فى بيان رسمى صادر عنها، أعلنت هيئة السكة الحديد عن موافقة الجهات الأمنية على تشغيل قطارات «قبلى-القاهرة»، بدءا من غد الأربعاء، وذلك خلال الاجتماع الذى عقد أمس الإثنين، ضم ممثلين عن الجيش والشرطة، فضلا عن رئيس هيئة السكة الحديد وقياداتها. رئيس هيئة السكك الحديدية، المهندس حسين زكريا، قال إن الجهات الأمنية وافقت أمس الإثنين على استئناف الحركة مرة أخرى بين القاهرةوأسوان، عقب الاجتماع الذى تم عقده أمس مع ممثلين عن الجيش والشرطة وقيادات الهيئة، ووقع المجتمعون محضرا رسميا باستئناف حركة قطارات الوجه القبلى-القاهرة، بدءا من غد الأربعاء بعد توقف دام لأكثر من 100 يوم، مع زيادة حركتها بشكل تدريجى، وكذلك زيادة حركة القطارات العاملة على خطوط الوجه البحرى.
رئيس السكة الحديد أضاف، فى تصريحات ل«الدستور الأصلي»، أن الهيئة وافقت على تشغيل الحركة بجدول التشغيل القديم، حيث ينطلق أول قطار من محطة مصر برمسيس الساعة السادسة والنصف صباحا، على أن يتم تشغيل 14 قطارا، بواقع 7 قطارات ذهاب ونصفها عودة، بينها 4 قطارات مكيفة و3 قطارات مميزة.
فى سياق متصل، أبدى عدد من خبراء النقل تخوفاتهم من استئناف حركة القطارات فى ظل الخلل والارتباك المسيطر على منظومة النقل بشكل عام فى مصر، والسكك الحديدية بوجه خاص، إذ قال الخبير وأستاذ الطرق والنقل والمرور بجامعة عين شمس الدكتور أسامة عقيل، ل«الدستور الأصلي»، إن هناك ارتباكا واضحا فى إدارة منظومة النقل فى الدولة لاسيما فى ما يتعلق بقطارات السكك الحديدية، موضحا أن المسؤولين على إدارة مرفق هيئة السكك الحديدية لا يدركون حجم المخاطر التى يشهدها هذا المرفق وليس لديهم رؤى أو خطط لإصلاح ذلك المرفق.
عقيل أكد أن هناك عشوائية واضحة فى إدارة ذلك الملف، موضحا أن وزارة النقل وهيئة السكك الحديدية فشلتا فى إصلاح ذلك المرفق، مشيرا إلى أن التصريحات الصادرة من المسؤولين فى ما يتعلق بالأزمات التى تشهدها هيئة السكك الحديدية والأعطال الفنية التى تعانى منها مجرد تصريحات «هلامية وخائبة وفاشلة»، على حد وصفه.
عقيل تساءل «لماذا لم تقم وزارة النقل والسكك الحديد بإجراء صيانه للقطارات وتوفير حراسات عليها من أجل منع سرقتها خلال فترة التوقف التى بلغت نحو 3 أشهر؟»، مشيرا إلى أن التراخى فى التعامل مع المشكلات التى تعانى منها القطارات وعدم إجراء صيانة دورية لها والعزوف عن تأمين تلك القطارات، هو ما تسبب فى توقف القطارات خلال الأيام الماضية عقب تشغيلها، قائلا «إدارة النقل فى مصر فى منتهى السوء وقد تتكرر الأعطال الفنية مرة أخرى طالما لم تنتبه الوزارة والهيئة لتلك الأزمات التى تحدث بصفة شبه مستمرة».
أما أستاذ تنظيم النقل بجامعة عين شمس، الدكتور سعد الدين عشماوى، فأكد أن منظومة النقل فى مصر «مختلة» وتحتاج إلى إعادة صياغة من جديد، لافتا إلى أن هناك ارتباكا واضحا فى التركيبة بأكملها وتحتاج إلى إعادة ضبط وصياغة، لافتا إلى أن غياب الأسس والمفاهيم الفنية والدراسات العملية فى مجال النقل سبب ذلك الارتباك الذى تعانى منه الوزارة، لا سيما فى الجزء الخاص بالسكك الحديدية، مؤكدا ضرورة وضع خطط سليمه لإصلاح تلك المنظومة فنيا وإداريا.
رئيس قطاع التشغيل بهيئة السكة الحديد بالقاهرة الكبرى، المهندس هشام البسطويسى، أن هيئة السكة الحديد استغلت فترة توقف القطارات، وقامت بعمل صيانة تامة على أغلب القطارات وليس كلها، لافتا إلى أن القطارات التى كان من القرر لها أن تنطلق يوم السبت كانت على أكمل وجه ولم يخرج لى قطار من الجراج إلى المحطة الرئيسية إلا بعد الفحص الشامل من قبل المهندسين وعمال الصيانة.
وأضاف البسطويسى أن عدد رحلات القطارات التى كان من المقرر لها أن تنطلق إلى الوجه القبلى كانت 14 رحلة فقط، مما يعنى أن يكون عدد الرحلات قليلا جدا إذا ما قورن بعد الرحلات التى كانت تنطلق إلى الوجه القبلى قبل توقف حركة التقاطر قبل فض اعتصامى رابعة والنهضة، والتى كانت تقدر بما يقارب ال80 رحلة.
