س: هل سترشح نفسك للرئاسة؟ ج: هدفى التغيير وليس الوصول للحكم.. س: هل يعني تعديل الدستور السماح للإخوان بخوض انتخابات الرئاسة؟ ج: نعم البرادعى وسط أعضاء الجالية المصرية فى بوسطن حصلت «الدستور» علي تفاصيل الاجتماع الذي جمع الدكتور «محمد البرادعي» رئيس الجمعية الوطنية للتغيير بعدد من المصريين المقيمين بالولايات المتحدة، وننشر الاجتماع في صورة سؤال وجواب، حيث ننشر الأسئلة التي وجهها الحضور إلي الدكتور «البرادعي» وكذلك إجاباته عنها. س: أشكرك بشدة علي شجاعتك وعلي حماسك، في الحقيقة أنت أصبحت حلماً لنا، ولكن كيف يمكنك حل مشكلة شعب انتشر فيه الفساد لفترة طويلة؟ ج: لا يوجد عندنا أي ديمقراطية موجودة في أي من دول العالم، وأنا أتوقع أننا سنأخذ جيلاً علي الأقل حتي نُرجع مصر التي نتمناها، ولكن هذا لا يمنعنا من أن نبدأ من الآن، وأكرر أن التغيير لن يأتي من شخص واحد، فالحكومة هي من تخدمنا وأي مؤسسة لابد أن تعتمد علي المساواة الكاملة. س: ما حقيقة الإشاعة التي تقول إنك ممنوع من الرجوع إلي مصر كما هو الحال لبعض المعارضين مثل سعد الدين إبراهيم؟ ج: سوف أرجع دائماً إلي مصر ولا يوجد شيء من هذا القبيل ودائماً ما كنت أعمل محاطاً بالكثير من المخاطر فلا تقلقوا من ذلك. س: لما الرئيس «مبارك» خرج لألمانيا اتضح أن أسرته كلها خرجت وراءه، فهناك رعب لدي النظام، فأنا أطالب بزيادة الضغط من قبل الجمعية الوطنية للتغيير؟ ج: الضغط علي النظام هو أننا جميعاً نعمل سوياً، فإذا رأينا أن هناك زخماً مصرياً يطالب بالتغيير فأعتقد أن هذا هو أفضل وسيلة للضغط علي النظام. س: رسالتك لابد أن تكون أكثر وضوحاً، فهناك من يسأل: هو مين «البرادعي» ولا «أيمن نور» وّلا غيرهم؟ ج: هدفي هو التغيير وليس أن أكون رئيساً لمصر، وهدفي كذلك أن تكون هناك فرصة عادلة لكل فرد في الترشح، وأنا في هذه المرحلة من حياتي لا أحتاج إلي أكثر مما حصلت عليه، ولكن هدفي هو التغيير كما ذكرت ضاحكاً لو كنت حتي سأعطي صوتي لشخص آخر. س: هل تفكر في ترشيح نفسك في الانتخابات القادمة؟ ج: ذكرت بوضوح أنني لن أفكر حتي في الترشح في الانتخابات إلا عندما تكون هناك استجابة لما أطالب به وغيري من المصريين، وإذا لم يستجب إلي أي من مطالبنا فسوف أدعو لمقاطعة الانتخابات حتي لا يكون هناك أي مرشحين. س: بداية أحب أن أعرف نفسي: أنا أستاذ علوم سياسية وأقول إننا جميعاً وأعتقد الشعب المصري نتوق إلي أن تتقدم للترشح وأن تكون رئيساً للجمهورية في الفترة القادمة، إلا أن أمانتي العلمية تستدعي أن أوضح بعض النقاط: كلمة ديمقراطية يفهمها كثير من أهل القاهرة والإسكندرية والمدن الكبري، إلا أن أغلبية الشعب المصري لا يفهم ما هي!، وأذكر هنا عندما رجع «سعد زغلول» من المفاوضات وكان الناس يهتفون، فسأل مصري بسيط: «أُمال فين الديمقراطية اللي بيقولوا عليها دي؟» فرد عليه آخر وقال له: «أصل هو مش عايز يبينها للناس فمخبيها!!»، هذه هي الأقلية المصرية في القري والنجوع، وقد كررت كلمة «الديمقراطية» في خطابك كثيراً، فإذا كنت تنوي الترشح لرئاسة الجمهورية فلابد أن يكون الخطاب مختلفاً علي قدر الفهم، ولأن كلمة «ديمقراطية» ترتبط بالنضوج الفكري والنضوج الوجداني مش بس بالشهادة وبالعلم!!! شيء آخر: كثير من الشعب المصري يعيش في فقر وهو ما يعني أن الشخص لا يفكر تفكيراً صحيحاً ولكنه يجري وراء من يعده بأشياء وأشياء قد لا تتحقق. كلماتي الأخيرة: في حالة أن الرئيس «مبارك» قرر أن يرشح نفسه للمرة «الله أعلم بالمدة» فهناك تعاطف كبير جداً من الشعب المصري في النجوع والقري معه وسمعتها وقرأتها