين تلاتة ما تشيلوه إلا لما تصرف الشيك اللي معاها..والا البنت المايصة اللي ماشية تتدلع ولابسة بنطلون بيجاما تحت الجيبة وعاملة "شكس" بفتحة صدر، فشر ولا الريس مورسي في ميدان التحرير.
قٌصره ..قلت في نفسي يمكن ده كله ماضي الثورة غيرته ، ويمكن أنت كبرت وعجزت ونظرك ضعف ومبتشوفش الا نص الكوباية الفاضي..انزل يا راجل اتلحلح واخرج للشارع ودور على ستات مصر ، وخلي بالك أمسك نفسك م الفتنة والإثارة يا معلم ، العيال بتوع " شفت تحرش " مبيرحموش ، لو شافوك وبلغوا عنك ، الشرطة هتقبض عليهم همه وهتجيبهم من قفاهم ..فاهم ؟ (1) ليل خارجي بمول شهير خرجت وكلي تفاؤل ، شايل نتايج التقرير في جيبي، ولابس الحتة اللي ع الحبل وقاصد رب كريم ..تروح فين يا دكتره تروح فين يا برنس ؟..القصد.. روحت مول فخم جداً ، وعينك ما تشوف إلا النور: اللي بوزها شبرين وصوتها خرم الأوزون وهي تشخط وتنطر في الأرنب اللي ماشي جنبها : نفسي أعرف بتودي الفلوس فين؟ وهو يرد بصوت خفيض: نمشي على أدنا، فيها إيه أشترينا حاجة النهارده ، الشهر الجاي نجيب حاجة تانية. موت يا حمار ، هكذا صرخت فيه المثيرة بينما لا يكف صغيرهم عن البكاء . يا مراري.. تركتهم وقلت في نفسي ، متستسلمش من أول تجربة، يمكن الإثارة معناها أتغير وأنت مش فاهم. غَير المكان والوشوش بسرعة. (2) ساعة عصاري نهار خارجي رحت على محل " عسير" بالمهندسين، آه والله عسير، زي ما سمعتها من شوال القطن الواقفة إلى جواري بالفيزون الموووف الغامق عشان الأحداث زي ما أنتوا عارفين. قالت العشرينية المثيرة في دلال: عايزه "عسير" كوكتيل وهات ل "فيفي" فراولة؟ . بصيت على فيفي اللي واقفة وراها وبالعافية شفت بليتين خُضر جداً، وألوان طيف تغطي وجه مسئوم أعياه السهر ، وتكاد العدسات الخضراء تسقط من فرط الجحوظ . ونعم الإثارة ..بس إيش تعمل الماشطة في وجه فيفي ، اللي في الآخر طلع إسمها فوزية. طلبت لنفسي اتنين شوب عصير قصب عشان أشرب براحتي وأشوف الإثارة الأصلي..على ناصية المحل الشهير الكائن بشارع جامعة الدول العربية ، وبينما أنا في كامل تركيزي مع أم الفيزون وصاحبتها فيفي ، إذا بوابل من كلاكسات السيارات الملاكي التي تمر ببطء إلى جوارنا ، قلت يمكن فرح نهاري لدواعي الحظر، ولم يكن الأمر كذلك ، وانما هي مظاهرة إعجاب ومعاكسة للبنتين .
شاهدت شاباً تدلى بنصفه الأعلى من شباك السيارة..وقد تغير ديكور وجهه بآثار جروح قطعية قديمة، وسمعته يردد بصوت مسموع: " يا ريتني كنت الشاليمون" – شاليمون يا ابن الفقرية – المهم أخذ الشاب يقول : هاتي بق ومش هتندمي ..
