لوفيجارو: دعوات إطلاق النار علي المتظاهرين في مصر «استفزاز» وتحريض واضح علي القتل البرادعى قالت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية إن الدعوة التي أطلقها أحد نواب الحزب الوطني بعدم التساهل مع المتظاهرين وإطلاق النار عليهم جاءت في وقت سييء بالنسبة للسلطة الحاكمة في مصر. وقالت الصحيفة الفرنسية إن الدعوة جاءت بالتزامن مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، بالإضافة إلي ظهور معارضة جديرة بالثقة يمثلها الدكتور محمد البرادعي، وأيضاً تأتي في وقت تعالت فيه أصوات المطالب السياسية والاجتماعية. ووصفت الصحيفة دعوة إطلاق النار علي المتظاهرين بالأمر «المستفز»، وبأنها أثارت غضب المعارضة المصرية التي توعدت بتقديم شكوي ضد المتورطين في هذه الدعوة بتهمة «التحريض علي القتل». كذلك عبرت «لوفيجارو» عن استغرابها من تأخر الحكومة المصرية في الإعلان عن موقفها من هذه الدعوة، فقد نشرت الصحف الحكومية تصريحات مفيد شهاب باستثناء استخدام الذخيرة الحية ودعوة الحزب الوطني الحاكم إلي استخدام الوسائل السلمية في مواجهة المتظاهرين بعد أيام من إطلاق الدعوة. واعتبرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية أمس أن العقبة الرئيسية التي تحول دون انتشار دعوة الدكتور محمد البرادعي لتعديل الدستور هي التضييق الأمني علي مؤيديه والخطر القائم المتمثل في اعتقالهم إذا ما انضم مزيد من المواطنين لحملته. وأوضحت الصحيفة أن البرادعي يدعو إلي إصلاحات ديمقراطية من شأنها أن تفسح له المجال لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في 2011 ليضع حدا لحكم الرئيس حسني مبارك الذي استمر لثلاثة عقود، لكن المصريين قد لا يهتمون بما فيه الكفاية بحملة البرادعي خوفا من الاعتقال والضرب علي يد قوات الأمن. وأشارت الصحيفة إلي أن ثمن المشاركة السياسية باهظ في مصر، مشيرة إلي أن النظام يمارس الاعتقال والضرب والتحرش بالمتظاهرين بشكل منتظم. ولفتت إلي أن هذه الممارسات هي جزء مما يريد البرادعي تغييره، منوهة بدعوته الحكومة إلي إنهاء حالة الطوارئ التي يستخدمها النظام لقمع المعارضة منذ ثلاثة عقود. وقالت الصحيفة إن البرادعي، الذي يعتبره المصريون فرصتهم للتغيير، ضخ هواء جديدا في أجواء الساحة السياسية المصرية في وقت حساس. وأوضحت أن مبارك يبدو وكأنه يعد نجله جمال لتولي السلطة عبر الانتخابات المقبلة. وأضافت الصحيفة أن معظم التأييد يأتي للبرادعي من طبقة مثقفة في المجتمع المصري. وأن البرادعي وتحالفه يواجهون مهمة صعبة في محاولة إقناع المواطنين العاديين بالمشاركة في مطالب الإصلاح الديمقراطي. ونقلت الصحيفة عن أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية القول إن البرادعي سيتحول إلي تهديد حقيقي للنظام عندما تسأل أحد المارة في الشارع عنه فيجيبك بأنه يعرفه ويحبه. وأشار حرب إلي أن المشكلة هي أن الناس لا تهتم. وتابعت الصحيفة أن البرادعي يجول شوارع مصر لإقناع الناس بالانضمام إلي حملته والتوقيع علي بيان حملته للتغيير. مشيرة إلي زيارته للحسين وكنيسة العباسية، والدقهلية، ولقائه نشطاء حقوق الإنسان.