قالت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية أن واشنطن لا تعتزم التوقف عن التنصت على حلفائها وذلك على خلفية ما كشفت عنه الصحافة الفرنسية أمس /الاثنين/ عن عمليات تنصت قامت بها وكالة الأمن الأمريكية على الاتصالات فى فرنسا. وأضافت الصحيفة انه على الرغم من الاحتجاجات التى عبر عنها الأوروبيون بشأن أنشطة وكالة الأمن القومي الأمريكية بالتجسس ضدها، إلا أن الولاياتالمتحدة لن تتخذ أي إجراءات لتقييد أنشطة وكالة استخباراتها.
ورأت "لوفيجارو" أن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى سيحاول تهدئة عاصفة السخط التي ترتفع من باريس إلى بروكسل "ولكن السؤال الحقيقي الذى يطرح نفسه يتعلق بما إذا كان البيت الابيض ووزارة العدل الأمريكية يعتزمان فعليا تغيير ممارسات التنصت "المعولمة" التى تقوم بها وكالة الأمن القومي.
ومن ناحيتها ركزت مجلة "لو نوفيل أوبسرفاتور" على رد فعل الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند حيال عملية التنصت، مبرزة ما عبر عنه أولاند لنظيره الأمريكي باراك أوباما من "استنكاره الشديد" من قضية التجسس التي قد تكون وكالة الأمن القومي الأمريكية قد قامت بها على مضامين عشرات ملايين المكالمات الهاتفية لمواطنين فرنسيين وتشديده على أنها "ممارسات مرفوضة" بين الحلفاء، ومطالبا إياه ب"تقديم كل التوضيحات" اللازمة.
كما أوضحت صحيفة "لوموند" اليومية أن المعلومات التى كشفت عنها الصحيفة نفسها أمس /الاثنين/ فى هذا الصدد آثار غضب من جانب المسئولين الفرنسيين الذين أعربوا عن عدم فهمهم لما قامت به وكالة الاستخبارات الأمريكيى، فيما وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسى تحاول واشنطن تبرير ما حدث..مذكرة بأن خلال فصل الصيف، الوثائق التى نشرتها خلال فصل الصيف الماضى صحيفة "الجارديان" وصحيفة "واشنطن بوست" عن طريق الموظف الأمريكى السابق إدوارد سنودن كشفت النقاب عن مدى المراقبة والتجسس التي تقوم بها وكالة الأمن القومي و حلفائها.
وأضافت أن الوثائق التى كشف عنها سنودن كشفت النقاب عن الجهود الكبيرة التي بذلتها الولاياتالمتحدة للتنصت على الإنترنت، في إطار قانوني غير واضح في بعض الأحيان، وغالبا هى بعيدة عن النقاش الديمقراطي الحقيقي.