هل غضب رئيس النادي حبا في القلعة الحمراء أم خوفا على مصلحته في وكالة الأهرام للإعلان؟! المدير الفني يتخلى عن 600 ألف جنيه.. ويتصدى «بمفرده» لحل أزمة قيمة الشرط الجزائي.. والشركة تطالب فتحي بدفع مليوني جنيه فلافيو وشوقي وبلال تعاملوا مع الشركة ذاتها قبل ثلاثة مواسم.. فلماذا الضجة الآن؟ البدري والخطيب قبل أن تؤثر الأزمة الأخيرة في العلاقات بينهما تنفس حسن حمدي رئيس النادي الأهلي الصعداء بعد الأزمة التي حدثت خلال اليومين الماضيين بخصوص تصوير حسام البدري - المدير الفني للفريق - وبعض اللاعبين إعلاناً لإحدي شركات المحمول المنافسة للشركة الراعية للنادي. فقد تعامل حمدي ورفقاؤه في لجنة الكرة التي تضم محمود الخطيب نائب الرئيس، وطارق سليم نجم النادي السابق وأحد رموزه، مع الأزمة بالطريقة الدبلوماسية التي اعتاد عليها الجميع من مسئولي الأهلي. فقد عقدت لجنة الكرة أمس الأول جلسة استمرت 20 دقيقة فقط، مع البدري واللاعبين السبعة الذين قاموا بتصوير الإعلان وهم شريف عبد الفضيل وشريف إكرامي وحسام عاشور وأحمد شكري ومصطفي شبيطة ومصطفي عفروتو وشهاب الدين أحمد، بالإضافة إلي بقية اللاعبين المتعاقدين مع الشركة ذاتها لكن لم يشاركوا في الإعلان، وهم محمد طلعت وأحمد علي وأحمد عادل عبد المنعم وأحمد السيد وسيد معوض وفرانسيس. ودخلت الزوبعة التي حدثت مؤخرا فنجان حسن حمدي، كي لا يتأثر الفريق سلبا بتلك الأزمة، حيث يستعد لحسم الدوري أمام المنصورة مساء اليوم،فضلا هم المواجهة المرتقبة أمام الاتحاد الليبي في إياب دور ال 16 لبطولة دوري أبطال إفريقيا، لتعويض الهزيمة في مباراة الذهاب بهدفين نظيفين. الضجة التي حدثت مؤخرا،تجعلنا نطرح هذا التساؤل:هل غضب حسن حمدي كان بدافع الحب للقلعة الحمراء أم خوفا علي مصلحته في وكالة الأهرام للإعلان؟! فالمعروف أن حمدي يتولي منصب مدير الوكالة ،ومعه الخطيب في إدارة التسويق،وقام حمدي والخطيب «بتوع الوكالة» بشراء حقوق تسويق فانلة الأهلي من حمدي والخطيب «بتوع» الأهلي، ثم قامت الوكالة ببيع الحقوق إلي شركة المحمول مقابل 76 مليون جنيه، أي أن الأهلي لا علاقة له بتلك الشركة بشكل مباشر. في الوقت نفسه، حدثت واقعة أخري منذ ثلاثة مواسم، حينما قامت الشركة المنافسة لراعي الأهلي بالتعاقد مع طارق السعيد ومحمد شوقي وفلافيو وأحمد بلال لتصوير حملة إعلانية في بداية إنطلاق تلك الشركة، لكن لم تحدث تلك الضجة التي أثيرت حاليا. ولأن الأزمة لم تكن عادية، وتسببت في حدوث هزة كبيرة داخل جدران القلعة الحمراء، ترصد «الدستور» كواليس الأزمة التي لم تكن وليدة اللحظة. تعود القصة إلي ما يقرب من أربعة أشهر، حينما وصلت إلي مسامع مسئولي الأهلي توقيع حسام البدري عقد حملة إعلانية مع شركة المحمول المنافسة للشركة الراعية للأهلي مقابل 600 ألف جنيه،وتبعه بعد ذلك لاعبو الفريق الأحمر بعد معرفتهم بإقدام البدري علي تلك الخطوة،حيث تعاقدت الشركة مع أحمد فتحي مقابل 500 ألف جنيه، وشريف عبد الفضيل وشريف إكرامي مقابل 150 ألف جنيه، بينما يحصل بقية اللاعبين شريف إكرامي وحسام عاشور وأحمد شكري وأحمد علي وأحمد عادل عبد المنعم ومصطفي شبيطة ومصطفي عفروتو ومحمد طلعت وشهاب الدين أحمد ،علي 110 آلاف جنيه. وحاول حسن حمدي ومحمود الخطيب علي استحياء إقناع البدري بالتراجع عن موقفه، لكن الأمور ظلت مثل النار التي تمشي ببطء شديد في الرماد، إلي أن اشتعلت الأسبوع الماضي ،حينما أبلغ البدري كلا من حمدي والخطيب بالاتفاق مع الشركة علي تصوير الإعلان الأحد الماضي. ولم تفلح الجهود التي بذلها مسئولو الأهلي مع البدري، لإقناعه بالتراجع عن الإعلان، حيث قام بتكسير الأوامر، مفضلا الإلتزام بتعاقده مع الشركة لاسيما أن عقده يتضمن إلزامه بدفع مليوني جنيه قيمة الشرط الجزائي. وعندما تم تصوير الإعلان ازدادت الأزمة اشتعالا، وعقدت لجنة الكرة الاجتماع الطارئ صباح أمس الأول، وأجبرت البدري علي التراجع عن موقفه، وحرمته من الحصول علي 600 ألف جنيه. المثير للدهشة أن مسئولي الأهلي تركوا البدري بمفرده للتفاوض مع أحمد سويلم المسئول عن حملة الدعاية للشركة، بخصوص حل أزمة الشرط الجزائي. ونجح البدري في الخروج من المأزق سالما ،حيث راعت الشركة موقفه مع الأهلي وتنازلت عن الشرط الجزائي له، بالإضافة إلي اللاعبين تقديرا لالتزامهم بموعد تصوير الإعلان، لاسيما أن الضجة التي حدثت تعتبر دعاية جيدة للشركة أيضا،حيث أفادتها إلي حد كبير. بينما كان أحمد فتحي اللاعب الوحيد الذي طالبته الشركة بدفع قيمة الشرط الجزائي، لعدم التزامه بالعقد وحضور تصوير الإعلان، بعدما تلقي تحذيرا من مسئولي الأهلي، ووعدا بتعويضه من خلال الشركة الراعية. وبخصوص موقف البدري، هناك 3 أسباب دفعته للإقدام علي تلك الخطوة، أبرزها عدم شعوره بالاطمئنان علي مستقبله مع الأهلي، حيث من الممكن أن يترك منصبه مع نهاية الموسم الجاري، وبالتالي فلن تستفيد الشركة جماهيريا من وجوده في مكان آخر غير الأهلي. أما السبب الثاني، يتعلق بأن إدارة الأهلي لم تنجح في فرض وصايتها علي البرتغالي مانويل جوزيه - المدير الفني السابق للفريق الأحمر -، حينما ارتدي زيا رياضيا لشركة منافسة للشركة الراعية لزي الأهلي. والسبب الثالث، حاجة البدري إلي الاستفادة المادية من تلك الحملة الإعلانية، لاسيما أن راتبه الشهري ليس ضخما كما يتخيل البعض،حيث يحصل علي 70 ألف جنيه شهريا.