«لكن على فين نروح من قلة المزاج؟»، كانت فيروز كراوية تسأل وهى تركل كرة القدم، وتشعل سيجارة فى لحظة جنون، وتضع ماكياجا صاخبا، وتطل بمظهر غير مألوف.. حيث حاولت مطربة «بره بنى» أن تتغلب على قلة المزاج فى تجربتها الجديدة التى تحمل عنوانا تلقائيا وصادقا «يا قلة المزاج»، وكتبها مؤمن المحمدى، ووزعها أسامة الهندى، وشارك فى إكمال التجربة التى تنتصر للمزاج الرايق المصور حسن أمين، من خلال الكليب الذى أثار جدلا توقعته فيروز، حيث تقول ل«الدستور الأصلي»: «أنا سعيدة بهذا الجدل، ولم أستبعده أبدا، وعموما الأغنية تعطى لمن يستمع إليها صوتا فقط حالة، وتعطيه حالة أخرى بعد أن يرى الكليب، وأقول لمن أنتقد تصرفاتى إننى فنانة وليست شغلتى إنى أقدم نصيحة لحد، فالمغنى مهمته إيصال الحالة للمستمع، كما أن طبيعة كلمات الأغنية تتلاءم مع مشاهد العمل، مثل عايزين نعمل مغامرة، فهنا رغبة فى كسر المألوف، والمؤسف هو أن هناك من يهاجم الأغنية قائلا: حول بتوع الفن النضيف والمزيكا الأندر جراوند، إزاى يعملوا كده، فالصورة النمطية عن الفنان شىء غير مقبول، ولذلك أنا سعيدة بالصدمة التى أحدثتها الأغنية سواء فى الصورة، أو المزيكا، لأننا مش عاملين مجرد موسيقى هاوس سطحية». وعلى عكس ما هو متوقع فإن فيروز كراوية تعتبر من وصف الأغنية بالمزعجة هو يمتدحها، وتابعت: «أنا باتبسط لما حد يقول كده، لأن المقصود من الأغنية أن توجع من يستمع إليها وتحسسه بقلة المزاج وتشغل دماغه، والأغنية معايا بقالها سنة وكنت أبحث عن شكل لتنفيذها سواء موسيقيا أو حتى فى ما يتعلق بالصورة، لأننى لو استخدمت فيها لحنا تقليديا ستخرج بشكل رتيب بالتالى لعبة أسامة الهندى فى المزيكا كانت حلا سحريا، وهى لا تتضمن لحنا بقدر ما هى تركز على التوزيع».
الكليب أيضا حمل أفكارا جريئة وتم تنفيذه بشكل ارتجالى، وتصفه فيروز: «ده مش كليب بالمعنى الرسمى، هى مشاهد مرتجلة قام حسن أمين بمونتاجها، فأنا أظهر فيها كشخص حقيقى بيتصرف بلا تمثيل، والمصور لقط حالتى وأنا حرة بعيدا عن الكاميرا خلال أربعة أيام من حياتى العادية منها يوم فى النادى الأهلى، يوم فى منزلى وآخر فى الشارع، حيث صورنا ثلاث ساعات استعنا منها بأربع دقائق فقط، بعد أن قضينا 35 ساعة فى غرفة المونتاج، فالخط الدرامى لقلة المزاج هو أن كاميرا حسن أمين كانت بتتجس عليا، فالأغنية مبنية على دراما حقيقية وتعتمد على فكرة التجريب».
اعتمدنا على فكرة التجريب والتصرفات الارتجالية فى التصوير.. وسعيدة بوصف الأغنية ب«المزعجة».