وحول البيان الذى صدر من قبل من الهيئة حول وجود أعطال فنية أدت إلى حدوث تعطيل حركة التقاطر، قال البسطويسى أن هذا الأمر تُسأل عنه الهيئة نفسها، ولكن حول القطارات التى كان المقرر أن تنطلق إلى وجه قبلى يوم السبت الماضى أو المقرر لها معاودة الانطلاق ابتداء من غد «الأربعاء»، فهى مجهزة وعلى أتم الاستعداد، وتم اختيار أجود القطارات لرحلات الوجه القبلى.
..وسكك حديد الصعيد: مستعدون لتحرك القطارات واستقبالها قرار وقف حركة قطارات الوجه القبلى بعد تحركها بساعات يوم السبت الماضى أثار كثيرًا من الجدل حول أسبابه الحقيقية، فبيان السكة الحديد أرجع القرار إلى أسباب فنية، بينما رأى البعض أن الدواعى الأمنية كانت وراء قرار وقف تحرك القطارات.
إدارة ورش وصيانة سكة حديد أسيوط انتهت من كل أعمال الصيانة فى قطارات المحطة، والمتمثلة فى صيانة جرارات القطارات وشريط السكة الحديد بطول 60 كم، بالإضافة إلى تطوير عدد من صالات ومرافق محطات القطارات فى المراكز.
المهندس مجدى كامل، المشرف العام على ورش صيانة سكك حديد أسيوط، قال فى تصريح خاص ل«الدستور الأصلي» إن اللجنة الفنية والهندسية المشكلة من المنطقة الوسطى لهيئة السكة الحديد انتهت من كل أعمال صيانة جرارات القطارات بمحطة أسيوط، وتطوير كل الأعمال الفنية والمرافق بمحطات قطارات المراكز والتى تشمل تغيير روابط العبور «الفلنكات» وإحكام مكونات خط السكة الحديد المفكوكة بتسوية أو دك حصى الرصف.
المشرف على ورش صيانة سكك حديد أسيوط، أضاف أنه تم تطوير صالات استقبال الركاب فى محطات القوصية ومنفلوط وأبو تيج، وتجهيزها بكل المرافق والخدمات المتطورة كشاشات عرض لمواعيد قيام ووصول كل القطارات المتجهة من الصعيد إلى القاهرة والعودة، مشيرًا إلى قيام المهندسين الفنيين بعمل صيانة كاملة لشريط السكة الحديد بطول 60 كم تجنبًا لحدوث خروج للقطارات عن مساراتها وكل الحوادث التى تحدث بقطارات السكة الحديد.
كامل أكد أن سبب توقف حركة القطارات فى الوجه القبلى المتجهة من الصعيد إلى القاهرة والعودة بعد ساعات قليلة من عودة تشغيل كل القطارات، بسبب عدم الانتهاء من استكمال كل أعمال الصيانة فى هيئة قطارات السكك الحديدية المختصة بالوجه القبلى، مشيرا إلى أن ما تم ترويجه من شائعات بأن سبب توقف قطارات الوجه القبلى لدواع أمنية عار من الصحة.
عادل بطرس المتحدث باسم رابطة كمسارية أسيوط، قال إن خط السكة الحديد المتجه إلى محافظات الوجه القبلى بداية من بنى سويف وحتى أسوان يحتاج إلى إصلاحات فنية متكررة للسيطرة على أعطال الجرارات والخطوط التى تتسبب دائمًا فى تأخر وصول القطارات فى المواعيد المقررة.
رئيس رابطة كمسارية أسيوط كشف عن تعرض خط السكة الحديد بنطاق محافظة أسيوط لسرقات عديدة منذ أحداث ثورة يناير فى ظل الانفلات الأمنى الذى تشهده البلاد.
محسن دياب، مشرف قطارات محطات قطار المراكز والمدن بمحافظة بنى سويف، أوضح أن المحطات شهدت عزوفًا من جانب الركاب والطلاب فى أول يوم تعود فيه حركة القطارات الجزئية للعمل، حيث لم يتحرك سوى قطارين فقط إلى القاهرة من محطة بنى سويف فى الثانية عشرة ظهرًا إلى جانب وجود تأمين مشدد من قبل قوات الجيش والشرطة تحسبًا لوقوع أى عمليات تخريب، مضيفا أن القطار الأول (978) تحرك من القاهرة ولم يصل إلى أسيوط حتى الآن، والقطار الثانى (980) وتوقف فى محطة مطاى المنيا حتى اللحظة الحالية.
العميد حسن عبد المتعال، رئيس اللجان الشعبية ببنى سويف، قال إن موافقة هيئة السكة الحديد لعودة حركة السير من الصعيد للقاهرة والعكس جاء عقب جهود مضنية من أبناء المحافظات المتضررة، وحصول اللجان الشعبية بها على الموافقات الأمنية من الجيش والشرطة والمحافظين، لتأمين خطوط سير القطارات فلا توجد مدعاة للخوف من قبل الأهالى، مشيرًا إلى عودة الأمور إلى طبيعتها مرة أخرى بمرور الوقت.
ممثلو الجيش والشرطة والسكة الحديد يوقعون محضرًا رسميًّا باستئناف الحركة.. و«السكة الحديد»: تشغيل 14 رحلة بين القاهرةوأسوان.