ما أن انتهت زيارة بنيامين نتنياهو - رئيس الوزراء الإسرائيلي- السريعة لشرم الشيخ ولقاؤه الرئيس مبارك حتي خرجت الصحافة الإسرائيلية لتعلن كما دار في اللقاء الذي استمر لمدة ساعة ونصف الساعة في حين لم يخرج أي مسئول مصري ليتحدث إلي الصحافة عما جري في مباحثات الساعة ونصف الساعة .. وقد اختفي تمامًا المتحدث باسم الرئاسة السفير سليمان عواد منذ سفر الرئيس إلي ألمانيا للعلاج في 4 مارس ولم يظهر حتي الآن.. فهل ترك السفير عواد الرئاسة؟! فقد أبرزت الصحافة الإسرائيلية تصريحات المسئولين الإسرائيليين الذين رافقوا نتنياهو أن الرئيس مبارك جدد ثقته في نتنياهو في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. في الوقت الذي جاء فيه نتنياهو للقاء مبارك لدفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس للعودة إلي طاولة المفاوضات غير المباشرة.. وذلك بعد رفضه من قبل لإصرار نتنياهو علي سياسات عنصرية وبناء المستوطنات في القدسالمحتلة وفي مناطق بالضفة ناهيك عن السعي إلي هدم المسجد الأقصي .. سياسات كلها لا تدعو إلي السلام.. بل وصل الأمر بالولايات المتحدةالأمريكية نفسها إلي الامتعاض من تلك السياسات والتفاف رئيس الوزراء الإسرائيلي علي قرار تجميد بناء المستوطنات .. بل قابلوا زيارة سابقة للمبعوث الأمريكي جورج ميتشيل والذي جاء لتدشين بدء مفاوضات جديدة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بإعلان خطة جديدة لبناء المستوطنات «1600 وحدة سكنية في القدسالشرقية» وكان ذلك مرتبطًا أيضًا بالموافقة العربية والفلسطينية علي المفاوضات غير المباشرة لمدة أربعة أشهر. وقد نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن مصادر سياسية بتل أبيب قولها إن زيارة نتنياهو لمصر تشهد علي الاحترام الذي يكنه مبارك لرئيس الوزراء الإسرائيلي وتدل علي أن الرئيس المصري ينظر إلي نتنياهو علي أنه قائد مهم ووثيق الصلة بالمنطقة. ووصل الأمر بوزير البنية التحتية بنيامين بن اليعازر مجرم الحرب الذي قتل المصريين الأسري إلي أن يقول: «لقد حظينا باستقبال مثير للإعجاب .. وهو الاستقبال الذي أتاح لنتنياهو أن يتحدث أمام الرئيس مبارك علي مدي ساعة ونصف الساعة ويقول ما عنده «!!» ومع هذا لم يخرج أي مسئول مصري ليشرح لنا ماذا دار في لقاء الساعة ونصف الساعة بين مبارك ونتنياهو .. وعن ثقة الرئيس في رئيس الوزراء الإسرائيلي. ولعل هذا ما سبق أن قاله الرئيس مبارك عن الجزار الإسرائيلي آرييل شارون ووصفه بأنه رجل قوي.. فما كان منه إلا أن اقتحم المسجد الأقصي .. وأيضًا عندما استقبل وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني .. فكانت قد أعلنت الحرب مع إيهود باراك علي الفلسطينيين في غزة. وانتظروا الذي سيفعله نتنياهو بعد ثقة الرئيس مبارك فيه!!