فيلهارموني برلين، واحدة من أشهر صالات الموسيقى في العالم، تم افتتاحها في عام 1963، وتتمتع بتوزيع صوتي خيالي.
"على الهواء مباشرة من فيلهارموني برلين": عبارة تتردد منذ 50 عاما؛ ففي 15 تشرين الأول/أكتوبر 1963 تم افتتاح صالة الأوركسترا التي صممها ابن برلين، المهندس المعماري هانس شارون.
صالة الحفلات الموسيقية الحديثة بتصميمها السداسي الشكل كانت في البداية موضع خلاف. أما اليوم فتعتبر موطن فرقة أوركسترا فيلهارمونيكا برلين، في منطقة كيمبربلاتس في وسط برلين، كما تعتبر من العلامات المميزة للمدينة.
بسبب شكلها الذي يشبه السيرك، والذي تتوسطه منصة الفرقة، حصلت صالة فيلهارموني على اسم بلهجة سكان برلين، "سيرك كاراياني"، وهو مشتق من اسم المدير الموسيقي لفرقة برلين هارمونيكا لسنوات طويلة، هيربيرت فون كارايان. ولكن هذا لم يؤثر في السمعة والشهرة العالمية للدار الموسيقية المتميزة. بل على العكس من ذلك: فقد أثار الترتيب الداخلي لعدد المقاعد البالغ 2440، الكثير من الإعجاب في أستراليا واليابان والولايات المتحدة.
يبلغ طول المحور المركزي لهذا التصميم الفريد 60 مترا، كما يصل العرض الأقصى إلى 55 مترا. وتحت نقطة القمة تماما يقف قائد الأوركسترا. يعلو السقف على ارتفاع 25 مترا فوق رأس السير سيمون راتل، الذي قاد الأوركسترا حتى عام 2008. وتساهم الأشرعة المعلقة في الصالة بدورها في التوزيع الصوتي المتميز.
قام المتخصص بالصوتيات لوثر كريمر بتصميم الشكل المتناظر لفيلهارموني، بطريقة تمكن من خلالها معالجة مشكلات ارتداد الصوت داخل المكان، بشكل يتمكن معه كافة الحضور داخل الصالة من الاستمتاع بصوت نقي متميز.
لا أحد من الجمهور يجلس بعيدا عن قائد الفرقة لمسافة تزيد عن 30 مترا. ومن الملاحظ أن الصوت في المنصة الرئيسة "اللوج" يكون أضعف ما يمكن، إلى درجة أن بعض ضيوف الشرف يتفادون الجلوس في منصة الشرف الرئيسة هذه. ولكن هذا هو العيب الوحيد فعلا في الصالة. علاوة على ذلك فقدم هنا قادة موسيقيون نجوم أعمالهم، منهم كلاوديو أبادو وريكاردو شايلي وكريستيان تيليمان، كما تمكن نجوم الكلاسيكية، من أمثال بالسيدو دومينغو وفلاديمير هوروفيتس وأنة صوفي-موتر من سحر الجماهير.
فيلهارمونيكا برلين التي يقودها السير سيمون تخصص حفلها الموسيقي لمناسبة هذه الذكرى لموضوع "موسيقى المكان"، حيث يقوم الملحن الألماني المعاصر الشهير فولفغانغ ريم بوضع عمل جديد مخصص للمناسبة.