وآخر يردد : "يا صلاة العيد ..اديك في السقف تمحر ..اديك في الأرض تفحر ..اديك في الجركن تركن "..لكن ربك والحق أنا ك"سمير" اتسمرت في مكاني من غلاسة الشبان، بينما تشفط فيفي العسير بصوت مسموع ربما لتفادي سماع أصوات الشباب. قالت أم الفيزون: عيال بيئة بيئة ، بس المُز اللي لابس برتقاني باين عليه ابن ناس بجد يا بت. عند هذا الحد قررت أنا أترك بنات العسير ، قبل القرنين بتوعي ما يخرمو سقف المحل. (3) ليل خارجي ع الكورنيش قلت في نفسي كفاية إثارة لحد كده، لازم أروح للبيت تعبت خلاص ، أخترت السير على الكورنيش في مقابل ماسبيرو ضماناً لوصول أسرع، وقد أبصرت عيناي ثنائيات جميلة مثيرة، الذكور بوكسراتهم باينة تشرح القلب بألوانها الجميلة – شكراً قطونيل - والبنات باين حتة من ظهورهم مع الاندروير، وقد التصقت أجساد الجميع واستقرت فوق الفواصل الحجرية والرخامية بين أجزاء السور المعدني للكورنيش. حسيت أني على موعد حقيقي مع الإثارة الحريمي المصري ، وشعرت أن العندليب الأسمر "عبد الحميد حافض" يولد من جديد وإلى جواره الست مريم فخر الدين ، ومش بعيد اسمع بتلوموني ليه .
القصد رميت بلايا ووداني ، ووقفت كأجدعها سنجل على بعد متر من ثنائي في العشرينيات.. استدارت فتاة برأسها ورمقتني بعيونها – حلوة رمقتني دي – فشاهدت الحجاب يتدلي بشكل أووفر ليغطي الحاجبين ويكاد يسد عيونها الساحرة، بينما ظهرها تجاهي وقد أخفى جسدها فتاها المقابل لي ، الملاصق لها يطوقها بزراعيه تماماً ، في مشهد لا تراه إلا في سينما الثوري خالد يوسف أو الجزار السبكي . فجأة قالت الفتاة : حاسة إن الراجل اللي واقف ده بيبص علينا..رد الحبيب النشوان بصوت مسموع : سيبك من أمه ده راجل كبير ومبيشوفش أصلاً. مكدبتش خبر ورديت بشهامة المصريين: أمشي يا شباب. قالت البنت: لا يا حاج أنا خايفة عليك بس تتعب من الوقفة! لم ارد واكتفيت بالانسحاب البطيء، وقد أدركت أن نسائنا وبناتنا فعلاً مثيرات بل والأكثر إثارة عالمياً من نساء البرازيل. (4) ليل داخلي في شقتي عدت لبيتي منهكاً وهممت بدق جرس الباب، ومن فرط الإثارة نسيت أن مفتاح الشقة لا يزال في جيبي مثل- رصاصة محمود ياسين بالضبط - المهم فتحت لي المدام ، فقابلتها بالغناء بعد السلام والذي منه ..وأخذت أردد : " بتلوموني ليه ، لو شفتم عينيه ، حلوين أد إيه ، هتقولوا انشغالي ، وسهد الليالي ، مش كتير عليه ..ليه بتلوموني". نظرت لي أم البنات في ذهول وقالت: دفعت مصاريف مدرسة البنات يا روميو؟! لم أرد وقد خنقتني رائحة البصل النافذة بقوة من المطبخ ..وغرقت عيناي في بحر من الدموع. مبتردش ليه ..سألتني حرمنا المصون بصرامة ..فقلت دون تفكير : مثيرة فعلاً ..قمة الإثارة. نظرت في عيني بشراسة وقالت : هي مين اللي مثيرة يا بيه ..أنت كنت فين كده ؟! أجبت ورأسي في الأرض : حد جاب سيرتك يا عثل ..أنا أقصد البصلة المصرية مثيرة ومسيلة للدموع ، بل هي الأكثر إثارة في العالم دوناً عن باقي بصل الدنيا كلها. بصوت كله شجن رددت المدام : ربنا يشفي ! بجد مش فارق معايا النتائج المضروبة للتقرير، ولا فارق معايا أني نسيت أدفع مصاريف مدرسة البنات ، بس حارق دمي أوي كلمة قالتها إحدى المثيرات : أنا خايفة عليك يا عم الحاج تتعب من الوقفة ؟ يااااااه هو أنا عجزت أوي كده ؟!