كنت أتمني أن تطال سياسة الثواب والعقاب اتحاد كرة القدم في مصر من أول سمير زاهر حتي أصغر أعضاء اتحاد سعادته.. فقد فشل هذا الجمع وظهر وبان علي حقيقته أثناء وبعد وقبل مباراة الجزائر في الخرطوم ولو كنت مسئولاً في هذا البلد لأمرت بإحالة كل أعضاء الاتحاد إلي التحقيق وعلي رأسهم عبقري زمانه وسابق سنه الأخ أيمن يونس الذي تفتقت عبقريته عن اختيار السودان الشقيق ليكون ساحة للقاء مصر مع الجزائر وبعدها حدث ما حدث لقد تبين لنا جميعاً نحن معشر عشاق كرة القدم وطالبي البهجة الكروية وأصحاب الحلم في الوصول إلي كأس العالم أن الاتحاد المصري المفترض فيه أنه يدير مهام الكورة في بر مصر أنه بالنسبة للاتحاد الجزائري اتحاد من الهواة والناس الطيبين فقد أثبت الإخوان في الجزائر أن الاحتراف لم ينل فقط لاعبي المنتخب الكروي الجزائري ولكن الاحتراف أيضاً أصاب رئيس الاتحاد الجزائري وأعضاءه وجماهيره.. انظر مثلاً إلي المشجعين في الجزائر الذين يملأون الاستاد قبل المباراة بساعات ستجدهم يوفرون طاقاتهم وحناجرهم حتي لحظة بدء المباراة وقبل ذلك ستتخيل أن هذه الحشود من البكم والصم فلا صوت ولا حنجرة ترتفع بأي نداء أو هتاف قبل بدء المباراة، ولذلك فالجمهور الجزائري سيكون حاضراً ومستعد للصراخ والتصفيق والتصفير والصياح طوال عمر المباراة وسيحط فوق رأسه الطير قبل المباراة وأثناء الاستراحة أما اتحاد الكرة الجزائري فهم من الحريفة والمحترفين في نفس الوقت فقد تلاعبوا بأصحابهم وزملائهم من المصريين كما تلاعب بنا لاعبو الكورة في الجزائر، في البداية ألبوا علينا الاتحاد الدولي وحذروه من مجزرة سوف تحدث علي أرض القاهرة ونجحوا في جلب خمسة مخبرين من الاتحاد الدولي لمراقبة المباراة مع تحذير شديد اللهجة إلي مصر بحسن المعاملة وتحمل المسئولية الكاملة عن سلامة المشجع واللاعب الجزائري ثم انتهت المباراة بقرار أو نتيجة الإعادة وذهبنا إلي السودان بجموع الفنانين والمشجعين المنتخبين وذهبوا متسلحين بجمهور كرة القدم بتاع الترسوو الدرجة الرابعة أو حارة رابعة لو شيئت الدقة ونجح هذا الجمهور في بث الرعب في قلوب جماهيرنا ولاعبينا لدرجة أن الجميع حمدا الله وشكروا فضله علي الخسارة وقيل لو أن مصر حدث - لا قدر الله - وفازت كانت ستحدث مجزرة حقيقية للاعبين، وعاد رورواة من الخرطوم إلي الجزائر حاملا بطاقة التأهل العربية اليتيمة، وعاد أخونا زاهر يلبس رداء القائد العسكري، فأعلن الحرب علي المنتخب الجزائري لا في ساحة الملاعب الخضراء ولكن في المحاكم والاتحاد الدولي ونسي وهو في غمرة الحماس وشدة الانفعال أن مسألة الاعتراض علي نتيجة المباراة فات زمانها من زمان بعيد لأنه يلعب في الوقت الضائع وكان ينبغي أن نخرج له الكارت الأحمر لنطرده من أي مكان له علاقة بكرة القدم، ولكن مع الأسف شيئا من هذا لم يحدث وعادت ريمة إلي عادتها القديمة وتناسي زاهر ومن معه أنهم أصحاب الوكسة الحقيقية وسببها ودخلنا في معمعة كأس الأمم الأفريقية وانتهزوا فرصة أن شعب مصر الطيب ينسي بسرعة وينشغل بما هو جديد عما هو سابق، وهكذا أصبحنا علي أبواب كأس الأمم والتصريحات نفسها الهبلاء والعبيطة التي تؤكد أننا ذاهبون لنأتي بالكأس من ديله وهذا أمر لن يحدث علي الإطلاق لأن فضيحة عظمي تنتظرنا.. فريقنا حصل له عملية هلهلة وتاهت الروابط التي تجمعه وضاعت الألفة بين خطوطه ولم يعد هناك ما يدفعه من أجل تحقيق هدف أي هدف، فقدنا الحماس والرغبة وتحول لاعبونا إلي عواجيز للفرح سيشهدون عرس الأمم الأفريقية من أفضل مكان من أرضية الاستاد، وأخشي ما أخشاه أن نخرج من الدور الأول بفضيحة تهز عرش مصر الكروي.. وكنت أتمني لو أن حسن شحاتة صاحب أفضل وأعظم إنجاز كروي بعد الجوهري قدم استقالته وحفظ مكانته وقيمته التي يقدرها ويحترمها شعب مصر، أما إخواننا إياهم بتوع الاتحاد فموعدنا إن شاء الله بعد فضيحة كأس الأمم وغدا يا عم زاهر لناظره قريب!!