قرية تبدو فى ملامح أهلها الهدوء والطيبة، سكانها يرفعون صور الفريق عبد الفتاح السيسى على أسطح منازلهم، الطريق الوحيد للقرية هو موقف السيارات الذى يفصلك عن الوصول إلى المنزل الذى كان يختبأ فيه القيادى الإخوانى محمد البلتاجى بنحو 500 متر، فهو فى أحد الشوارع الجانبية فى القرية، وتحيط بالمنزل الزراعات من كل جانب، تعزله عن المنازل الأخرى التى يبدو عليها البساطة، حيث إن معظم البيوت تتكون من طابقين أو ثلاثة، ومبنية بالطوب الأحمر فقط. كيف دخل البلتاجى القرية؟
أهالى قرية ترسا فى مركز أبو النمرس، والتى ألقى القبض على القيادى الإخوانى محمد البلتاجى بداخل أحد منازلها، أكدوا أن البلتاجى جاء إلى القرية بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة، فى سيارة جيب، واختبأ داخل منزل ملك شخص اسمه إبراهيم فرحات، وأضاف أحد سكان القرية، أن صاحب المنزل اختلف مع البلتاجى وأصدقائه وطلب منهم الرحيل، بعد أن شعر أنه مراقب، واقترح على القيادات الإخوانية نقلهم إلى منزل له آخر يقع وسط الزراعات فى شارع جمال عبد الناصر، لإبعاد الشبهات عنه، بعد أن بدأ السكان يلاحظون وجود أغراب فى منزله، وعلى الفور اتفق إبراهيم فرحات مع الإخوان المسلمين الموجودين فى قرية ترسا بتنظيم مظاهرة تجوب كل شوارع ترسا، وعند وصول المسيرة إلى المنزل المراد نقل البلتاجى إليه، تتوقف المسيرة ويتم قطع الكهرباء لمدة دقائق حتى يستطيعوا تأمين دخول البلتاجى والقيادات الإخوانية التى معه إلى المنزل، وكانوا يرتدون نقاب السيدات، وعند لحظة قطع الكهرباء، خرجوا من المسيرة ودخلوا المنزل، وبعد ذلك تحركت المسيرة بشكل طبيعى وعادت الكهرباء.
خضراوات وفاكهة ب300 جنيه
أحد الأهالى فى قرية ترسا قال إن شخصين أتيا منذ 3 أيام فى نحو الساعة 9 مساء لشراء بعض الفاكهة والخضراوات بمبالغ مالية كبيرة تصل إلى 300جنيه، فى حين أن دخل المواطن فى القرية لا يسمح له بالشراء بهذا المبلغ، مما أثار ريبة الأهالى، وعلى الفور بدأ عدد منهم فى رصد تحركات هؤلاء الأشخاص وتعقبهم حتى وصلوا إلى منزل وجودهم، وبعد ذلك أبلغوا الشرطة ولم يتصوروا أنه محمد البلتاجى، إلا لحظة القبض عليه.
وأكدت ربة منزل تسكن فى المنزل الذى كان يوجد فيه البلتاجى، أنه فى نحو الساعة 9 مساء، جاءت سيارة جيب وخرج منها 3 سيدات يرتدين النقاب، وتبين بعد ذلك أنهم قيادات الإخوان المسلمين متنكرين فى زى سيدات.
ويصف أحد الشهود يوم القبض على البلتاجى، حيث أكد أنه فى نحو الساعة الرابعة عصر يوم الخميس، حاصرت قوات الشرطة المنزل الذى يوجد بداخله قيادات الإخوان، واقتحموه وألقوا القبض على البلتاجى وهو يرتدى جلبابا بلديا، واثنين آخرين معه من قيادات الإخوان، حيث لم تستغرق عملية ضبطهم أكثر من 15 دقيقة، ثم غادرت القوة، بينما بقيت أخرى تمشط المنطقة بحثا عن سلاح أو مطلوبين آخرين.
كانت الأجهزة الأمنية فى وزارة الداخلية، قد ألقت القبض على القيادى الإخوانى محمد البلتاجى، وبصحبته خالد الأزهرى، وزير القوى العاملة السابق، وجمال العشرى القيادى فى الجماعة بالجيزة، حيث تحركت مأمورية من الأمن العام والوطنى، مدعمة بفرقة من القوات الخاصة، إلى المنزل الذى اختبأ المتهمون بداخله، وبمداهمته تم القبض عليهم، وأكد مصدر أمنى أن قوات الأمن كانت ترصد تحركات البلتاجى منذ فض اعتصام رابعة، ولكن الدواعى الأمنية حالت دون القبض عليه فى بعض الأماكن، حفاظا على أرواح المواطنين.