رغم محاولات الأمن الوجود فى الشارع ومواجهة الأزمات والهجمات الإرهابية التى تضرب المجتمع، فإن المواطن لا يشعر بوجود الأمن، بل ويتهم رجال الشرطة بالغياب عن الشارع وعدم أداء الواجب المنوط بهم على الوجه الأمثل، الأمر الذى يخلق فجوة جديدة بين قوات الشرطة ورجل الشارع الذى يطمح فى الشعور بالأمن والقضاء على الإرهاب المتفشى فى الدولة. مساعد وزير الداخلية سابقا اللواء حسام لاشين قال ل«الدستور الأصلى» إن هناك إشكالية لا بد من فهمها، لأن الشرطة لديها أزمة فى الشارع، فهناك مظاهرات شبه يومية لا بد من تأمينها، والقبض على العناصر المسلحة وغير السلمية فيها، ثم النظر لأزمات قطع الطرق وبلطجة الشارع، ثم تأمين المؤسسات والمنشآت الهامة، لافتا إلى أن بلطجية جماعة الإخوان المسلمين يرغبون فى تشتيت جهود الشرطة، وينجحون فى خلق أزمات فى الشارع لإشغال الشرطة ولو بصورة وقتية، ليقوموا خلالها بما يرغبون من أعمال بلطجة وعنف وقتل وإرهاب.
لاشين أضاف أن دور رجل الأمن الرئيسى هو ضبط المخالفين، معترفا بأن «هناك بعض القصور فى تأمين الكنائس ومؤسسات الدولة والمنشآت الهامة، لكن الأمن معذور، لأن طاقته مستنفذة فى تأمين وفض المظاهرات المستمرة ومتابعة توابعها»، مضيفا «للأسف هناك أزمة فى وزارة الداخلية لا يشعر بها ولا يقدرها أحد حق قدرها، فالداخلية تأخذ عساكر الفرز الثالث الخارجين من الجيش، وتقوم بتوزيع الأفضل منهم فى الأماكن الحساسة، ونستعين بالباقين فى أماكن مختلفة طبقا للاحتياج لهم»، وتابع «عندما نضع عسكريا درجة ثانية على الكنيسة أو البنك أو محال الذهب فمن الطبيعى أن تحدث كوارث، لا سيما أن درجة رد الفعل وسرعته واستخدام السلاح لدى مجند الدرجة الثانية ضعيفة».
مساعد وزير الداخلية سابقا أشار إلى أن وزارة الداخلية تحتاج لإمدادات حقيقية من الجيش، كما تحتاج عناصر مدربة لتدريب عال، ولديها سرعة استجابة وتفاعل مع الأحداث وسرعة بديهة تمكِّنها من تفادى وقوع الكوارث التى نشهدها حاليا، ومشددا على أنه لا بد من تغيير خطط تأمين الكنائس والمنشآت الحيوية فى الدولة، وخصوصا فى ظل النشاط الإرهابى والانتقامى الذى تقوم به العناصر الإرهابية الإخوانية فى الدولة بصورة مستمرة ومتزايدة.
نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية اللواء سيف الإسلام عبد البارى يرى أن الشرطة ليست متغيبة ولكن عليها أعباء تختلف عن عملها فى الأمور العادية، لأن هناك تكليفات وأعباء حالية متعلقة بمكافحة الإرهاب خصوصا فى سيناء، بما يجعل أعداد الضباط والأفراد غير كافية لمواجهة جميع الأزمات التى يشهدها الشارع، فالتكليفات كثيرة جدا ونوعية الجرائم اختلفت، مضيفا أن تلك الأزمة جار مواجهتها بوضع ميزانية إضافية لتعيين مزيد من الأفراد والضباط.
عبد البارى يرى أن التأمين الخاص بالكنائس والمنشآت الحيوية بالدولة موجود بالقدر الكافى، وأن الأزمة تتلخص فى أن «حرب الإرهاب التى تواجهها الشرطة حاليا ليست أمرا جنائيا عاديا»، وتابع «ربما نحتاج لتطوير الأداء الشرطى لا سيما للأفراد والمعدات والخطط وأسلوب المكافحة، وهناك خطط موضوعة من داخل الجهاز لمعالجة ذلك»، وأضاف «الداخلية لا تحتاج لإعادة هيكلة كما يدعى البعض، إلا أن أى جهاز يحتاج لتطوير وتحديث، ولا داعى للحديث عن تطهير الداخلية، فهى لا تحتاج إلى تطهير، لأن جميع رجالها وطنيون».