علي الإيميل عشرات من الأخبار التي يرسلها لي عدد من الصحفيين تتلخص في كلمة واحدة أنهم يعملون لحساب هذا النجم أو تلك النجمة لقاء مبلغ لا يتجاوز 3 آلاف جنيه شهرياً.. والغريب أن هناك صراعاً لا يتوقف بين عدد ممن يعملون في بلاط صاحبة الجلالة للاستحواذ علي أخبار هؤلاء النجوم وبعضهم بالمناسبة أشباه نجوم وقسط وافر منهم لا أحد يعرف صورتهم حتي لو نجحوا في نشرها عشرات المرات.. تفاجأ مثلاً بمن يرسل لك خبراً عن واحدة من هؤلاء - فأغلبهن من النساء - ويطلب علي نفس الإيميل أن تواليه بإرسال الخبر بعد النشر مؤكداً أنه المسئول الإعلامي الوحيد.. هذه الظاهرة تعلن عن نفسها بوجه سافر أيضاً في دنيا الغناء، صار هؤلاء المندوبون هم قنوات الاتصالات الوحيدة بالنجوم وخضع للأسف عدد من الصحفيين لهذا الأسلوب.. أتذكر أن الموسيقار «محمد عبد الوهاب» لم يكن فقط يرد بنفسه علي التليفونات بنبرة صوته التي لا تنسي ولكن عندما يقرأ خبراً أو تعليقاً ولديه ملاحظات كان يسارع بالاتصال بالصحفي بل إن «عبد الوهاب» كان سبباً رئيسياً وهو لا يدري في تعييني.. كنت أتدرب في «روز اليوسف» واتصلت به لأجري حواراً وبعد تأجيل أكثر من ميعاد وافق علي إجراء الحوار ولكنه في صباح ذلك اليوم انشغل بموعد آخر فسارع بالاتصال بالمجلة.. لم أكن موجوداً ولكن «عم عوف» المسئول عن السويتش وقتها عرف صوت «عبد الوهاب» فهو يعرفه منذ أن كان يتصل بمحمد التابعي وإحسان عبد القدوس وكامل الشناوي وعلي الفور كان الأستاذ «مرسي الشافعي» رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير هو الذي يتلقي خبر تأجيل الموعد وتحديد الموعد الجديد مع «عبد الوهاب» واعتقد الأستاذ «مرسي» أن لديه صحفي مهم جداً لدرجة أن «عبد الوهاب» يتصل به شخصياً فأصدر قرارًا بتعييني قبل أن أنهي دراستي في كلية الإعلام.. أنا أعلم بالطبع أن عدد المطبوعات والقنوات زاد في السنوات الأخيرة وصار من الصعب علي الفنان ملاحقتها ولكن يظل علي الصحفي الذي يحترم مهنة القلم ألا يأخذ أخباره إلا من الفنان صاحب الشأن.. وهؤلاء الفنانون الذين يضعون حواجز بينهم وبين الإعلام ويقدمون صورة وأخبار معلبة تلك التي يرسلها مندوب الدعاية لدور الصحف فإن علي الصحافة أن تقاطع نشرها.. ورغم ذلك فإن ما أثار استغرابي ولم يكن واحداً من تلك الأخبار ولكن خبر استطاعت فنانة مجهولة الوصول به مباشرة إلي أصحاب قرار النشر فحوي الخبر «تعلن للقراء بأن قدمها اليمني تعثرت وعدد من الأطباء حذروها من الحركة».. تخيلوا كونسلتو أطباء أشرف علي علاج قدم ممثلة مجهولة وجريدة قومية كبري تنشر هذا الخبر مصحوباً بصورتها التي احتلت قلب الصفحة وتساءلت ماذا لو كانت الممثلة المجهولة قد أصيبت في قدميها اليمني واليسري معاً من المؤكد كان هذا الخبر سيصبح هو المانشيت الرئيسي للجريدة؟!