الحضري خرج من جنة الأهلي بمزاجه وعندما اكتشف أنه لا يوجد أفضل منها طلب العودة عصام الحضري يحكي التاريخ أن عصام الحضري كان نجماً وحارساً متألقاً مع الأهلي سنوات عديدة وكان يحقق النجاح ويحصد البطولات وأصبح أحسن حارس مرمي في مصر وأفريقيا.. وكان الحضري يعيش هادئاً مطمئناً لكنه تمرد فجأة وهرب من جنة الأهلي وانضم لناد سويسري اسمه سيون لم يكن أي مصري يعرفه قبل انضمام الحضري إليه وأثناء وجوده في سويسرا كان الحضري يقوم بمداخلات هاتفية مع البرامج التليفزيونية ويتحدث للصحف ويهاجم الأهلي وإدارته التي وقفت في طريق احترافه وقدم «عريضة» للاتحاد الدولي حملت إهانة كبيرة للأهلي. ومرت الأيام وعاد الحضري من سويسرا بخفي حنين ولم يجد سوي الإسماعيلي فانضم إليه علي أمل أن يكون محطة يعود بعدها للأهلي بعد أن يبدي الندم ويبوس القدم ويذرف بدل الدموع دماً وهذا ما حدث بالفعل لكن هيهات هيهات فإدارة الأهلي تتعامل مع الحضري علي أنه ترك جنة الأهلي بمزاجه وأساء إليه ولا يكفي الندم للتكفير عن الخطيئة ولابد أن يدفع الثمن بأن يبكي ويتوسل من أجل العودة ثم يتم رفض طلبه حتي يبقي الأهلي نادي المبادئ والقيم. لا يهمنا أن الأهلي حاول ضم هاني سعيد بعد أن هرب منه للاحتراف في إيطاليا ويحاول مسئولوه إقناع أحمد مجدي- لاعب الزمالك- بالعودة للأهلي رغم أنه هرب منه وهو صغير للاحتراف في اليونان، لا يهمنا ذلك لأن الرد عليه معروف وهو أن هاني سعيد وأحمد مجدي عندما هربا من الأهلي كانا في سن صغيرة، تنقصهما الخبرة، لكن ما يهمنا هو هل كان الحضري في كامل وعيه عندما هرب إلي سويسرا وهو رجل كامل النضج تخطي الثلاثين من عمره ويعرف كيف يزن الأمور بميزان حساس؟ من يعرف الحضري جيداً يعرف أنه لا يقدم علي خطوة إلا عندما يحسب لها ألف حساب، لذلك يمكن القول إن هروبه من الأهلي كان بكامل إرادته، حتي إنه خطط له في سرية تامة دون أن يعرف أقرب المقربين إليه، لأنه كان يعتقد أنه حارس كبير ستتهافت عليه أكبر أندية أوروبا بعد أن يلعب مع سيون لكن ذلك لم يحدث وعاد الحضري لمصر وانضم للإسماعيلي وحاول مغازلة مسئولي الزمالك لكن النار اشتعلت في القلعة البيضاء وهدد عبدالواحد السيد بالرحيل وعبدالمنصف ماشي ماشي لذلك أعاد مسئولو الزمالك حساباتهم مرة أخري بعدما وجدوا أن الحضري سيكون الحارس الوحيد بعد رحيل عبدالواحد وعبدالمنصف وحتي إذا بقي عبدالواحد ستكون هناك مشاكل تؤثر في الفريق في الموسم المقبل الذي يسعي فيه الزمالك لاستعادة درع الدوري، وعندما أيقن الحضري أن أبواب ميت عقبة أغلقت أمامه ولو مؤقتاً سارع بإبداء الندم والاعتذار لمسئولي وجماهير الأهلي، وفتعاطف معه البعض خاصة أن الأهلي عاني هذا الموسم من اهتزاز مستوي أحمد عادل عبدالمنعم وشريف إكرامي ووجد هؤلاء أن الحضري هو الحل السحري لمشكلة حراسة المرمي لكن إدارة الأهلي دخلت في مفاوضات مع محمود أبوالسعود- حارس المنصورة- وستقوم بضمه بأي ثمن، وهو حارس رائع يمكنه تحمل المسئولية وفي وجوده مع شريف إكرامي وأحمد عادل عبدالمنعم لن تتكرر مشكلة حراسة المرمي في الأهلي وبالتالي لا داعي لعودة الحضري لأنه ارتكب ذنباً لا يغتفر في حق ناديه وهذا هو منطق إدارة الأهلي. الحضري خسر كثيراً عندما انهالت دموعه وبالغ في عبارات الأسف والندم وأساء دون أن يدري للنادي الذي يلعب له حالياً وهو الإسماعيلي، ففقد ما تبقي له لدي جماهير الإسماعيلية وبذلك أصبح الحضري متخصصاً في فقد من يحبونه.. بالأمس فقد الأهلاوية واليوم فقد الإسماعيلاوية وإذا كان يبحث عن ناد يلعب له فالباب مفتوع علي مصراعيه لانتقاله للمصري وسيمنحه كامل أبو علي كل ما يريد، أما عودته للأهلي فيجب أن ينساها تماماً طالما بقي حسن حمدي رئيساً للنادي ومحمود الخطيب نائباً له. «الحضري» حارس كبير لكنه سينهي حياته مثل نادر السيد في أندية بعيدة عن البطولات، مع الفارق أن نادر السيد حافظ علي احترام الجماهير له سواء أهلاوية أو زملكاوية، أما «الحضري» ففقد تعاطف كثيرين بسبب هروبه من جنة الأهلي بمحض إرادته حتي وإن كان هناك من يتعاطف معه سيقول لهم حسن حمدي: تعاطفكم وحده مش كفاية.