إطلاق مبادرة "بداية جديدة" من جامعة بنها لتعزيز جودة التعليم (صور)    نص قانون تنظيم شئون أعضاء المهن الطبية بعد تصديق الرئيس السيسي عليه    مدبولي يطلب مقترحًا متكاملًا من "إيليت سولار" لتوطين التكنولوجيا وإنتاج الطاقة    بعد تراجعها 70 ألف جنيه| أرخص طرازات "سيات" في مصر تنافس هذه السيارات    محافظ أسوان يكرم المتفوقين الحاصلين على منح دراسية مجانية (صور)    الكرملين ينتقد وصف المستشار الألماني بوتين بأنه "مجرم حرب"    ترامب لحماس: أعيدوا جميع الأسرى والأمور ستتغير بسرعة وتنتهي    لماذا قرر ترامب نقل قيادة الفضاء الأمريكية إلى "مدينة الصواريخ" بألاباما؟    منافس مصر.. مشوار منتخب إثيوبيا في تصفيات كأس العالم    فيفا: 9.6 مليار دولار حجم الإنفاق في سوق الانتقالات الصيفية 2025    الداخلية تلقي القبض على لص أجنبي يسرق السيارات بطريقة مثيرة فى أكتوبر    سحب منخفضة بهذه المناطق.. الأرصاد تكشف عن حالة الطقس خلال إجازة المولد النبوي الشريف    شفيقة شامل ضيفة رضوى الشربيني في "هي وبس"    الإفتاء تحسم حكم "حصان وعروسة المولد" وتبادل الهدايا بمناسبة المولد النبوي    أسوان تكرم 2100 حافظ للقرآن احتفالًا بذكرى المولد النبوي الشريف (صور)    مضاد للبكتيريا.. هيئة الدواء تحذر من عبوات غير مطابقة ل"قطرة عين"    الصحة تستقبل وفد المركز الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها    أحمد بلال ينتقد أداء زيزو مع الأهلي    خبراء: السيارات الكهربائية لا تزال منافسة للبنزين رغم زيادة أسعار الشحن بنسبة 79%    إدخال 121 شاحنة مساعدات من معبر رفح البري لإغاثة سكان غزة    صادر ضده 6 أحكام جنائية.. مقتل عنصر إجرامي في تبادل إطلاق نار ب محافظة المنيا    بحضور محافظ سوهاج.. ختام فعاليات "المرأة تقود فى المحافظات المصرية"    5 أبراج ممكن تعيش قصة حب من طرف واحد.. هل أنت منهم؟    مسرحيو مصر يحتفلون باليوم المصري للمسرح "5 سبتمبر " ويكرمون مبدعي الكلمة    رئيس الجالية الأذربيجانية يشكر الرئيس السيسي على منحه وسام العلوم والفنون    المجلس الأعلى للثقافة واتحاد المراكز الثقافية الأوروبية يختتمان فعاليات دوائر الإبداع 4    لبنى عبدالعزيز ضيفة إسعاد يونس في صاحبة السعادة.. في هذا الموعد    البابا تواضروس يكرم الفائزين في مسابقة العباقرة لخدمة ثانوي بالإسكندرية (صور)    الحكم على مشجع إسبانيول بالسجن والحرمان من دخول الملاعب بسبب العنصرية    برشلونة يعلن إصابة أليخاندرو بالدي وغيابه 3 أسابيع عن الملاعب    من الماضي إلى الحاضر.. مصر إمبراطورية خالدة على عرش الإسكواش    الصحة تغلق 12 مركزا غير مرخص لعلاج الإدمان في كرداسة    البورصة المصرية تختتم تعاملات اليوم الأربعاء بتراجع    شيخ الأزهر للرئيس: ندعمكم في الموقف الرافض لذوبان القضية الفلسطينية    الرئيس السيسي: نثق في عون الله تعالى ونرتكز على صلابة شعبنا    مركز حقوقى إسرائيلى يوثق جرائم نتنياهو.. شهادات دامية تكشف جرائم ضد الإنسانية    محمد سامي يشيد بمنى زكي: "نجمة النجوم وأيقونة يصعب تكرارها"    نقاش ساخر بين أحمد سليمان وعبدالحفيظ بسبب نتائج الأهلي والزمالك    ما هو العمى النصفي؟    اتهامات للدعم السريع بتصفية مدنيين سودانيين... عشرات الجثث على طريق الهروب من الفاشر    سوريا.. انفجار مخلفات حرب قرب مطار دمشق    وزير الإسكان يتابع مستجدات إنشاء وحدة "الإيجار والسكن البديل"    مصرع مواطنين وإصابة آخر فى حادث تصادم بطريق الفيوم - القاهرة الصحراوى    أحمد السعدني يكشف كواليس وفاة والده: كنت نايم    ضربات أمنية مستمرة لضبط مرتكبي جرائم الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي    بعد ضغوط وتحقيقات.. «ميتا» تمنع روبوتات الدردشة من الحديث مع المراهقين عن الانتحار    وزيرة التضامن الاجتماعي تترأس اجتماعاً لمتابعة الحصر الوطني للحضانات    البيئة تعلن المشاركة في قمة المناخ (COP30) بالبرازيل    شوبير: الأهلى شغال بأيده وسنانه على المدرب ولم يفاوض مورينيو نهائيا    وزيرا الزراعة والشئون النيابية يترأسان وفد مصري للاطلاع على منظومة التعاونيات الزراعية في إيطاليا    موعد إعلان الرئيس أسماء المعينين في مجلس الشيوخ    بورسعيد تنهي استعداداتها لاستقبال العام الدراسي الجديد    رئيس "التنظيم والإدارة" يسلم رئيس "الشراء الموحد" الهيكل التنظيمي الجديد للهيئة بعد تطويره    بوتين: تعزيز العلاقات مع الكونغو من أولويات سياستنا الخارجية في أفريقيا    مصدر أمني: تصاعد أتربة نتيجة أعمال الصيانة في سنترال رمسيس دون تجدد الحريق    رابط نتيجة الثانوية الأزهرية الدور الثاني 2025 بالاسم ورقم الجلوس    القاهرة ضمن أفضل 100 كتلة ابتكار عالميًا لعام 2025    رسائل تهنئة المولد النبوي الشريف 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نوارة نجم تكتب: لأ «2»
نشر في الدستور الأصلي يوم 13 - 08 - 2013

