منتخب سلة سوهاج بطلاً لدوري الجامعات والمعاهد بدورة الشهيد الرفاعي ال53    اليورو يغلق التعاملات على تراجع اليوم الثلاثاء 2 ديسمبر 2025 بالبنوك المصرية    "التخطيط" تترأس اجتماعًا تحضيريًا للجنة المصرية–البلغارية للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني    محافظ الغربية يتابع إجراءات تشغيل وإدارة مرفقي النقل الداخلي بطنطا والمحلة الكبرى    محافظ المنيا: إزالة 2171 حالة تعدٍ على الأراضي الزراعية ضمن الموجة 27    رئيس الوزراء يُتابع تطور الأعمال بالتجمع العمراني الجديد td جزيرة الوراق    مصر تواصل دفع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة رغم التعنت الإسرائيلي    مصر ضد الكويت.. الأزرق يعلن تشكيل ضربة البداية في كأس العرب 2025    الأمين العام يحذر: المستحقات غير المسددة للأمم المتحدة تقارب 1.6 مليار دولار    أستاذة جامعية إسرائيلية تُضرب عن الطعام بعد اعتقالها لوصف نتنياهو بالخائن    تشكيل هجومي للكويت أمام منتخب مصر    قميص أحمد رفعت يزين غرفة ملابس منتخب مصر الثانى قبل مباراة الكويت    موعد مباراة توتنهام ونيوكاسل والقناة الناقلة    الأهلي يترقب موقف ييس تورب لدراسة عرض برشلونة لضم حمزة عبد الكريم    تحرير 11 مخالفة تموينية خلال حملة على الأسواق بمغاغة    جامعة سوهاج الأهلية تنظم أولى رحلاتها إلى المتحف المصري الكبير    فتح باب التسجيل فى دورة الدراسات السينمائية الحرة بقصر السينما    العربية للمسرح تعلن أسماء العروض المشاركة في مهرجان الهيئة لعام 2026    رمضان 2026| مى عز الدين تشارك ريم البارودي في مسلسل «قبل وبعد»    الصحة تطلق استراتيجية توطين صناعة اللقاحات.. موعد تحقيق الاكتفاء الذاتي    السيسي يبعث برقية تهنئة لرئيس الإمارات بمناسبة ذكرى الاحتفال باليوم الوطني    بابا الفاتيكان يدعو اللبنانيين إلى عدم الإحباط والرضوخ لمنطق العنف    المحكمة الإدارية العليا تتلقى 8 طعون على نتيجة انتخابات مجلس النواب    فى زيارته الأولى لمصر.. الأوبرا تستضيف العالمي ستيف بركات على المسرح الكبير    رئيس جامعة الأزهر: العلاقات العلمية بين مصر وإندونيسيا وثيقة ولها جذور تاريخية    تركيا: خطوات لتفعيل وتوسيع اتفاقية التجارة التفضيلية لمجموعة الثماني    موعد مباراة مانشستر سيتي وفولهام بالدوري الإنجليزي والقناة الناقلة    رئيس اقتصادية قناة السويس: المنطقة منصة مثالية للشركات الأمريكية لعمليات التصنيع والتصدير    الطقس غدا.. انخفاضات درجات الحرارة مستمرة وظاهرة خطيرة بالطرق    الداخلية تكشف تفاصيل فيديو اعتداء شخص على حيوانات أليفة: مريض نفسي    لأول مرة في الدراما التلفزيونية محمد سراج يشارك في مسلسل لا ترد ولا تستبدل بطولة أحمد السعدني ودينا الشربيني    مصرع طفل إثر اصطدام سيارة ملاكي به في المنوفية    مكتب نتنياهو: إسرائيل تستعد لاستلام عيّنات من الصليب الأحمر تم نقلها من غزة    زيلينسكي: وثيقة جنيف للسلام في أوكرانيا تم تطويرها بشكل جيد    مدير الهيئة الوطنية للانتخابات: الاستحقاق الدستورى أمانة عظيمة وبالغة الحساسية    أمن المنافذ يضبط 47 قضية متنوعة خلال 24 ساعة    ضبط قضايا اتجار غير مشروع بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة قيمتها 6 ملايين جنيه    الأمم المتحدة: 50 مليون شخص حول العالم ضحايا الرق الحديث    وزير الصحة يبحث مع وزير المالية انتظام سلاسل توريد الأدوية والمستلزمات الطبية    6 نصائح تمنع زيادة دهون البطن بعد انقطاع الطمث    تحرير 141 مخالفة لمحال لم تلتزم بقرار مجلس الوزراء بالغلق لترشيد الكهرباء    سلوت: محمد صلاح سيظل لاعبًا محترفًا من الطراز الرفيع    "الأوقاف": حجم مشاركة غير مسبوق في مسابقة القرآن الكريم العالمية    محمود ناجى حكما لنهائى كأس ليبيا بين أهلى طرابلس وبنى غازى غدا    وزير العمل يسلّم 25 عقد توظيف في مجال النجارة والحدادة والبناء بالإمارات    سامح حسين: لم يتم تعيينى عضوًا بهيئة تدريس جامعة حلوان    بعد جريمة التحرش بالأطفال في المدارسة الدولية، علاء مبارك يوجه رسالة قوية للآباء    فيتامينات طبيعية تقوى مناعة طفلك بدون أدوية ومكملات    أمين عمر حكما لمباراة الجزائر والسودان في كأس العرب    حوادث المدارس والحافز.. مشاهد تُعجل بنهاية "وزير التعليم" في الوزارة.. دراسة تحليلية.. بقلم:حافظ الشاعر    الفيشاوي وجميلة عوض يعودان للرومانسية في فيلمهما الجديد «حين يكتب الحب»    اليوم .. إعلان نتائج المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 2ديسمبر 2025 فى المنيا    ضبط 379 قضية مواد مخدرة فى حملات أمنية    ما حكم الصلاة في البيوت حال المطر؟ .. الإفتاء تجيب    أدعية الفجر.. اللهم اكتب لنا رزقًا يغنينا عن سؤال غيرك    المخرج أحمد فؤاد: افتتاحية مسرحية أم كلثوم بالذكاء الاصطناعي.. والغناء كله كان لايف    سر جوف الليل... لماذا يكون الدعاء فيه مستجاب؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد حبيب: قيادة الإخوان قضت على «الجماعة» قبل الحكم بحظرها.. و«الوساطة» ستفشل
نشر في الدستور الأصلي يوم 11 - 10 - 2013

