.. صباح غد السبت وقفة أمام مكتب النائب العام.. من أجل سجناء الرأي والحرية.. أدعوكم للمشاركة فيها لنقول جميعاً: ملعون أبوالظلم الذي يجعل الدكتور جمال حشمت لا يخرج من السجن إلا ليدخله مرات تلو مرات، يُعتقل الرجل علي غير سند إلي عقل أو قانون أو عدل، فقط لدد في خصومة مجنونة!! بلغت حد الهزل أكثر من الجد!! .. لا شيء في الدنيا بغير قواعد مفهومة، فحتي الظلم، له قواعد وحد أدني من الأخلاقيات التي ينبغي أن يتسم بها الظلمة!! إلا أن نظامنا فقد هذا الحد الأدني، في حالات عديدة ومريرة أبرزها صديقي الذي أحبه وأحترمه جمال حشمت والصديق الدكتور عصام العريان والصديق المهندس علي عبدالفتاح الذي أتحدي من يعتقلونه أن يتذكروا عدد مرات اعتقاله خلال السنوات الأخيرة!!، ولا أنسي أخي مجدي حسين سجين الضمير!! .. صديق آخر يهفو قلبي إليه وأنا ألعن أبوالظلم والظلمة، هو الأديب الليبرالي مسعد أبوفجر الذي يعتقل من داخل قرارات الاعتقال منذ أعوام دون عقل أو عدل في تطبيق «الملعون» قانون الطوارئ !! .. بلغت بي الحيرة مبلغاً عظيماً، وأنا أقرأ علي محمولي خبر اختطاف الحبيب الدكتور جمال حشمت، والمهندس أسامة غيث- منذ أيام- من أحد شوارع دمنهور ومن داخل كمين مروري وتساءلت «متهكماً» تُري لم يكن النائب الشرعي لدمنهور يحمل رخصة أو بطاقة؟! أم أن كمين المرور اشتبه في الرجل؟!، وكانت المفاجأة أن التهمة لم تكن رخصة أو بطاقة أو اشتباه، بل كانت انضماماً لجماعة محظورة «!!» يا لروعة أكمنة المرور في دولة الظلم، عندما يكون الكمين مهمته التفتيش في العقول والنيات والانتماءات السياسية! .. زادت حيرتي وأنا أقرأ في صحف الأمس أنباء جديدة عن صدور قرار عن النيابة العامة «!!» (نعم النيابة العامة!!) بحبس الدكتور جمال حشمت والمهندس أسامة غيث خمسة عشر يوماً في سجن وادي النطرون علي ذمة التحقيق في هذه القضية الخطيرة التي كشف عنها كمين المرور! .. أعرف كم كان دائماً صديقي جمال حشمت، وأسرته يجيدون الصبر في الابتلاء وملاقاة الظلم بالابتسامة، لذا أدركت حجم الفضيحة والمهزلة التي حدثت مؤخراً عندما قرأت أن الدكتور جمال بدأ إضراباً عن الطعام من اللحظة الأولي التي اعتقل فيها.. وإلي الآن!! .. سألت نفسي وأنا أفكر في دوافع إضراب الدكتور حشمت عن الطعام؟! هل ساءت أحوال الظلم وأخلاق الظلمة، إلي الدرجة التي حالت دون الرجل وطعامه وعلاجه، وهو مريض بشهادة وزير الداخلية، الذي سبق أن أفرج عنه منذ أشهر بدعوي الخشية علي حياته بسبب المرض؟! .. لم أجد ما أفعله.. شعرت بالعجز عن أن أقدم شيئاً حقيقياً لرفاق وأصدقاء أعرف طعم مرارة الظلم الذي يشعرون به، فلا يعرف طعم الظلم أكثر ممن ذاق مراراته!! .. فكرت في أن أشارك صديقي الإضراب عن الطعام.. فكرت في أن أعتصم وغيري أمام سجنه! فكرت في أن أدعو لوقفة أمام باب سجانه حتي أبلغني الصديق محمد عبدالقدوس بوقفة غداً فقلت «هذا أضعف الإيمان»!! .. للأسف لم أجد ما أفعله للآن أكثر من هذه الوقفة، فقمت في جوف الليل وصليت ركعتين قضاء حاجة لفك سجن جمال حشمت ومجدي أحمد حسين وطارق عامر وأحمد دومة ومسعد أبوفجر، وكل سجين رأي وضمير يغيب عن أسرته وأهله ومحبيه بغير ذنب أو جريمة!! سألت ربي: ألا من خلاص؟! ألا من نهاية لهذا البلاء والابتلاء؟!.. حقاً لعنة الله علي الظلم وأبيه وأمه وأهله «!!» .. أدعوكم غداً أن نلبي دعوة الزميل محمد عبدالقدوس لنقف جميعاً دفاعاً عن هؤلاء أمام النائب العام.