.. أين ستكون اليوم؟! وأين ستكون غداً؟! .. وقفة تاريخية، اليوم من أجل رفع الحد الأدني للأجور إلي 1200 جنيه.. وغداً من أجل مناهضة قانون الطوارئ ودستور الطوارئ.. مسيرة من عمر مكرم إلي مجلس الشعب. .. هب أنك ستكون معنا- اليوم وغداً- هناك، أو لن تكون!! خذها مني نصيحة وجرب!! اغضب!! .. اغضب.. ربما تصحح بغضبك ما أفسدته بصمتك!! هل شاهدت صورة المصري المسحول في لبنان؟! هل شاهدت كم بات الدم المصري رخيصاً خارج القانون ، وبغير محكمة، أو كرامة؟! .. اغضب.. ربما تَصحو.. وربما «لا» !! لكن المؤكد أننا لن نخسر بغضبنا ما يمكن أن نخسره باستمرار صمتنا! .. اليوم 2 مايو، وغداً 3 مايو.. مصر تعرف ما «لا» تريده.. فلا نريد الفقر والظلم الاجتماعي، كما لا نريد الطوارئ وجميع مظاهر الظلم السياسي!!.. ربما مشكلة مصر أنها لا تعرف ما تريده تحديداً.. ولا تتفق عليه!! .. مصر في 2 و3 مايو 2010، لا تريد استمرار الأوضاع علي ما هي عليه.. لا تريد مزيداًَ من الفساد والقهر، والاستبداد، لا تريد الموت جوعاً وفقراً وقهراً وظلماً.. ولا تريد انفجاراً اجتماعياً بلون الدم الذي لا يريده أحد أن يسيل في هذا البلد!! .. مصر 2 و3 مايو 2010 تعرف أنها لا تريد الاستمرار في هذا العرض «الهزلي» الذي يلعب فيه المواطن دور «كومبارس» يصفق من شدة الألم، لرجل واحد، احتكر خشبة المسرح والنص واحتقر الجميع. .. مصر في 2 و3 مايو 2010، تعرف أنها لا تريد دستوراً مفصلاً، علي مقاس شخص، ولا تريد قوانين تقنن الظلم، وقضاء يغسل به الحاكم يديه من دماء الحرية، ولا تريد برلماناً لا يراقب ولا يستحي أن يمثل بالناس أكثر مما يمثلهم!! يدفع بهم للحضيض، أكثر مما يُدافع عن حقهم في الحرية والعدالة والتقدم. .. مصر لا تريد في 2 و3 مايو دولة بوليسية يديرها ويحكمها جهاز أمني يتدخل في تفاصيل الحياة اليومية بالبطش والتنكيل السياسي، وإغلاق كل أبواب التداول السلمي للسلطة!! ويعترض الحق في التجمع. .. مصر لا تريد في 2 و3 مايو استمراراً لأوضاع فاسدة وأشخاص فسدة وفشلة أهانوا قيمة مصر في كل محفل.. مصر لا تريد أحزاباً مدجنة أمنياً، ونقابات مكبلة وأجوراً غير عادلة، وأوضاعاً ظالمة. .. هذه أمثلة لما لا تريده مصر!! ولما ينبغي الغضب احتجاجاً عليه، الغضب علي المضي فيه!! .. لكن يبقي السؤال: ماذا تريد مصر اليوم وغداً 2 و3 مايو 2010؟! لماذا هذا الشوق للغضب؟ .. مصر تجتاحها أشواق غامرة، لتغيير مستحق، يطول الساسة، والسياسة والحاضر والماضي. .. مصر تحتاج اليوم للاجتماع علي كلمة واحدة، واتفاق بالحد الأدني حول دستور جديد يرد الحقوق المصادرة للشعب، وأولها حقه في اختيار حر لمن يحكمه أو يمثله. .. مصر تريد الخلاص من الفقر الذي طال 44% من الشعب والبطالة التي بلغت 29% من القادرين علي العمل. .. مصر تريد الخلاص من حزب فاشل، وقادة أكثر فشلاً قادوا مصر لانحدار عام في جميع المجالات، فبلغ حجم ديوننا 614 ملياراً وبلغ عدد المنتحرين من شباب هذا الوطن الآلاف سنوياً، وعدد العوانس 7 ملايين، وعدد مرضي الكبد 13 مليوناً، وعدد القضايا المنظورة أمام المحاكم 20 مليون قضية!!، وهذه فقط بعض ملامح الارتباك والفشل الذي طال التعليم والصحة والسكن وأخلاق الناس وكل شيء في مصر!!