كثيراً، ومن العجيب أن الناس بتقول: كفاية إن الراجل لسه راجع من علاج، والسبب هو أن الراجل استهلك كل قوته وقدراته علشان الشعب المصري، نيجي دلوقتي احنا في حالة مرضه ونقوله كفاية كده!! ج: بالنسبة للديمقراطية أتفق معك بشكل كبير، لأن الشعب المصري لا يعرف معني الديمقراطية الحقيقية، والربط ما بين الحالة الاجتماعية والديمقراطية صعب إلي حد كبير الآن ولكننا سنحاول، ولكني أحاول أن يكون التركيز في هذه المرحلة علي أننا نريد نظاماً حراً وقد اجتمعت مع جميع الفئات «من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار» واتفقنا جميعاً علي ذلك وبعدها كل واحد ينطلق إلي طريقه. وبالنسبة للشخص في الريف كونه أنه يفهم أنه سيكون حراً، فإنها ليست عملية مجردة وآمل أن نكون قد تقدمنا بعض الشيء منذ أيام «سعد زغلول»، وأطلب من الجميع أن يحاول أيضاً أن يفهم الناس في هذه المناطق، ومع ذلك لم نيأس أيضاً فقد نزلت مرتين إلي جهتين مثل الحسين والمنصورة، وكان هناك تجمع كبير من الفقراء، في نظري أنه تعبير عن أنهم يريدون التغيير وأن هناك شخصاً يمكن أن يكون فيه أمل، وإذا أخذنا أيضاً بالنظرة الأخري فإنهم لن يفقدوا أي شيء فلن يسوء حالهم أسوأ مما هم عليه الآن. وقد قابلت بعضاً من الفلاحين والعمال وانبهرت بما يعلمون عن معني الديمقراطية ومعني القوي الجماعية وهذا موضوع أساسي في عملية التغيير، وهناك مشكلة في أن هناك حالة يأس بعد 58 عاماً، فبعض المصريين لا يرون أن باستطاعتهم التغيير، ولكن حدثت في مصر ثلاثة مؤشرات إيجابية في الفترة الأخيرة: 1- أصبح هناك أمل في التغيير ولكنني أري أن هذا الأمل أكبر من الواقع ولذلك يجب أن نكون حذرين جداً من هذا حتي لا يحدث إحباط فيكون إحباطاً شديداً. 2- كل مصري الآن يتكلم في السياسة بعد أن كانت محرمة سابقاً. 3- تحرك المسلمون والمسيحيون للتغيير ومحاولة معرفة المشاكل التي بينهم. س: أنت تعلم كيف هو دور المرأة في تحريك الأسرة من أولاد وتأثيرها في الزوج، فأنا أري إذا استطعنا أن نقنع الأم المصرية بالمشاركة في هذه المرحلة فهذا سيساعد كثيراً؟ ج: دور المرأة أساسي ولابد من مشاركتها في التغيير ولكن الجميع لابد أن يكون علي نفس نهج الرسالة. س: نحن كشباب مصري نعيش في أمريكا ليس عندهم داعٍ للخوف كما ذكرت، هل تقترح أي توصيات نقوم باتباعها، مثلاً الضغط علي الحكومة الأمريكية لتضغط بدورها علي الحكومة المصرية، أم أنك تري الحكومة الأمريكية تبارك النظام الحالي طالما أنه محافظ علي مصالحها في المنطقة؟ ج: كما ذكرت سابقاً، التغيير سيأتي من بيننا وليس من حكومات أخري، ولكن أيضاً أنتظر من حكومتنا أن تتكلم عن حقوق الإنسان. س: أحب أن أشكر حضرتك علي المجيء وأنا كمصري مسيحي أقف خلفك ووقعت علي البيان، وكما تري فهناك الكثير من المسيحيين في القاعة، وأقول لك: إن المسيحيين سيقفون خلفك كما وقفوا خلف «سعد زغلول»، وسؤالي هنا عن موقع مصر الاستراتيجي ومشكلة مياه النيل، ما رأيك في ذلك؟ ج: قوة مصر هي دائماً كما أقول في زعامتها للمنطقة، ولكن لو نظرنا الآن سنجد إيران وتركيا لأنهما ببساطة تمكنا من إحداث تغيير، انظروا إلي صادراتهما واقتصادهما الآن. ولو نظرنا إلي الدول العربية فسنري أنها تتسارع وتتنافس مع بعضها البعض، ولو نظرنا إلي إيران فستجد أنها لم تكن لديها علاقات دبلوماسية لفترة طويلة، فلابد أن نتعامل مع الدول الكبري ونحن نملك من الإمكانات في الصناعة والزراعة والتجارة ما يمكننا من أن نستعيد مكانتنا. ولابد أن نبني قوتنا المدنية، فنحن 80 مليون مصري، لابد أن ندعمهم في التعليم والثقافة