أوضحت فى المقال السابق أنه فى حالة فض الاعتصامين بالقوة سيهلك عدد كبير من الناس، مع الوضع فى الاعتبار أن الاعتصام به نساء وأطفال، ومن بين الأطفال، أيتام، ومعاقون، ولاجئون سوريون. إن كنت ممن تدعى أنك من أصحاب القلوب القوية، وستقول: ما فى داهية المهم نخلص. فلست فى مكان أفضل منك كى أقيمك أخلاقيا، لكن الحقيقة أننا لن «نخلص». القاصى والدانى يعلم أن جماعة الإخوان المسلمين وضعت كل بيضها فى سلة التدخل الدولى، ويبدو أن القوى الدولية تميل بكفتها حتى الآن لدعم الجماعة وإن أصبحت فى موقف المتردد الآن، وسبب ترددها هو استمرار الاعتصامين دون صدى.

أذكر بعد واقعة الاتحادية تصريحا لمحمود غزلان قال فيه إن من قتلوا من الإخوان سيشكلون مكسبا كبيرا للجماعة. بقول آخر، لأن سكان رابعة قد ضجوا من رائحة «البيبى فى الجنينة» فهم يناشدون الداخلية أن تفض اعتصاما مسلحا به أطفال ونساء ورهائن محتجزون فى غرف التعذيب، وسينتج عن ذلك موت المئات، بل ربما الآلاف، مما سيقوى موقف الجماعة ويضعف موقف الدولة أمام المجتمع الدولى، الذى سيضغط حتى تحصل الجماعة على أفضل شروط فى عملية التفاوض. الآن، يعلم كل من يعتصم فى رابعة أن مطلب عودة مرسى هو ضرب من ضروب الخيال، وسبب يأسهم من تحقيق هذا المطلب هو «التناحة» التى تلومون القيادة عليها. تخيل أنك تزيل ورما خبيثا من العمود الفقرى، لا يجدر بك أن تقول: يا عم اقصم له ضهره وخلصنا. ولا يليق أن يدون فى كتب التاريخ: فرضت العقوبات على مصر، أو واجهت مصر ضغوطات دولية تسببت فى انتكاسة ثورتهم لأن سكان رابعة تضايقوا من البيبى.