النائب الأول لمرشد الإخوان السابق: الإخوان لن يتعلموا ولن يفهموا

لأنهم يعتبرون انهيار الجماعة «مجرد كبوة»

أمريكا جُنَّ جنونها بعد سقوط الإخوان.. ومارست ضغوطًا محلية ودولية على مصر

هتاف معتصمى رابعة «واحد اتنين الأسطول السادس فين.. وانت فين يا أوباما».. هو الخراب بعينه

مرسى ليس مؤهلًا للحكم.. ولم يسبق للإخوان أن أداروا مدينة أو حيًّا كى يحكموا بلدًا بحجم مصر

ثورة 30 يونيو قضت على المشروع الأمريكى بالمنطقة.. والجيش كان على مستوى المسؤولية

حوار - حمدي سليم

الدكتور محمد حبيب، النائب الأول لمرشد الإخوان السابق، هو أحد أبرز قيادات الجماعة طوال حقبة التسعينيات والعقد الأول من الألفية الجديدة، استقال من جميع مناصبه داخل الجماعة نهاية عام 2009 احتجاجا على أخطاء تنظيمية وفكرية.

يؤكد الدكتور محمد حبيب فى حوار شامل مع «التحرير» أن أخطاء القيادة الحالية للإخوان هى التى قادت إلى تصفية الجماعة، قبل الحكم القضائى بحظرها، واستبعد تحقيق أى نتائج من الوساطات الحالية بين بعض قيادات الجماعة ممن بقوا خارج السجن، وبين مؤسسات وأجهزة الدولة.

