.. بسلامة الله وأمنه عاد الرئيس مبارك من رحلة طويلة استمرت ستة أيام كاملة قضاها خارج مقره الدائم في العاصمة الجديدة منتجع شرم الشيخ!! .. رحلة الرئيس التي استمرت ستة أيام قضاها في موطنه «الثاني» القاهرة العاصمة القديمة لمصر والتي زارها الرئيس بعد غياب عنها استمر عدة أشهر، قضاها الرئيس في شرم وألمانيا، ثم شرم، ثم وصل القاهرة ليلقي خطابه في عيد العمال الذي لولا الملامة لألقاه الرئيس بين عمال الشرم، وفي حضور الوزراء وأعضاء الحكومة الطائرة بين شرم والقاهرة. .. الرئيس عاد إلي مقره الدائم بشرم الشيخ ليستعد لاستقبال الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح - أمير دولة الكويت- الشقيقة- لدولة شرم الشيخ، مصر «سابقًا»، ومن الشرم ينطلق الرئيس لقضاء مدة موازية للتي قضاها بالقاهرة في بلده الثاني إيطاليا. .. أحسب أن أحدًا في مصر، لا يملك رقمًا أو عددًا لزيارات الرئيس مبارك لشرم الشيخ، ولا عددًا للأيام التي قضاها في العشر سنوات الماضية في هذا المنتجع السياحي. .. وأحسب أيضًا أن أحدًا في مصر لا يملك أن يحصي عدد زيارات الرئيس مبارك خلال السنوات الأخيرة لإيطاليا التي تحتل بلا منافسة المركز الأول لزيارات الرئيس للعواصم والمدن الخارجية والداخلية!! .. بفعل فراغ الوقت في السجن حاولت مرارًا أن أرصد زيارات الرئيس لإيطاليا سواء من حيث العدد أو الموضوعات التي تبرر بها هذه الزيارات، وأزعم أنه هالني وصدمني أن الرئيس زار إيطاليا خلال ثلاثة أشهر أربع مرات متعاقبة، منها مرة بغرض توديع صديقه الصدوق «وابن جيله الوحيد بين حكام العالم» «بيرلسكوني» بمناسبة تركه الحكم بعد هزيمته. .. في الأسبوع التالي قام الرئيس مبارك بزيارة أخري لتقديم التهنئة لرئيس وزراء إيطاليا الجديد «برودي» إلا أن الزيارة لم تحقق الغرض منها، لأن «برودي» لم يكن تسلم بعد مقاليد الحكم، بل واجه عقبات في تشكيل حكومته الائتلافية مما حمل الرئيس نابوليتانو -رئيس الجمهورية الإيطالية- «وهو موقع شرفي مثل «ملكة بريطانيا» أن يقوم هو باستقبال الرئيس معتذرًا أمام الإعلام لعدم وجود حكومة في بلاده وانشغال الجميع بمفاوضات بعد الانتخابات!! ولم يجد الرجل «الشرفي» تفسيرًا أمام الإعلام لزيارة مبارك!! .. بعد أيام قام الرئيس بتعويض الزيارة الخائبة بزيارة أخري ل «برودي» عقب توليه مقاليد الحكم في البلاد، إلا أن أزمة زوجة وزير العدل الإيطالي أطاحت مرة أخري بإئتلاف برودي وعاد بيرلسكوني للحكم فعاد الرئيس لإيطاليا!! ..قيمة الساعات القادمة بين الصديقين مبارك / بيرلسكوني ستُعقد في «فيلا ماداما» لدراسة عدد من الاتفاقيات والتوقيع عليها، وفقًا لتصريح سفير مصر في روما أشرف راشد الذي لم يبرر لنا- ولا يستطيع- سبب وجوده في روما إذا كان الرئيس هو الذي يودع ويهنئ ويوقع الاتفاقيات النمطية التي يناط بالسفارات الاضطلاع بالتوقيع عليها. .. لا أحد يملك أن يقدم لنا بيانًا واضحًا بتكاليف رحلات الرئيس المتكررة لإيطاليا ومردودها علي مصر.. وما تفسير هذه الزيارات المتكررة لإيطاليا؟!، بينما الرئيس لم يقم بزيارات لدول حوض النيل التي كنا نتوقعها.. مبادرًا بزيارتها قبل الأزمة الأخيرة.. أو حتي بعدها. ببساطة.. لماذا يزور الرئيس «فيلا ماداما»؟! في الوقت الذي كان ينبغي أن يزور فيه أديس أبابا؟!