عبد الحميد: أكبر عملية فض اعتصام مسلح فى تاريخ المؤسسة الأمنية «الخطة تمت بنجاح وعلى الشرطة التصدى بحزم لعنف الإخوان»، هذا ما أكده خبراء أمنيون بعد قيام قوات الشرطة بالبدء فى فض اعتصامى رابعة والنهضة، معتبرين أنها أكبر عملية فض اعتصامات مسلحة فى تاريخ المؤسسة الأمنية، وأن قلة عدد الخسائر أثبتت نجاح الخطة الأمنية، مطالبين الداخلية بالتصدى للفوضى والشغب الذى يريد الإخوان فرضه على الشوارع.
اللواء رفعت عبد الحميد الخبير فى العلوم الجنائية، قال ل«الدستور الأصلي» إن ما فعلته الشرطة أمس هو أكبر عملية فض اعتصام مسلح ناجحة فى تاريخ المؤسسة الأمنية، وإنه لم تستطِع أكبر دولة فى العالم أن تواجه الشغب فى بلادها بمثل هذا الأسلوب المتحضر الراقى، مضيفا أن الشرطة استخدمت مهاراتها ولم تصل إلى المعدل الرسمى المعترف به دوليا بالخسائر سواء فى الأرواح أو الإصابات أو المنشآت وهو نسبة 10%، مشيرا إلى أن ما يحدث من أعضاء الإخوان أمور متوقعة من جماعة خاسرة اعترفت رسميا بأنها تريد أن تمتلك السلطة بقوة السلاح وإن تعذّر عليها ذلك ستحرق مصر.
عبد الحميد أضاف أنه تم إبداء النصح أكثر من مرة فى البيانات الصادرة من المتحدث الرسمى لوزارة الداخلية، وإعلام المشاركين فى الاعتصام المسلح بفضه، وأنه تم أمس وعلى أرض الواقع وفى ميدان العمليات إعلانهم بالمواجهة صراحة من قائد عمليات الشرطة فى كل من رابعة والنهضة بضرورة الانصراف فورا، وحدد لهم قائد العمليات المسارات الآمنة وتسمى الأنبوبة الأمنية الآمنة، وكانت متمثلة فى تحديد طريق النصر بالنسبة لرابعة وشارع الجامعة بالنسبة للنهضة، وقد امتثل من امتثل وكان هذا واضحا فى فض اعتصام النهضة فى أقل من ساعة، أما فى رابعة فلم يمتثل الكثير للإنذار الأمنى الأخير.
عبد الحميد أوضح أن الشرطة تمكنت من استخدام القنابل المسيلة للدموع وإحكام السيطرة الأمنية على الميدانين عن طريق الدوائر الأمنية الخمس، والمتمثلة فى الحواجز الأمنية الخارجية وأعقبها دخول مجموعات التعامل والفض بالغاز والقبض على المتهمين وتفتيش أماكن الاعتصام المسلح، وهو ما أسفر عن ضبط توابيت الأسلحة والذخائر، ومن الواضح أن أجهزة الأمن قد نجحت أولا فى عزل الدروع البشرية المتمثلة فى السيدات والأطفال وأخرجتهم من المشهد آمنين، وتعاملت بكل قوة وحزم مع الآخرين.
وأوضح عبد الحميد أن الشرطة قبل أن تعقد العزم على فض هذا الاعتصام المسلح والبؤر الإجرامية قامت بتقنين إجراءاتها القانونية وتمسكت بالمادة 102 فقرة 3 من قانون هيئة الشرطة رقم 109 لسنة 71، كما تمسكت أيضا بمواد قانون العقوبات المصرى ومنها المادة رقم 86 والخاصة بالإرهاب والمادة 245 والخاصة بالدفاع الشرعى عن النفس والمال والمنشآت، والمادة رقم 375 والخاصة بالترويع والتخويف، لافتا إلى أن شغب الإخوان الذى نراه فى جميع محافظات مصر لن يستمر كثيرا، ومن المتوقع أن يُصدر خلال ساعات قرار بحظر التجوال فى المحافظات الملتهبة، وإعلان حالة الطوارئ حتى يهدأ الشارع وتتمكن الشرطة والجيش من القبض على المتهمين وحماية البلد.
العميد محمود قطرى الخبير الأمنى قال ل«الدستور الأصلي» إن الإخوان الآن يحاولون حرق أقسام الشرطة وهو عمل تخريبى وإجرامى، وإنه يجب أن تقوم قوات الشرطة بالقضاء على هذه الفوضى غير المسبوقة حتى تستكمل خطتها الأمنية بنجاح، وحتى لا يتطور الأمر إلى حرب أهلية.
قطرى أضاف أنه حان الوقت لفرض حالة الطوارئ فى المحافظات الملتهبة، وفرض الأحكام العرفية على الإرهابيين الذين يستخدمون الأسلحة، مؤكدا ضرورة منع أى تجمعات ومنع التجول فى الأماكن الملتهبة.
وأضاف قطرى إلى أنه إذا ثبت بالفعل عدد الضحايا الذى أعلنت عنه وزارة الصحة وبعض وسائل الإعلام فهو أمر محزن، مشيرا إلى أنه يعد نجاحا غير مسبوق لقوات الشرطة المصرية فى ظل الظروف الحالية، مؤكدا أن نجاح الخطة الأمنية فى فض اعتصامى رابعة والنهضة بأقل الخسائر سيكون نقطة بدء فى إعادة بناء الشرطة على أسس علمية، ووفقا للحالة الأمنية، مضيفا أن الجميع كان لديه قلق من حدوث مجازر يروح ضحيتها الآلاف من المعتصمين.
اللواء إبراهيم حمودة الخبير الأمنى قال ل«الدستور الأصلي» إن الخسائر سواء قتلى أو إصابات يتحملها الإخوان، مشيرا إلى أنهم غيروا قبلتهم من الاعتصام إلى اقتحام الأقسام، ولكن الواضح من تعامل الشرطة أنها مستعدة لذلك.
حمودة أوضح أنه تم فض الاعتصام بخسائر أقل من جميع التوقعات، وهو ما يؤكد نجاح الخطة الأمنية، مما سيكون سببا لعودة الحياة للشرطة وعودة الثقة بأنفسنا، ولو كان تم الانتظار أكثر من ذلك لانقلب الشعب على الجيش والشرطة الذى فوضهم لمكافحة الإرهاب، لافتا إلى أنه لا بد من مواجهة عنف الإخوان بالشوارع بكل حزم وبالقانون، لأنهم بذلك يعتبرون جماعات ارهابية ولا بد من مكافحتهم.