وقال حبيب جازما «إن الإخوان لن يتعلموا ولن يفهموا ما حدث»، موضحا أن شباب الجماعة يرون ما يجرى منذ 30 يونيو حتى الآن «مجرد كبوة ستخرج منها الجماعة أكثر قوة وأشد عودا».. واعتبر حبيب أن هتاف معتصمى رابعة العدوية «واحد اتنين الأسطول السادس فين وانت فين يا أوباما» كان هو الخراب بعينه.. وفى ما يلى نص الحوار:

■ ما مستقبل جماعة الإخوان بعد انهيارها فى 30 يونيو 2013، وصدور حكم قضائى بحلها؟

- الأخطاء التنظيمية والفكرية للقيادة الحالية للإخوان هى التى قادت إلى تصفية الجماعة، قبل صدور حكم قضائى بحلها، وبالتأكيد سيقف التاريخ شاهدا على هذه اللحظة الفارقة التى يسجل فيها أن قيادة الإخوان لعبت دورا من أخطر الأدوار فى القضاء على الجماعة والإساءة إلى تاريخها فكرا وتنظيما.

■ ربما تأتى الوساطات الحالية بين قيادات الإخوان خارج السجن، وأجهزة ومؤسسات الدولة بنتائج لصالح الجماعة؟

- لا أعتقد.
■ لماذا؟

- أولا: لأن المسافات واسعة جدا بين الطرفين.. ثانيا: الجماعة التى وصلت إلى الحكم ولم تدرك ذلك، لا تعى قيادتها الحالية أنها طردت من الحكم بقرار شعبى، ويتصرف من بقى منهم خارج السجن كأن فى يده أوراقا يتفاوض عليها، وما فى يدهم غير الوهم.. وثالثا: الخراب نخر فى عظام الجماعة منذ فترة مبكرة.

■ ما دامت جماعة الإخوان أنهت نفسها وتواصل ذلك حتى الآن.. فليكن الأمر كذلك.. السؤال: هل نحن فى حاجة إلى الإخوان أصلا؟

- كما أن لديك مجموعات سياسية تتخذ مرجعية ليبرالية وفصيلا سياسيا ذو مرجعية اشتراكية، فما المانع أن يكون هناك فصيل دينى على أساس أن يقدم صورة وفكرة متكاملة عن الكون والحياة، وعن السياسة والثقافة والاجتماع والاقتصاد، حتى يكون صاحب مشروع فعلا، وأنا أعتقد أن الدولة فى الإسلام هى مدنية بامتياز.

■ هل هناك مستقبل للإخوان فى إطار ذلك الفصيل الدينى؟

- للحديث عن مستقبل الإخوان لا بد أن نتعرض لشىء من الماضى، وهنا لا ننكر أن الجماعة كانت تمثل أملا لكثيرين، وكان هناك تصور أن الإخوان يستطيعون أن يحكموا مصر بالطريقة التى ترضى الشعب وتنقل مصر نقلة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، وفى نفس الوقت تُمَكن لمصر أن تقوم بدورها المحورى والاستراتيجى على المستوى الإقليمى والدولى، لكن للأسف جماعة الإخوان خيبت ظن الجماهير، خصوصا من أعطوها أصواتهم فى الانتخابات سواء البرلمانية أو الرئاسية، وبدا الفشل واضحا فى مجموعة عوامل متعاقبة دفعت بقطاعات عريضة من الشعب المصرى إلى أن تفقد الأمل تماما فى حكم الإخوان ويخرج عليهم الشعب رافضا محتجا ومطالبا برحيلهم من سدة الحكم بعد عام كامل من الفشل والارتباك والحيرة والاضطراب، فضلا عن الانقسام المجتمعى والاحتراب الأهلى والعنف الذى حصل، خصوصا أنه لم توجد هناك أى بوادر لتنفيذ أهداف الثورة ولا حتى العدالة الانتقالية، فخرج الشعب ثائرا فى 30 يونيو بصورة مذهلة غير مسبوقة فى تاريخ مصر بل فى تاريخ العالم كله، وفى 3 يوليو انحازت القوات المسلحة إلى الشعب المصرى على اعتبار أنه صاحب الشرعية ومصدر السلطات وتمت إزاحة مرسى والإخوان من سدة الحكم، كنت أتوقع أن تتراجع جماعة الإخوان خطوة إلى الوراء يعيدون فيها حساباتهم وتقويم مواقفهم ولملمة أوراقهم ويتعرفون على الأخطاء القاتلة التى وقعوا فيها والتى أدت إلى هذه الثورة، ويوافقون على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة أو الالتزام بخارطة المستقبل التى تم وضعها، لكن للأسف وجدنا مظاهرات واعتصامات فى رابعة وفى النهضة وطبعا الخطاب على المنصات كان خطابا تحريضيا وتكفيريا بامتياز.. يحاول أن يحرض الجيش على بعضه، والأعداد التى تجمعت فى رابعة.