هناك عدة نقاط يجب الالتفات لها والسؤال عنها أهم بكثير من: حتفضوا الاعتصام؟ لا مش حيفضوا الاعتصام.. همّ معتصمين فوق راسكوا؟ كلما طال أمد الاعتصام دون مردود على الأرض أو فى التفاوض ودون المساس بالمعتصمين وإعطاء الجماعة فرصة لعملية التسول الدولى التى تبرع فيها كلما صب ذلك فى المصلحة الوطنية، وضد مصلحة الجماعة التى ثبت لكل ذى عينين أنها جماعة خائنة للوطن. لكن التساؤل عن تصرفات الداخلية المريبة جائز: مثلا، لماذا تصر الداخلية على الإعلان عن عزمها على فض الاعتصام كلما بدأ الاعتصام فى التهالك مما يستتبع حالة استنفار وعودة من غادروا الاعتصام لحمايته من الفض؟ وكأن الداخلية تحشد لاعتصام، فى ذات الوقت، تغيب الداخلية تماما عن المشهد فى الصعيد، ولا تحرك ساكنا إزاء ما يحدث من اعتداءات إجرامية ضد المسيحيين، بل إننا لا نجد ولو متابعة إخبارية من قبل وزارة الداخلية، وكل ما يصلنا من الصعيد هو شهادات الأهالى والضحايا.

حقيقة، لا أثق فى وزير داخلية الإخوان، محمد إبراهيم. للتذكرة، وللمرة الألف بعد المليون، محمد إبراهيم هو الوزير الذى أتى به محمد مرسى عقب رفض أحمد جمال الدين ضرب المتظاهرين أمام الاتحادية، لا لأنه يتمتع بالإنسانية والرحمة، حيث إن جمال الدين قتل عددا من الناس فى محمد محمود 3، ومنهم الشهيد جابر صلاح (جيكا)، ولكن لأن الأعداد أمام الاتحادية كانت لا تسمح بتصدى قوات الأمن للمتظاهرين بالقوة، وهذا هو ما صرح به أحمد جمال الدين ذاته، فعزله مرسى، وأتى بمحمد إبراهيم، الذى نفذ على الفور مجزرة بورسعيد، إلى جانب انتهاكات متتالية شهرية، كان أبرز ضحاياها الأطفال، وقتها بررت الجماعة قتل هؤلاء الأطفال واعتقالهم، بل وهتك أعراضهم بأنهم «أطفال شوارع صيع مأجورون».

قال الناس: فلنسامح محمد إبراهيم على جرائمه إبان حكم الإخوان لانحيازه للثورة! وهل كان يجرؤ محمد إبراهيم على تحدى المؤسسة العسكرية التى تعهدت بحماية المتظاهرين؟ طيب.. سامحناه، فهل قام بحماية المواطنين فى بين السرايات والمنيل من رصاص الجماعة؟ هل وجدنا أى حضور لقوات الأمن لحماية الكنائس والمسيحيين فى الصعيد؟ ربما يكون مرتبكا أو غير كفء. طيب، لماذا يعلن عن فض الاعتصامين ثم يتراجع عن ذلك ولا يكون لتصريحاته مردود سوى الحشد للاعتصامين، وبناء المزيد من الدشم؟ يمكن على نياته. طيب لماذا لا تحاوط قوات الأمن الاعتصامين كما أعلنت عدة مرات؟ وإن كانت تحاوطهما، فكيف دخل الطوب والزلط والأسمنت لبناء الملاهى والدشم العسكرية؟ طيب لماذا لا تحاصر قوات الأمن الاعتصامين بحيث تحمى المواطنين الذين يخرجون من كل من الاعتصامين جثثا هامدة عليها آثار التعذيب، أو على الأقل لتمنع المعتصمين من الخروج لقطع الطريق؟ إما هو وزير متواطئ أو «خايب».. فلماذا يظل فى منصبه؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.