..ويتعامل أهلها بطريقة «إن خرب بيت أبوك خد لك منه قالب»! في قراقص .. نظرة للمستقبل رغم الواقع الممتلىء بالمجاري تعتبر قرية «قراقص» من أكبر القري التابعة لمركز دمنهور وتبعد عنها بمسافة كيلو واحد فقط، ورغم ذلك فالقرية تفتقد إلي أبسط الخدمات الأساسية بسبب إهمال المسئولين سواء التنفيذيين أو المحليات أو أعضاء مجلس الشعب الذين لا يذهبون إلي القرية إلا قبيل الانتخابات فقط ويتركونها بعد ذلك تغرق في مشاكلها. والغريب أن هذه القرية تتبع دائرة مركز الرحمانية في انتخابات مجلس الشعب وتتبع دائرة مركز دمنهور في انتخابات مجلس الشوري، ولا يقوم أي من ممثليها في المجلسين بتقديم أدني خدمة لها، وبسبب عدم وجود رقابة أو متابعة من قبل أي مسئول بالبحيرة استولي عدد من المواطنين علي ترعة تحويلة الخطاطبة وقاموا بتغطيتها كما استولوا علي شارع بجانبها وقاموا بالبناء عليه وذلك كله في غياب الأجهزة المعنية، حتي أعمدة الإنارة التي تم زرعها في هذا الشارع لم يتم تركيب كشافات بها ولم يكتف أهالي القرية بذلك بل قاموا أيضا بالاستيلاء علي مساحة 22 قيراطاً تابعة لهيئة الأوقاف المصرية وصادر لها قرار ترخيص بإقامة مدرسة، وصدرت لهم قرارات إزالة وبعد تنفيذ الإزالة الوهمية قاموا بالبناء مرة أخري، كما استولوا علي قطعة أرض بجانب مدرسة قراقص للفصل الواحد ( محو الأمية ) كانت مخصصة لبناء محطة صرف صحي. كما قام أهالي القرية بالتعدي علي سور مركز شباب القرية وإحداث فجوات كبيرة به لإدخال مياه الصرف الصحي التي أغرقت القرية إلي داخل المركز بعد أن عجزت الأجهزة المحلية عن إصلاح شبكة الصرف بالقرية، وعلي الرغم من أن إدخال مياه الصرف الصحي إلي مركز الشباب أدي إلي الإضرار به وتهديده بالسقوط فإن الأهالي لم يجدوا أمامهم طريقاً سوي معالجة الخراب بالخراب انتقاماً من المسئولين، فمياه الصرف الصحي أغرقت شوارع القرية وفشل الجميع في معالجة شبكة الصرف الصحي وهو ما دفعهم إلي تصريف المياه في مركز الشباب حتي يتمكنوا من الحركة في شوارع القرية، وقد تسببت مياه الصرف الصحي في إحداث تلفيات في مبني الإدارة لمركز الشباب فضلاً عن غرق الملعب والغياب الجماعي لموظفي المركز بسبب صعوبة الوصول إلي المبني الإداري. كما تنتشر أكوام القمامة في شوارع القرية رغم قيام الوحدة المحلية بتحصيل رسوم نظافة فضلا عن افتقاد القرية مشروع الصرف الصحي وتغرق الشوارع صيفا وشتاء في مياه الصرف الصحي وينتج عن كل ذلك انتشار الأمراض بين الأهالي خاصة في فصل الصيف وتنعدم الإضاءة في شوارع القرية كما توجد محطتا تقوية لإحدي شبكات المحمول بجوار مدارس القرية الأولي بجانب مدرسة الشهيد صبري أبو عيسي بغربال والثانية بجانب مدرسة الشهيد عمر نعيم الابتدائية ومدرسة عبد الباقي سرور وهو أحد أبناء القرية وأحد قيادات ثورة 1919 بالبحيرة حيث قدم ومعه الآلاف من التوكيلات المطبوعة لتوقيع أبناء البحيرة عليها لتأييد الوفد المصري برئاسة سعد زغلول في طلب استقلال مصر ليتقدم بها إلي مؤتمر الصلح بلوزان. وأخذ الشيخ عبد الباقي يدرب شباب دمنهور علي المظاهرات عدة أيام، وفي 17 مارس 1919 قامت مظاهرة كبري تطوف أنحاء المدينة فأمر مدير البحيرة إبراهيم حليم باشا بتسليط خراطيم المياه الضخمة علي المتظاهرين فكانت تجرفهم بقسوة، كما أمر بالقبض علي الشيخ عبد الباقي وأودعه السجن فاشتدت ثائرة الجماهير في 12مارس 1919 وتوجهوا إلي السجن فحطموه وأخرجوا الشيخ عبد الباقي.