■ هل لديك تفسير لهذه الحالة من الإثارة الجماهيرية والحشد غير المنطقى فى رابعة والنهضة؟

- يبدو أن الإدارة الأمريكية وعدتهم بشىء، وقالت لهم إنه ما داموا هم يثيرون الفوضى سيكون هناك قتلى وحرق وتدمير، وفى هذه الحالة تستطيع الإدارة الأمريكية أن توجد منفذا للتدخل وإعادة مرسى إلى الحكم، لكن الحقيقة أن شعب مصر كان واعيا ومتنبها لهذا كله، إضافة إلى أن القوات المسلحة كانت على المستوى اللائق بجيش مصر، وكذلك الداخلية، وأمام هذه المحاولات كان الحسم بفض الاعتصامين وليكن ما يكون.. وبرغم ذلك الحكومة الحالية أعطت فرصا كثيرة مرة واثنتين وثلاثا على أمل فض هذين الاعتصامين، ويخرجون الناس سلميا بكرامتهم، وفتحت الدولة الباب على مصراعيه أمام ناس من أمريكا وأوروبا وإفريقيا كانت الحكومة تتهم بأنها متراخية ومترددة وأيديها مرتعشة فى التعامل مع اعتصامات الإخوان، خصوصا أن الشعب المصرى كان قد أعطى تفويضا للفريق السيسى، ولكن للأسف حدث ما لم نكن نرجوه أو نتمناه، ووقعت بعد ذلك الحوادث التى نعلم عنها سواء فى رمسيس وقسم شرطة الأزبكية ودلجا وكرداسة و... و.. إلى آخره، وبالتالى فقد الإخوان ومناصروهم كل ما لهم من رصيد شعبى وهنا بيت القصيد.. هنا المشكلة.. ففى العقود الفائتة كان الإخوان يحتكون بالأنظمة لكن الشعب كان ظهيرا وسندا لهم وكانت حتى الخسارة يتم تعويضها، لكن هذه المرة هم «الإخوان» اتخذوا موقفا ضد الشعب المصرى.. والشعب المصرى اتخذ موقفا ضدهم بعد أن جربهم وهالَه مع رآه منهم، فطبعا الضربات الأمنية المتلاحقة بالتأكيد أثرت على الصف الأول والثانى والثالث وربما الرابع.. صحيح قد تكون ما زالت هناك بعض القيادات التى تتصرف وتصدر الأوامر لكن أنا أرى أن ما يجرى على الأرض الآن من تظاهرات ضعيفة ومن موقف هنا أو هناك يدل على أن المسألة تقلصت وتراجعت كثيرا، وهو ما يدل على عدم وجود رؤية وفقدان للتوازن، فضلا عن مراهقة بل طفولة سياسية يعانى منها من بقى من الصف خارج السجون.

■ حتى لو كان الأمريكان وعدوهم بشىء وحتى لو نجحوا فى إعادة مرسى إلى الحكم.. فمن كان سيقبل أن يحكم مصر واحد جاء على أسنة الرماح الأمريكية؟

- هنا بيت القصيد.. ثورة 30 يونيو أطاحت بأحلام الإدارة الأمريكية وأمانها ومشروعها فى المنطقة فجن جنونها، وبالتالى يدأت فى تحريك ناس بالوكالة وناس بالإنابة وأطراف هنا أو هناك.. أرسلت ماكين ثم جون كيرى وجاءت أشتون.. وجماعة من إفريقيا.. كل هذا صدى لانهيار الحلم الأمريكى الذى وجد فى الإخوان فرصة عظمى لأمن وأمان إسرائيل وضمان توسعها على مستوى المنطقة.. هذه هى القضية كلها. الإدارة الأمريكية تحاول التعلق بأى شىء مثل الغريق.. الدليل الأكبر على أن الأمريكان وجدوا حلمهم فى الإخوان هو الخطاب الفضيحة الذى أرسله محمد مرسى للسفاح شيمون بيريز يخاطبه فيه قائلا: الصديق الوفى.. ونتمنى الرغد لبلادكم.. إيه ده؟

■ نعود إلى السؤال الأساسى كيف ترى مستقبل الجماعة فى ضوء هذا كله؟ وهل انتهت الإخوان سياسيا؟

