لم يتبق أمام جماعة الإخوان خيارات كثيرة، ربما تكمن فرصتها الأخيرة فى الحشد يوم 17 رمضان فى المليونية التى أطلقت عليها الجماعة اسم «جمعة الفرقان»، حتى تحقيق مطالبهم.
الدعوة أطلقتها قيادات الإخوان مساء أول من أمس، فى اعتصام رابعة العدوية، الذى شهد أول ظهور للدكتور عماد عبد الغفور، مساعد المعزول لشؤون التواصل الاجتماعى، ورئيس حزب الوطن السلفى. عبد الغفور دعا وهو يلقى كلمته على المنصة، للدفاع عن الحرية ورفض الظلم، مضيفا: «الموت خير لنا من أن نحيا خائنين»، مشيدا بدور الجيش المصرى قائلا: «الجيش أصيل، وعلينا أن نعينه ونساند شرفاءه ونقف مع أحراره حتى تعود الحقوق إلى أصحابها».
وتابع: «سوف نعيش أحرارا ولسنا عقارا أو عبيدا نساق، ولا نحنى جباهنا إلا لخالقنا، وسنطرق أبواب الحرية حتى نعتلى سماءها».
القيادى الإخوانى ووزير التموين السابق الدكتور باسم عودة، قال إنه كان يحارب الفساد فى وزارته، وإنه كان حريصا عندما تولى الوزارة أن تكون السلع التى يتم تقديمها إلى الأسر المصرية درجة أولى، وليست من أردأ الأنواع التى لا تصلح للاستهلاك الآدمى كما كان فى السابق، مضيفا خلال كلمته على المنصة أن السلع الأساسية التى يجب أن تقدمها الوزارة هى الزيت والسكر والأرز، وأن الزيت وحده يكلف الدولة 40 مليار جنيه، وأنه ضبط آلاف الأطنان من كسح الزيت وهو نوع لا يصلح للاستخدام الآدمى، وأن الوزارة قدمت زيت عباد الشمس بديلا له وكان سيتم تعميم التجربة فى جميع المحافظات. عودة تابع: «لم يكن هناك أى أحد فوق القانون، حيث أغلقت الوزارة المخابز المخالفة، كما رفض التوسط لعودة أحد المطاحن للعمل مجددا حتى تمضى فترة إيقافه، وأن كرامة أصغر موظف فى الوزارة كانت من كرامة الوزير، وأنه لم يسمح لأحد بأن يمس كرامة مفتشى التموين».
أما الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور صلاح سلطان، فأكد من أعلى منصة اعتصام رابعة العدوية إن «جمعة الفرقان» المقبلة سوف تشهد زحفا إلى جميع المنشآت الحيوية فى مصر وغزو كل الميادين، ولن تستطيع دبابات العسكر، ورصاص الشرطة مواجهة سلمية الملايين التى ستخرج للمطالبة بحقها فى اختيار من يمثلها ودفاعا عن شرعية الرئيس مرسى، على حد تعبيره.
سلطان أوضح أنه سيتم تنظيم مئات المسيرات فى ذلك اليوم لإعلان الانتفاضة الشعبية الأولى فى وجه الجيش والفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة، تمهيدا لسلسلة انتفاضات قادمة خلال الأسبوع المقبل. كانت منصة اعتصام رابعة العدوية، فد طالبت بسرعة محاكمة المسؤولين عن سقوط قتلى فى ميدان النهضة ومسيرة رابعة التى كانت فى طريقها للعودة من مطار القاهرة، فجر الثلاثاء، وأسفرت عن مصرع اثنين، وإصابة العشرات، وقالت المنصة إن مطلبها الرئيسى هو عودة الرئيس المعزول محمد مرسى إلى منصبه، وإلغاء ما أسمته الانقلاب العسكرى، وما ترتب عليه من نتائج، وضرورة عودة العمل بالدستور ودعوة مجلس الشورى إلى الانعقاد مجددا. وفى سياق متصل انطلقت مسيرة ضمت الآلاف، من الميدان إلى مقر نادى ضباط الحرس الجمهورى، عقب صلاة تراويح أول من أمس، للمطالبة بالقصاص لدماء قتلى الأحداث، ورفع المشاركون فى المسيرة صور الرئيس المعزول، وكتبوا عليها «الشرعية ما زالت مع مرسى»، و«لا للانقلاب العسكرى»، ورددوا هتافات «يسقط حكم العسكر»، و«مصر دولة مش معسكر».