وعندها لن تكون عندنا أي مشكلة في المياه أو أي شيء آخر من هذا القبيل. س: بطريقة ديمقراطية أريد أن أختلف معك في الرأي، أنا أري أن الشعب المصري تنقصه قدوة ورمز وقائد، ناس كتير كتبوا عن الديمقراطية ونادوا بيها مثل «أيمن نور» و«هيكل» و«إبراهيم عيسي» و«سعد الدين إبراهيم» والناس لم تتحرك، ولكن عندما حضرت أنت الناس بدأت تتحرك، ليه مش عايز تقول إن إنت عايز ترشح نفسك وكلنا نقف وراءك وننزل نلم التوقيعات وننتخبك ونفشل وننزل كمان 4 سنين وننجح؟! إحنا بقالنا 50 سنة مقاطعين الانتخابات، إيه اللي حصل؟ ج: هناك أكثر من 15 ألف شاب مصري من المتطوعين من علي ال(facebook) ولكن ما ينقصنا هو البنية التحتية، بمعني أننا لا نستطيع العمل في ظل قانون الطوارئ ولا نستطيع جمع تبرعات، فنحن حقيقيون ولكننا ظلال بالنسبة للنظام. س: إيه رأيك في حالة تغيير الدستور والسماح لأي أحد مثل الإخوان المسلمين بخوض الانتخابات؟ ج: الإخوان المسلمون لديهم أفكارهم وأيديولوجياتهم قد تتفق معهم وقد تختلف وحقيقة أنها جماعة محظورة لا تعني أن نجعلهم يختفون فلابد أن نلتحم معاً في نسيج واحد وبهذا يحدث التعادل في المجتمع، وقد قابلت المرشد العام للجماعة وأكد لي أنهم ضد أي دولة دينية أو جيش ديني، فلابد أن يكون الكل خاضعاً لقانون واحد حتي إن كان أقلية أو أغلبية. س: الحقيقة طبعاً أن جيلك وجيلنا اللي هو اتولد في الأربعينيات والخمسينيات مصاباً بحالة حزن شديد لأننا أضعنا أكثر من 58 سنة من حياتنا.. حاجة أخري: أغلبية المقيمين هنا قد ولدوا في عصر رئيس واحد لمصر وهي حاجة تحزن، وأي قراءة حقيقية للتاريخ المصري نجد أننا في مرحلة طويلة من الارتجاج السياسي والاجتهاد السياسي، لأن السياسيين الحقيقيين مثل سياسيي ما قبل الثورة والحاليين أمثال «عمرو موسي» وأمثالك بعدوا بشكل كبير عن المساهمة الحقيقية في السياسة المصرية، وأصبح الشعب المصري عايش حالة حزبين «الأهلي والزمالك». سؤالي: أنت تجمع الآن توقيعات للتغيير وهو ما يذكرني بما حدث قبل الثورة مما نتج عنه حزب علي الأقل كان قوياً في بدايته، لم لا تفكر في إنشاء حزب وخوض الانتخابات؟ ج: إذا رأيت الانتخابات السابقة حسب التقارير أن فقط 7 ملايين مصري من 80 مليوناً هما اللي راحوا الانتخابات، ففي رأيي إن الشعب هو اللي لازم يتحرك، فإذا تحرك الشعب لن تجد أي قوي أو حزباً يقف أمامه. س: إيه الضمانات اللي حضرتك حتاخدها من الحكومة علشان لا يعاقب من يؤيدك مثلما حدث للدكتور «طه عبدالتواب»، والراجل اللي نزل المنصورة ولقي عليه شيك بدون رصيد؟ ج: أحب أن أعكس السؤال: ماذا تستطيعون أنتم أن تفعلوا؟! س: إمتي حنبطل نعين ناس علي أساس ديانتهم أو جنسهم مثل إحدي المشاكل التي تتكرر كل عام: سحابة القاهرة ولا نستطيع حلها هل بسبب نقص اللقاءات أو نقص المعلومات؟ ج: كما ذكرت، التعليم والاستثمار في الفرد هو المفتاح لذلك. س: «وختمت لبنانية متزوجة من مصري وتحمل الجنسية المصرية منذ عشرين عاماً» وتقول: أد إيه الشعوب بتتعلم من بعضها، فأنا أري أن الشعب ممكن أن يحسم الموضوع كما حدث في لبنان، فقد سيطرنا علي البلد بالشارع ومايقدرش جيش أو بوليس يمنع شعباً، ولكن أقترح أن تعتمد علي الشعب، ولكن يادكتور الشعب عاوز يشوفك كتير في كل حتة، فلازم الجمعية تفكر في ذلك؟ ج: أوافقك الرأي ولذلك أعتقد أن الإعلام في الداخل والخارج له دور كبير جداً في ذلك. وأنهي حديثه وقال: إن هناك الكثير من الأمل، ولا نسأل: ما يمكن أن تفعله لنا؟! ولكن لابد أن نسأل: ما الذي نقدر أن نفعله جميعاً؟!. وهذه مسئولية كل منا. فنحن معاً سنغير!!!