- الجماعة بالطبع خسرت كثيرا جدا على المستوى السياسى وعلى المستوى الشعبى وحتى على المستوى الداخلى كل يوم تزداد خسارة.. لأن الجماعة صحيح كانت كبيرة لكن هى جماعة بشرية يجوز عليهم ما يجوز على الجماعات البشرية، لكن فيهم عيبا خطيرا وهو أنهم لا يعترفون بأخطائهم وهذه كارثة، وبالتالى ليس لديهم استعداد للاعتذار عن هذه الأخطاء، ومن ثم يترتب على هذا عدم تقويم وعدم تصويب هذه الأخطاء، لذا فهم يقعون فى هذه الأخطاء مرة واثنتين وثلاثا وعشرا، ومنشأ هذا الإحساس بالتميز والنظرة الفوقية للآخرين وأنهم أصحاب أفضل فكر وأفضل منهج وأكثر فهما، وتصب ثقافة السمع والطاعة فى نفس الاتجاه أيضا حيث محاسبة ولا مساءلة، ومن هنا القيادة تسير والمجموع وراءها.. النقطة الثالثة التى تصب أيضا فى نفس الاتجاه هى أنه من لحظة دخول العضو إلى الجماعة، يأخذ ثقافته منها، اجتماعياته وتصوره وعلاقاته حتى حين يتزوج يتزوج من داخل الجماعة، وإذا أراد أن يتاجر أو يبيع أو يشترى يكون ذلك داخل الجماعة كل هذا يفرض على عضو الجماعة أحادية التفكير وأحادية النظرة، وبالتالى أعتقد أن هذه الأفكار تهيمن على من بقى من الجماعة ولن يكون هناك أى تقدم أو تطور أو تحسن.. الفكر السائد لدى الشباب اليوم الذى يصلنى هو أن ما تتعرض له الجماعة حاليا هو محنة شأنها فى ذلك شأن أى محنة أخرى، وأنه من خلال المحن سوف تنفى الدعوة عن نفسها خبثها، وأن الجماعة سوف تخرج من هذه المحنة كما خرجت من محن أخرى أقوى عودا وأقوى شكيمة وبالتالى لن يتعلموا.. إلا إذا جاء جيل جديد غيَّر وبدَّل فى فكر الجماعة ونظامها.

■ لكن إذا تم تغيير أو تبديل فى الأفكار سيتم خارج إطار الجماعة.

- فعلا.. أنا أعتقد ذلك أيضا.. لأنه فى الواقع القيادة الموجودة حاليا ما لم تعترف بفشلها وتعترف بثورة 30 يونيو التى قامت فى مواجهة فشل الجماعة، وما لم تعترف قيادة الإخوان بخارطة الطريق وترتب أوضاعها وتتوقف عن هذه التصرفات الصبيانية فلن يكون هناك مستقبل.

■ ما دور التنظيم الدولى فى اتخاذ القرارات داخل الجماعة وهل يوفر أى ضمان أو أرضية لاستمرارها؟

- التنظيم الدولى عبارة عن مكتب أمانة تقوم بالتنسيق بين الكيانات الإخوانية فى الدول المختلفة وهذه الأمانة يلتقى عندها مكتب الإرشاد العام ومجلس الشورى العام.. وعدد أعضاء مكتب الإرشاد العام 13 بينهم 8 من مصر وال5 الآخرون موزعون على باقى دول العالم، لذلك فإن إخوان مصر هم أصل التنظيم الدولى وهم من يمثلون رمانة الميزان ومركز الثقل فيه، وبالتالى ما يراه إخوان مصر هو ما يراه التنظيم الدولى.. الناس تعتقد أن التنظيم الدولى يحرك العالم.. هذا غير صحيح بالمرة.

■ عادة لا تقيم الجماعة علاقات مباشرة مع قوى خارجية.. ماذا حدث هذه المرة؟

- أولا كنا نعتقد فى جماعة الإخوان أن الإدارة الأمريكية تكذب كما تتنفس وتتناقض فى قولها ليس بين عشية وضحاها، بل بين ساعة وأخرى، الأمر الثانى أن الإدارة الأمريكية ليس لها صاحب.. صاحبها مصلحتها ومشروعها فى المنطقة فقط، ثالثا هى تلعب بكل الأوراق يعنى فى الوقت الذى تتكلم فيه معك، تتحدث مع الآخرين من وراء ظهرك، وبالتالى «المتغطى بالأمريكان عريان»، ومن هنا كنا نقول إذا أراد الأمريكان الحديث معنا فلا بد أن يكون ذلك عن طريق وزارة الخارجية وأن يكون ذلك معلنا وبأجندة واضحة.. هذه المرة خالفت القيادة الحالية للجماعة قواعد العمل التى درج عليها الإخوان.

■ من كان يحكم مصر خلال عهد مرسى هل مكتب الإرشاد أم جماعات أخرى؟

- ليس مكتب الإرشاد كله.. بل أعضاء نافذون به كان مرسى يأخذ منهم التعليمات والتوجيهات، والحقيقة أن محمد مرسى لم يكن على المستوى الذى يؤهله لأن يحكم بلدا فى حجم مصر، لم تكن هناك خبرة ولا تجربة فى إدارة حى أو منطقة أو محافظة كونك تنتقل من بير السلم إلى الميدان الواسع والأضواء المبهرة هذا شىء مختلف كليا وجزئيا، وكان الفشل حتميا فى ظل عدم وجود كوادر مدربة وكفاءات وقدرات على المستوى الذى يؤهلها لتولى المسؤولية.

■ هل هذا ناتج عن عيب فكرى أم خلل تنظيمى؟

- كنا ضيوفا دائمين على السجون خلال عهد مبارك، ففقدت الجماعة فاعليتها ونشاطها وخططها وبرامجها، وبالتالى فقدت قدرتها على استشراف المستقبل وانكفأ أعضاء الجماعة على التنظيم وتأجل أى حوار داخلى أو مناقشة فكرية إلى ما بعد الخروج من هذا الوضع، هذا حوَّل الجماعة إلى كتلة مصمتة زمامها فى يد قياداتها وقياداتها مقيدة.. بعد ثورة 25 يناير كان المفروض أن يكون هناك لوائح ونظم وانتخابات وهياكل تنظيمية جديدة ولجان نوعية وفنية واستراتيجية مختلفة عن العهد السابق، كنا نتوقع أن يكون هناك استثمار لمناخ الحرية بعد الثورة وتوظيفه لصالح الحركة والدعوة والتربية، وتكوين جيل ينشأ على المناقشة والحوار وليس على ثقافة السمع والطاعة، أو الثقة فى القيادة فقط، تتكون شخصيته وملامحه وتكون له رؤيته فى الإدارة وفى الاستراتيجية، الحقيقة هذا لم يحدث.. هم انتقلوا من السفح إلى قمة التل فكان ذلك إيذانا بالسقوط.. صعدوا بشكل مفاجئ وسقطوا بشكل أكثر من مفاجئ.

■ لم نكن نتخيل أبدا أن يخرج أعضاء الإخوان أو حتى كادر إخوانى واحد يهتف «واحد اتنين الأسطول السادس فين؟ وانت فين يا أوباما؟.. هل نحن كمصريين بيننا مواطن واحد فقط يردد هذا الهتاف أو يقبل على نفسه ذلك؟

- هذا مستحيل.. هذا هو الخراب بعينه.

■ وزير الداخلية قال فى حديث أخير له إن المستشار الأمنى لمحمد مرسى كان مهندسا زراعيا.. ما تعليقك؟

- وزير الشباب كان بيقول فى التليفزيون إن أسامة ياسين «وزير شباب الإخوان» أتى ب22 شخصا من المعارف والمحاسيب وشغلهم فى ديوان الوزارة، وكانوا يتقاضون مبالغ تتراوح بين 20 و250 ألف جنيه يعنى انت جئت ب22 شخصا كى يأخذوا أموالا.. سبوبة يعنى؟.. نفس الحال حدث فى وزارة الخارجية حين جاء بعصام الحداد مستشارا للشؤون الخارجية وهكذا فى بقية الوزارات لماذا؟

■ من خلال معرفتك بشباب الجماعة هل تعتقد أنهم قابلون للاندماج فى المجتمع؟

- ستستغرق هذه المسألة وقتا، يعنى المنهجية التى كانت تتبع معهم فى التربية والتأهيل والحركة يصعب معها أن يتخلوا عن القولبة التى وضعوا فيها لذلك ستحتاج هذه المسألة إلى وقت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.